مراجعات

لماذا يختار اللطفاء الأشخاص الخاطئين لمواعدتهم‎ مراجعة فيلم The Perks of Being a Wallflower

فيلم The Perks of Being a Wallflower
تدور أحداث فيلم The Perks of Being a Wallflower حول مراهق منعزل غير اجتماعي يُدعي “تشارلي”، يمر “تشارلي” بأوقات صعبة بسبب تعرضه لمشاكل نفسيه في صغره، فيصبح مثل زهرة الحائط يراقب الحياة من الخطوط الجانبية، إلي أن يتعرف علي شخصين يساعدانه علي الاندماج مع المجتمع المحيط به ويخرجانه من عزلته وانطوائيته.
  • سنة الإصدار: 2012
  • نوع الفيلم: دراما – رومانسية
  • بطولة: لوجان ليرمان – إيما واتسون – عزرا ميلر
  • كتابة وإخراج: ستيفن شبوسكي

مراجعة فيلم The Perks of Being a Wallflower

-أنتهيت من مشاهدة فيلم “The Perks of Being a Wallflower”، وها أنا ذا غارق في مجموعة من المشاعر المختلطة التي تمكن “ستيفن شبوسكي” من إيصالها إلي، حقاً لقد كانت تجربة مختلفة ومتميزة لم أعهدها من قبل في أي فيلم يتناول فترة المراهقة، ومستحيل أن تمر هذه التجربة الجميلة هكذا فالفيلم جعلني أتحري شوقاً للكتابة عنه، للتعبير عن مشاعري، لتحويل هذه الأحاسيس المعنوية إلي كلام حتي تكتمل أركان تلك التجربة المميزة.
-قبل مشاهدة الفيلم كنت أتوقع أنه سيكون سطحياً وركيكاً كسائر أفلام المراهقة، إلا أنه كان مختلفاً عنهم حيث ابتعد عن سطحيتهم وتميز بكونه درامياً أكثر من كونه رومانسياً، فالفيلم ركز علي الجانب النفسي لشخصية تعاني من مشكلة نفسية حقيقية ، شخصية مرت بالعديد من الصعوبات والتجارب المؤلمة في طفولته والتي أثرت علي سلوكياته وقدرته علي الاندماج مع المجتمع بل تطور الأمر إلي صراع نفسي مرير بداخل شخصيتنا لكبت الأوهام والتخيلات التي تسببها تتابع الذكريات والتجارب المؤلمة بداخل عقله، مسكين هو”تشارلي” فقد مر بطفولة مريرة ومتوسطة صعبة بعد فقدان أهم شخصين في حياته وغرق في بحر العزلة والانطوائية المظلم وأمواج الوحدة القوية التي تسحبه نحو القاع حتي لأصبح مثل زهرة الحائط، شخص حي ولكنك لا تلاحظ وجوده لانه لا يشارك في الحياة، فقد فقد روحه بعد ما مر به وأصبح عبارة عن جسد فقط يعيش بلا هدف، ليس لديه شيء يعيش من أجله لذلك دائماً ما تجده صامت، لا يشارك في أي شيء، وحيد ومنعزل، ليس لديه أي حياة اجتماعية أو تجارب عاطفية، أنيسه الوحيد شخصية خيالية يروي لها ما يشعر به في دفتره الخاص.
وكان لابد من حدوث شيء يعيد للحياة بريقها من جديد في عيني تشارلي، يعيد روحه المفقودة ويجعله يقاوم أمواج الوحدة القوية، وكان هذا الشيء هو الحب، وعلي أن أعترف أن المزج بين قصة مريض نفسي وقصة حب جميلة درامية كان شيء رائع جداً وجميل، فقد بدأت حياة “تشارلي” في التغير عندما وقع في حب “سام” حيث توقف عن كونه زهرة حائط وأصبح يري الحياة جميلة وجديرة بالعيش حينما كان في النفق المظلم علي ألحان أغنية “Heroes”، ولكن العلاقة أخذت منحي معقد ف”تشارلي” لم يستطع البوء بمشاعره، ففي بعض الأحيان لا يكفي أن تحب شخصاً بل يجب عليك أن تجد طريقة للتعبير عنه، ليئول المطاف بهما في علاقتين مع شخصين لا يناسبانهما، ليطرح هذا السؤال نفسه لماذا يختار اللطفاء الأشخاص الخاطئين لمواعدتهم؟!!
من أهم عوامل تميز الفيلم تضمنه للعديد من المواضيع والتجارب الهامة والمختلفة التي يمر بها الأشخاص في فترة المراهقة مثل المثلية، الحب، الصداقة، الوحدة والعزلة، التورط بعلاقات غير ناجحة، وفاة أحد الأشخاص المقربين، التنمر والسخرية …إلخ، وقد تم تقديم هذه المواضيع بطريقة سلسة ورائعة لم نشعر أنه هذه المواضيع مقحمة أو تم تناولها بطريقة سطحية ويُحسب لكاتب ومخرج الفيلم “ستيفن تشبوسكي” تمكنه من إيصال كل هذه الأفكار للمشاهد حتي ليجد المشاهد نفسه غارق في العديد من المشاعر المختلطة والمختلفة مثل السعادة والحزن والضحك والبكاء كما كان الحوار جميل بين الشخصيات وهناك بعض الجمل الحوارية القوية التي ستظل عالقة في الأذهان.
فيلم “The Perks of Being a Wallflower” فيلم جميل جداً ومؤثر تميز بإختلافه عن أفلام المراهقة المعتادة وتميز بكونه درامياً أكثر من كونه رومانسياً، ليمنح المشاهد تجربة مميزة مليئة بالمشاعر المختلطة والأحاسيس الصادقة.
محمد عرفان (Arf Ofy)
السينما هى كيفية أن تعيش أكثر من حياة .. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده .. وهدفي هو ترشيح أفلام جيدة ومختلفة تحترم عقليتك كمشاهد .. وتسحبك معها إلي عالمها المليء بالسحر والأفكار والمشاعر كي تعيش تجربة لا تُنسي تنغمس فيها بكل حواسك.