الشك قد يقود الإنسان نحو الجنون ، الشك يهدم علاقات ويدمر روابط إجتماعية متماسكة .. إنه يبدأ بقطرة ثم تجد نفسك فى نهر من الشكوك ..
تبدأ قصتنا بمشهد حزين حيث يشاهد ” أدريان ” وهو يبكى فيديو مسجلاً لحبيبته تدعوه أن يسامحها لأنها رحلت ولم تستطع البقاء معه ..
ثم يأخدنا المخرج بطريقة الفلاش باك إلى بداية القصة ، ” أدريان ” قائد اوكسترا أسبانى موهوب تأتى له فرصة عمل جيدة فى بلد أخر ” كولومبيا ” وهذا الفرصة كان ينتظرها ، وبالتالى عليه أن يخبر حبيبته ” بيلين ” التى فرحت لكن كانت متحفظة لأنها ستترك عملها فى أسبانيا لترافق حبيبها لكنه وافقت حينما أخبرها أنه سيوفر لها ورشة عمل لها هناك ..
سافر الحبيبان وبدأ ” أدريان ” عمله والأمور إلى الآن طبيعية ، مرة تلو الأخرى لاحظت ” بيلين ” أن ” أدريان ” قد يكون على علاقة مع زميلته فى العمل من خلال طريقة تعامله معها وواجهته وأعترف أنها مجرد دردشة لا أكثر ، لكنها كانت تعرف ان هناك أمر ما بينهم ..
وبعدها يأتى ” أدريان ” من العمل ليجد أن حبيبه أختفت كأن الأرض أبتلعتها لا أثر لها ……
الفيلم ملئ بالإثارة والغموض وهذا ما عودنا عليه الأسبان فى أفلام كثيرة ، فلم تكن القصة مجرد فتاة إختفت لكن أخذنا إلى ما هو أبعد من ذلك ، علاقة الإنسان بالأخرين والتغيرات التى تحدث نتيجة الفقدان ، هل سيبكى عليها العمر كله أم أنها فترة سيئة ستمر وسيعيش حياته بعدها بسلام ، ونقطة أخرى ماذا ستفعل الحبيبة لتحافظ على حبيبها ، هل من الممكن أن تقتل لتحافظ على من تحب ؟!
كل هذه الأسئلة ستجد إجابتها فى قالب من الإثارة التى لن تجعلك تشعر بالملل ولو لحظة ..
– طاقم العمل :
كلارا لاجو : قامت بدور ” بيلين ” وكان أداءها جيد جدا فكانت انفعالاتها مؤثرة وستتعاطف معها ..
كويم جوتييريس : قام بدور ” أدريان ” وكان أداؤه جيدا لكن لم يكن مؤثرا ليشد إنتباهك .
مارتينا غارسيا : قامت بدور ” فابيانا “
السيناريو :
لم يكن عليه ملاحظات فقد قدم الحوار على نحو درامى أكثر ورغم أنه واضحا فى معانيه إلا أنه حافظ على درجة غموض القصة .
التصوير والموسيقى :
المشاهد كان ملفتة ولم تكن بها ثغرات إطلاقا والموسيقى هى ما أضفت عليه اللمسة الجمالية فتفاعل الموسيقى مع التصوير سيجعل من المشهد أكثر تأثيرا وهو ما كان عليه هذا الفيلم .
الإخراج :
قدم لنا المخرج ” أندريس باز ” عملاً متكاملاً ففى منتصف الفيلم ستعرف أن القصة ليست مجرد إختفاء فحسب وإنما ستشعر أنها تحليل نفسى لثلاثة شخصيات مع الحفاظ على عنصر التشويق ..
– الفيلم متكامل لولا المشاهد الخارجة الصريحة التى لم تضيف للفيلم أى معنى ..
بقلم : نادر صبري