مراجعة فيلم the suicide squad
في إحدي المواد الدعائية لفيلم the suicide squad التي تم طرحها ضمن فعاليات مهرجان “Dc Fandom” الذي أقيم العام المنصرم 2020، صرح أحد نجوم الفيلم وهو “دافيد داستمالشيان” أن الوحيد القادر علي تقديم شخصيات الفرقة الإنتحارية بالشكل الأمثل هو بكل بساطة “جيمس جان”.
دليلك الشامل لأبرز فعاليات مهرجان Dc FanDome
ذلك الكلام لم يأتي من الفراغ أو من كون “داستمالشيان” أحد أبطال فيلم the suicide squad فلابد له من الدفاع عن “جان” والمدح فيه إلزامياً، ف”جيمس جان” علي مدار الأونة الأخيرة وخصوصاُ في مجال أفلام القصص المصورة قد بلغ من الوعي الإبداعي ما يجعله قادراً علي فرض المتعة السينمائية المطلوبة من خلال جعل من ليسوا بشهرة الأبطال” الخارقين المرموقين يحظوا بفرصة الظهور علي الشاشة الفضية ونيل إهتمام الكثيرين من محبي الكوميكس والدؤوبين علي مطالعتها.
ثنائية “Guardians of the Galaxy” خير دليلٍ علي ذلك بكل تأكيد، من كان يتصور أن تلك الشخصيات التي بدأت في الظهور منذ عام 2008 وحتي الآن هي فترة ليست بالضخمة بطبيعة الحال تحصد نجاحاً نقدي وجماهيري وتحوذ علي الأهمية التي تستحقها دون المداراة خلف “آيرون مان” و”سبايدر مان” وغيرهم من رموز “مارفل”.
لذلك لاعجب أنه حينما تردد إلي مقر “وانر بروس” من أجل العمل معهم بعدما تم طرده من قبل مسؤولي “ديزني” (قبل أن يعود إليهم لاحقاً)، لم يختار سوي شخصيات “Suicide Squad” وأثر علي تقديم أفضل نسخةٍ ممكنة منهم وتعويض إخفاق الجزء السابق الذي طالته سهام النقد الحاد المستحقة بلا أدني شك، وكذلك منح تلك الشخصيات المكانة المناسبة سواءاً في العالم السينمائي أو نظيره القصصي أيضاً ، وهذا ما نجح فيه “جيمس جان” وقدم لعشاق أفلام الأبطال الخارقين تجربة سينمائية مدوية في كل تفاصيلها، ودسمة أيضاً للغاية في كافة عناصرها المختلفة.
قصة فيلم the suicide squad
تدور أحداث الفيلم عن مهمة جديدة لفريق الكولونيل “ريك فلاج” في مدينة “كورتو مالتيز” من أجل تدمير مشروع سري خطير يدعي “ستارفيش” من شأنه أن يهدد سلامة “أمريكا” والعالم بأسره، وهنا تنطلق الأحداث في قالبٍ من الأكشن والمغامرة والكوميديا أيضاً كما إعتدنا من العبقري “جيمس جان”.
بداية حامية الوطيس يدخل بها “جيمس جان” المشاهد في صلب فيلم the suicide squad، أو يمكن القول أنها جنونية إلي حدٍ كبير نظراً لطبيعة ما حدث بها، ولكن “جيمس جان” بالطبع لم يغفل عن تقديم شخصياته الجديدة وبطريقة مناسبة بسيطة لا تأخذ الحيز الكبير من الوقت مثلما فعل “دافيد آير” في الجزء السابق.
ومن هنا يبدأ “جيمس جان” في إستخدام الموارد المتاحة له من أجل الحفاظ علي تصاعدية نسق فيلم the suicide squad دون حدوث أية نوعٍ من المط والتطويل، فهناك مشهد حواري خفيف الظل يليه مواجهاتٍ من الأكشن ثم يتكرر ذلك وصولاً لتسلسل النهاية الضخم والجنوني أيضاً من البداية، ببساطة نجح “جيمس جان” في أن يدس المتعة موزعة بعناية وتدقيق ضمن أحداث الفيلم من أكشن وكوميديا ودراما أيضاً.
ويحسب ل”جان” أنه لا يقحم مشاهد الدراما تلك إلا بطرقٍ مناسبة تساعد علي سبيل المثال علي فهم بعض الشخصيات ومعرفة بضعة لمحات عن ماضيها، حتي الكوميديا جاءت حادة تلجأ للأفاظ البذيئة واللغة الدارجة في الكلام وذلك منطقي نظراً لطبيعة الشخصيات والأماكن المختلفة القادمين منها، المثير للإعجاب أيضاً أنه كلما سيتوقع أحد منحناً معين ستمضي بيه الأحداث يأتي “جيمس جان” ويطلق عياره الناري فجأةٍ بمفاجئة أو التواءةٍ ما في الأحداث، وقد تكرر ذلك الأمر كثيراً وبطريقة جيدة تخلو تماماً من العيوب، مما يمنح “جيمس جان” تحية مفعمة بالحب والعرفان بمجهوداته الكبيرة، وشهادة تقدير تجعله رائداً في صناعة الترفيه السينمائي، وفي طليعة صناع الأفلام المحبيين لدي شرائح كبيرة من الجمهور.
بالحديث عن التجربة الإخراجية ككل هي بكل تأكيد كطبيعة الفيلم الشرسة والمجنونة (تكرار تلك الكلمة هي أدق وصفٍ له)، من حيث الأفكار الجيدة المطروحة لمشاهد الأكشن والإستخدام المثالي للكوريوغرافيا بها كي تتناسب تلك المشاهد مع طبيعة الفيلم وأجوائه العامة، في المونتاج هناك لمساتٍ جيدة وملموسة في فيلم the suicide squad علي مستوي دمج المؤثرات البصرية وطرح بعض العنوانين التي توحي بأين تكون الأحداث وإلي أين ستمضي، هناك قطعاتٍ بسيطة تأتي في وسط لحظاتٍ رئيسية بفيلم the suicide squad ولكن ذلك كان لغايةٍ تابعة للأحداث لا يمكن الخوض في تفاصيلها لتجنب الحرق، خلاصة القول أنه هناك تفوقٍ في الإخراج بالنسبة ل”جيمس جان” كما هو الحال أيضاً في السيناريو.
هناك وفرةٍ من الشخصيات ضعف عدد ما كان في الجزء الأول، والكل يمتلك لحظته الخاصة في الفيلم ولكن هناك من هم متفوقين علي غيرهم وكانوا الأكثر لمعانا داخل فيلم the suicide squad، “مارجو روبي” كالعادة هي “هارلي كوين” المثالية التي بات من المحبب مشاهدتها في أداء الشخصية عديد المرات، “إدريس إلبا” نجمٌ ساطع ينجخ في عكس طبيعة شخصية “روبرت دوبوا” أو “Bloodsport” القيادية والشجاعة في الوقت ذاته.
أيضاً “جون سينا” في دور “كريستوفر سميث” أو “Peacemaker” كان موفق بشكل كبير في الإرتجال الكوميدي ويفضل أن يبقي كذلك بعيداً عن الأدوار الجادة الدرامية، وكذلك الثنائي “دافيد داستمالشيان” في دور “polka dot man” و”دانيلا ميلكيور” في دور “Ratcatcher 2” يعدا إضافات مميزة في فيلم the suicide squad وخصوصاُ في الشق الدرامي، وأخيرا “سيلفستر ستالون” في الأداء الصوتي لشخصية “ناناوي” أو “King Shark” الذي كان عنصراً فعالاً في الكوميديا طوال سير الأحداث.
في الختام ، إن أردنا وضع فيلم the suicide squad ضمن أفضل أفلام عالم “دي سي” العشر حتي الآن، فهو من وجهة نظر شخصية في المرتبة الثالثة بعد فيلم “Man of Steel” و الجزء الأول من فيلم “Wonder Woman”، بالطبع ليس معلوم ما إذا كان هناك نيةٍ لعمل جزءٍ ثالثٍ أم لا، ولكن لا يمكن لذلك المشروع أن يقام دون تواجد “جيمس جان”، لأنه ببساطة العنصر الرئيسي في نجاح تلك التجربة الممتعة، وكما قال “دافيد داستمالشيان” هو الوحيد القادر علي قيادة “الفرقة الإنتحارية” إلي الأضواء والظهور بشكلٍ لائق علي شاشات السينما والتلفزيون.