مراجعة فيلم spiral – محاولة لا بأس بها لتجديد دماء سلسلة saw

فيلم spiral

بالرغم من عدم تلقيها أي ثناءٍ نقدي قط، إلا أن سلسلة أفلام “Saw” تعد في طليعة أهم وأشهر أفلام الرعب في “هوليوود” حالياً وبات إرتباط الجمهور بها يزداد عملاً تلو الآخر نظراً لقدرة سماعها علي استثمار الفكرة التي إبتدعها الثنائي “جيمس وان” و”ليا وانيل” بطريقة مقبولة إلي حدٍ كبير أوصلت السلسلة للرقم ٩ كعدد أجزاءها التي بدأت منذ ٢٠٠٣ وحتي العام الحالي.

افضل افلام 2021 التي ستشاهدها على الإطلاق – أقوى 25 فيلم في 2021

لكن علي شاكلة أفلام “The Fast and the Furious” بالتحديد، الأمر يحتاج إلي الانتقال خطوة جديدة علي مستوي المحتوي والشخصيات من أجل الاستمرارية لفترة طويلة ولتحقيق المزيد من النجاحات خصوصاً في شباك التذاكر بعدما تخطي مجمل إيرادات الأفلام التسع حاجز المليار دولار.

        مراجعة فيلم fast and furious 9 – مزيدٌ من التطور لسلسلةٍ يعشقها الكثيرين

مراجعة فيلم spiral

صدق او لا تصدق عن هوية صاحب فكرة فيلم spiral الذي يعد مفتاح المرحلة الجديدة في السلسلة، “كريس روك” الكوميديان الشهير المعروف بأعماله التي لا تحمل معها سوي السخرية والضحك وافتعال كوميديا المواقف باسلوب مختلف وجذاب.

“كريس” الذي كان يرغب بإحداث نقلةٍ نوعية لمسيرته الفنية بعد اكتفائه من العمل الكوميدي تمكن من تقديم فكرة جديدة جيدة نوعاً تطلق الاستحداث الجديد لسلسلة أفلام “Saw”، ولكن كان ينقصها عدة أشياءٍ من أجل أن تكون الانطلاقة المثالية الحقيقية لهذا العالم الدموي و بنهجٍ آخر عن ما قدم في السابق.

قصة فيلم spiral

تدور أحداث فيلم spiral عن سلسلة من الجرائم يرتكبها أحد مقلدي المجرم الشهير “جون كرامر” أو “جيكسو” كما يلقبه البعض يتولي التحقيق فيها الشرطي “إيزيكيل بانكس” وشريكه الجديد “وليام شوينك”، ومع توالي الأحداث يجد “زيكي” نفسه متورطاً بشكل كبير في تلك الحلقة المميتة التي تسيل ورائها الدماء بأبشع طرق القتل الممكنة.

قصة فيلم spiral تنأي تماماً بتفاصيلها عن الأجزاء الماضية، ولكن هناك تشابهٍ ملحوظ من حيث طريقة تدرج الأحداث بما يحقق شرطية الرعب ووصول القصة إلي هدفٍ معين في النهاية، بمعني أنه يسهل علي المشاهد الدخول في أجواء الفيلم منذ أولي مشاهده بتسارع حادٍ وشرس جملةً وتفصيلاً، راجياً تقديم الشخصيات إلي الفصل الذي يليه بطريقة عرض أشبه بتركيب المجشمات من أجل الوصول إلي تصميمٍ ما واضح المعالم.

وذلك كان مقصود نظراً لتصميم شخصية “زيك” نفسه المحملة ببضعة ذكرياتٍ من الماضي التي كانت تأتي لمخيلته من أجل ربط المواقف الحالية التي يتعرض لها بما حدث في وقتٍ ما، ومفيدٌ بطبيعة الحال في إعطاء القصة بضعة أبعادٍ جيدة (ومختلفة كما هو هدف الفيلم برمته) تستهدف إهتمام المتلقين الذي يبقي إهتمامهم بالكامل منصب علي تفصيلات الرعب المقدمة والحيل التي يتبعها الفيلم من أجل تقديمها علي نحوٍ مريع بالفعل.

ولكن مشاكل فيلم spiral الكبري تمثلت في إنتهاء الفيلم بطريقةٍ متوقعة لم تنجح في تصدير عنصر المفاجأة الذي بإمكانه خلق سببٍ آخر للإعجاب بالفيلم بشكلٍ كامل، بل عابها التسرع الكبير من أجل إغلاق الفيلم والإنتهاء منه في مدته القصيرة المحددة له، وعدم المقدرة علي إشعال الصراع بالتسلسل الختامي بطريقةٍ ملحمية مثل أفلام “saw” السابقة، التي كانت تلعب علي عنصر تعدد جزئيات النهاية والختام بطريقةٍ مرضية إلي حد كبير، ولهذا يمكن القول أن فيلم spiral إجتهد في الكثير وأصابه التكاسل في كيفية إنهائه وإتمامه بنفس مستوي فصوله الأخري المثيرة لأجواء الإثارة والغموض بشكلٍ مناسب نسبياً.

المخرج “دارين لين بوسمان” كان إختياراً ذكياً للفيلم نظراً لعمله بالسلسلة من قبل بالتحديد في الأجزاء الثاني والثالث والرابع، حيث نجح في إستخدام مونتاج السرد السريع في مشاهد الرعب كما تتميز بها السلسلة كتيمةٍ أساسية بها، وذلك من أجل إبراز معاناة ضحية المقلد ل”جيكسو” الواقع تحت رحمة اللعبة القاتلة التي من الصعب الفرار منها، وضمان سلاسة التنقل المشاهد بين الفلاش باك والخط الرئيسي، وأيضاً تسليط الكاميرا بعدساتٍ مقربة في آونةٍ كثيرة من أجل تبيان مشاعر الشخصيات وتأثير ما يحدث عليهم.

ولكن هناك مشكلةٍ كبري غَفِل عنها “دارين بوسمان” أن “كريس روك” نفسه لم يكن مفيداً كما كان في إيجاد فكرة فيلم spiral في تجسيد شخصية “زيك” الممتلئة بالصراعات وغريزة النزاع مع الأخرين والغضب الذي يصل لمرحلة الغليان، لم يجيد “كريس روك” إرتجال تلك الإنفعالات بطريقةٍ قابلة للتصديق، وبدا عليها المبالغة الشديدة التي لا توحي بأريحية تامة في أداء الشخصية، ولكنه علي الجانب الأخر مقبولٍ في لحظات الهدوء والصدمة التي لا تحتاج مجهودٍ كبير في إبراز ذلك مطلقاً، لذا كان لابد من إعادة النظر في إختيار “كريس روك” لبطولة الفيلم والإكتفاء بذكر إسمه كإحد القائمين علي صناعة الفيلم.

بالرغم من ذلك، لا يزال من المحبب مشاهدة النجم “صامويل إل جاكسون” في أية عملٍ مهما كانت نوعيته، نظراً لقدرته الكبيرة علي الإحتفاظ بكاريزمته في التمثيل والحوار والجدية واللهجة الحادة التي دائماً ما يتذكره الجمهور بها، هو ليس بصاحب الظهور الكبير في الفيلم ولكن تبقي مشاهده محوريةٍ وبالغة الأهمية في سياق القصة حتي وإن لم تكن عديدة.في الختام، ربما لن يوجد ما يعيق إمكانية تقديم أجزاءٍ جديدة من الفيلم عقب النجاح الذي حققه في شباك التذاكر بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها السينما بشكلٍ عام نتيجة تفشي الكورونا، ولكن سيبقي القرار الأفضل في ظل حتمية عودة “كريس روك” هو توجيه الفكرة إلي شئٍ جديد يتم تفادي فيه العيوب التي ذكرت مسبقاً، والإهتمام بالقصة بكل فصولها المختلفة دون إختلال توازن أي عنصر فيهم كما حدث هنا في نهاية هذا الجزء.