مراجعات

مراجعة فيلم The Pale Blue Eye .. الجريمة وسط أجواء درامية

فيلم The Pale Blue Eye

فيلم The Pale Blue Eye من الأفلام المنتمية إلى فئة الغموض تحمل أكثر من زاوية، ولكن الزاوية المفضلة للكثيرين في أفلام الغموض هي تلك المرتبطة بالتحقيق في جريمة قتل، فالافلام التي تعتمد الحبكة الرئيسية بها على التحقيقات وكشف أسباب جريمة قتل ومرتكبها لها سحر خاص للكثيرين، فهي قادرة على جذب إنتباه المشاهد طوال مدة العمل خاصة مع إحساسه إنه يحاو فك لغز الجريمة مع المحقق.

وتعددت الأفلام من تلك الفئة فمنها ما نجح نجاح ساحق ومنها ما نجح نجاح متوسط، وقلما تفشل تلك النوعية لأن الإعتماد على عنصر التشويق في المقام الأول، من أجل أن يكون ذلك هو ما يجعل المشاهد يعاني من أجل الوصول إلى حل اللغز في النهاية، وهو ما يتوافق مع ما قاله المخرج البريطاني ألفريد هيتشكوك ملك أفلام الغموض والتشويق “حاول دائمًا جعل المشاهدين يعانون قدر ما تستطيع”

مراجعة فيلم The Pale Blue Eye

تدور احداث فيلم The Pale Blue Eye بعام 1830 حول حادثة إنتحار أحد الطلاب في أكاديمية للتجنيد، ويقوم مسئلي الأكاديمية بطلب المحقق المتقاعد لاندور من أجل كشف غموض حادث الانتحار الذي ارتبط بنزع القلب من الجثة بشكل غريب، فيحاول لاندور اكتشاف سبب الجريمة ويعاونه الطالب إدجار آلان بو من أجل كشف الحقيقة، ولكن تتعقد الأمور عندما تحدث جريمة أخرى، فيحاول لاندور التوصل إلى القاتل قبل حدوث جريمة ثالثة.

فيلم The Pale Blue Eye
فيلم The Pale Blue Eye

السيناريو والحوار:

كتب سكوت كوبر سيناريو الفيلم والمقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب لويس بايارد، وقد كان التعامل مع السيناريو يسير بحرفية الافلام بشكل واضح.

وقد تجلت تلك الحرفية في الدخول في الأحداث بشكل سريع منذ الدقائق الأولى، والإهتمام بأهم جوانب أعمال الجريمة وهو وضع عدة شخصيات كمشتبه فيهم لخلق حالة من الغموض لدى المشاهد بمحاولة استنتاج القاتل.

فيلم The Pale Blue Eye
فيلم The Pale Blue Eye

كما لم يغفل السيناريو إبراز وجود قصة لماضي المحقق لاندور، محاولاً إلقاء الضوء عليها بشكل تشويقي على أوقات متباعدة وهو ما وضع تساؤلات أكثر حول الاحداث خاصة في غموض شخصية المحقق لاندور نفسه.

وسارت الأمور نحو خط النهاية بشكل جيد للغاية إلا أن بعض المنغصات في السيناريو كانت بحاجة للعلاج والتي تتمثل في بعض المصادفات التي كانت بمثابة نقطة سلبية واضحة خاصة وان أحد تلك المصادفات أثرت بشكل كبير على الأحداث.

فيلم The Pale Blue Eye
فيلم The Pale Blue Eye

فيما كانت النقطة السلبية الثانية هي طول مدة الفيلم التي تصل إلى ساعتين، وربما كان من الافضل إختزال بعض الأحداث لينتهي الفيلم في ساعة ونصف والتي كانت ستمنح الفيلم قوة أكبر وتسارع في الأحداث، حيث تسبب طول مدة الفيلم في هدوء رتم الأحداث بكثير من الأوقات على الرغم من محاولات السيناريو بوضع حدث أو اثنين في حالات الهدوء تلك من أجل استمرار شغف المشاهد بالأحداث.

ولكن تلك النقاط السلبية لم تتسبب في خلل بتجربة المشاهدة وإنما ظل الفيلم متماسك حتى النهاية على الرغم من تلك النقاط، بل إن السيناريو استطاع بنجاح أن يستغل الجوانب الدرامية حتى وإن كانت متكررة ومعتادة إلا إنه أحسن إستغلالها لكي يتلاعب بعواطف المشاهد دراميًا، فبات المتفرج محتاراً بين التعاطف والرفض.

كما ان الفيلم أحتوى على أكثر من مفاجأة قرب النهاية واستطاع السيناريو بنجاح التمهيد لكلاهما بشكل جيد ليكون تأثيرهم واضح.

الأداء التمثيلي:

لا يمكن إضافة الكثير من الكلمات حول أداء كريستيان بيل الذي تمكن كعادته من تقديم أداء مبهر في مشاهد التحقيقات أو المشاهد الدرامية وكانت قدرته على خطف الكاميرا مميزة، فمازال ذلك الممثل قادراً على تقديم أداء متميز عن ما يسبقه.

قائمة افضل افلام كريستيان بيل – ساحر التحولات الجسدية

على الجانب الأخر فإن أداء هاري ميلينج لشخصية إدجار آلان بو كان أكثر من رائع فقد تمكن من تقديم شخصية مليئة بالإضطرابات وأستطاع في أكثر من مشهد أن يقدم أداء ملفت للإنتباه، ومع كثرة مشاهده مع كريستيان بيل لم يقع هاري ميلينج في فخ الاختفاء وراء عباءة بيل، بل أستطاع أن يقدم أداء خاص به منحه تفوق واضح.

فيلم The Pale Blue Eye
فيلم The Pale Blue Eye

الإخراج:

تولى سكوت كوبر كذلك عاتق إخراج الفيلم، وقد تشارك كوبر من قبل مع كريستيان بيل في فيلم Hostiles وتمكنا من تحقيق نجاح كذلك

وفي ذلك الفيلم أستطاع كوبر أن يمنح إخراج العمل الطابع المميز له كعمل مختص بالجرائم والغموض ويحمل لمسة من الحزن.

كما إنه منح المشاهد صور بصرية مميزة خلت من الأخطاء خاصة وان أحداث العمل تدور في الماضي.

التقييم النهائي:

فيلم The Pale Blue Eye، تجربة سينمائية مميزة، يستحق تقييم 6.5\10 وإذا كان قلص مدته الزمنية كان سيصبح أفضل، ولكنه فيلم يستحق المشاهدة قدم قصة جيدة حتى وإن شعر لابعض إنها مكررة بعض الشيء إلا أن التناول كان جيد والفيلم في مجمله ممتع.

عادل ابو الفضل
كاتب وسيناريست ، اعمل في الوقت الحالي Content creator بدأت في مجال الكتابة بمسلسلات إذاعية ، وأذيع مسلسل 95 شارع الشهرة على راديو 95 FM ، توليت تدريب الطلاب في أحد الجامعات على الإعداد والتقديم الإذاعي ، وفي 2019 صدرت لي الرواية الأولى بعنوان "تريلو" ، كما إني أحد المشاركين في إنشاء Media production company تحت مسمى Bibars Films والمعنية بإصدار الأفلام القصيرة و الإعلانات ، والتي انتجت مسلسل قصير من تأليفي تحت اسم "واحد شبحوا" على اليوتيوب بالإضافة لكتابة العديد من المقالات السينمائية ، وكتابة العديد من البرامج على منصة اليوتيوب