عقب التفرغ من مشاهدة فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent،يمكن القول أن آن الآوان الآن أن نقول بأن النجم المخضرم “نيكولاس كيدج” قد عرف طريق العودة إلي طريق الأضواء والشهرة من جديد، بعدما حضر هذا العام وللمرة الثانية علي التوالي بعد فيلم “Pig” بكوميديا شركة “يونيفرسال” الجديدة فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent الذي كان بمثابة المفاجاة الكبري التي لم يتوقع لها هذا النجاح النقدي والجماهيري في آنٍ واحد.
مراجعة فيلم pig – نيكولاس كيدج يعود لتألقه من جديد
خصوصاً أنه علي رأس البطولة ممثلٍ أوسكاري ظل يبتعد كثيراً وكثيراً عن ما كان عليه في بداية مسيرته الفنية التي آمنت له التكريمات الكبري والجماهيرية العريضة التي تتذكر أدواره الأيقونية وتكن لها التقدير المستحق، وبات يثقل تاريخه بأعمالٍ كثيرة أسهل ما يمكن توصيفها به أنها رديئة تجارية سطحية الحبكة والأحداث والأدائات التمثيلية حتي، وإمتلئت خزائنه بملايين الدولارات التي علي النقيض لم تصنع مسيرةٍ كبري لبطل “Face off” و “Leaving Las Vegas” و “The Rock”.
لكن الآن بات الأمر يختلف كثيراً بعدما قبل “كيدج” المشاركة في The Unbearable Weight of Massive Talent بعدما كان متردداً في قبول العمل حينما تم عرضه عليه، وأكترث له بإمكانيته الكبيرة المختبئة خلف قناع التجارية السطحية، فكان بالعمل ضمن قائمة أفضل أفلام موسم 2022 ، والخطوة الجديدة لعودة “نيكولاس كيدج” لمكانته التي كان عليها سابقاً وخصوصاً في فترة التسعينيات.
قصة فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent
تدور أحداث فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent عن “نيكولاس كيدج” شخصياً الذي يعيش أتعس أيامه سواءاً علي الجانب الفني أو المادي، ولكن حينما تأتيه فرصة لحضور عيد ميلاد أحد رجال الأعمال مقابل تقاضيه مليون دولار….يجد نفسه متورطاً مع وكالة الإستخبارات الأمريكية في مهمةٍ معينة تعرقل مساعيه بطريقة غير متوقعة.
مراجعة فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent
قد يسهل تعامل المشاهد مع فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent علي أنه عملاً ينتمي لنوعية الكوميديا والمغامرة التي إجتهد من خلالها السيناريو في إستغلال شخصية “نيكولاس كيدج” وإقامة العديد المواقف والمفارقات المبنية علي الكوميديا والأكشن خصوصاُ في النصف الثاني، لكن النقطة الأهم أن هناك منظورٍ آخر للفيلم يتوازن بشكلٍ كبير مع النقطة المطروحة سلفاً.
وهي أن فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent هو نموذج عن شخصٍ ما وخصوصاً لو كان من مشاهير العالم يحاول إستعادة شغفه الضائع في مشكلاتٍ مادية وعائلية ومعنوية أفقدته كل ما يمتلكه ويحوذ عليه، وهو ما ينطبق علي “كيدج” في الواقع فعلياً الذي بات يحاول العودة وإستعادة مكانته السابقة، ولهذا إختيار صناع الفيلم ل”كيدج” كمثال علي الفكرة المقدمة وربط حكايته بها مع توظيف الأكشن والكوميديا كتحولاتٍ تحدث للشخصية حلال الأحداث هو من أذكي الطرق لتقديم معالجة متكاملة الأركان وتصنع عملاً مثالي في الكثير من تفاصيله.
من الإيجابيات أيضاً تقديم الفيلم التحية والتقدير لأفلام “نيكولاس كيدج” القديمة وخصوصاً “Face Off” و “Con Air” وغيرهما، وتم الإشارة إليهم بطريقة رمزية وكوميدية في الوقت ذاته، مما يمنح الفيلم متنفساً خفيف الظل بعيد عن أبعاد الفكرة التي يطرحها وتضيف القليل إلي عنصر المغامرة التي قدمت به.
بالحديث عن أداء “نيكولاس كيدج” فهو السهل الممتنًع (بفتح النون) عن الجمهور لفترةٍ طويلة، من إرتجال لبعض الكوميديا ممزوجة بالدراما في بعض اللحظات مع التفاعل بقوة وقت حدوث مشاهد الحركة والأكشن، ولكن يبرز أداء “كيدج” بشكلٍ ملحوظ وقت ظهوره بصحبة شخصية “جافي” التي قدمها الممثل الموهوب “بيدرو باسكال” ، والذي أظهر تناغماً كبيراً بينه وبين “كيدج” فيما يوحي إستمتاعهم بالوقت الذان يعملان فيه في الفيلم، وقناعتهما الكبيرة بالتجربة وما يتم بثه سينمائياً من خلالها.
مع العمل الإخراجي الجيد من المخرج “تيم جورميكان” في مشاهد الأكشن والإخراج الكوميدي، لا شك أن فيلم The Unbearable Weight of Massive Talent قدم الكثير علي الرغم من ميزانيته المحدودة، والأهم بالطبع هو عمل مصالحة جديدة بين “نيكولاس كيدج” وجمهوره علي أمل أن يتم تكرار ذلك في العمل الجديد “Reinfield”الذي سيقدم من خلاله “كيدج” شخصية “دراكولا” وتنتجه شركة “يونيفيرسال”.