سأقدم اليوم مراجعة فيلم News Of The World للمبدع توم هانكس التي لم تنتهي رحلاته علي مدار 40 سنة من الأبداع وستظل خالدة في اذهاننا الي الأبد ,منذ كان في جزيرة معزوله وحتي اصبح ربان سفينة مختطف ماذلنا نستمتع بكل دقيقة يطل بها علي شاشتنا ،واليوم مع فصل جديد وغير متوقع لواحد من أفلام الرحلات الثنائية المفضلة لدي محبي الدراما وتطور الشخصيات
وسأقدم لكم مراجعة فيلم News Of The World بدون حرق لكي تقرر هل يستحق هذا الفيلم وقتك ام لا ….
يبدأ الفيلم في مكان اشبة بالمسرح الصغير ويطل علينا الكابتن كيد (توم هانكس) ليقرأ بعض الأخبار من الصحف للجماهير المعزولين في بعض القري البعيدة التي لا يصلها الأخبار بسهولة في منتصف القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية ، ليُصادف في طريقه فتاة تائهة من قبائل الكيوا الغير ناطقة باللغة الأنجليزية فيقرر ارجاعها الي موطنها الأصلي مرة اخري في رحلة مليءة يالمخاطر قد تمتد لأسابيع.
هذا الفيلم يُصنف كفيلم درامي من الطراز الأول ولمعرفة متي يصنف الفيلم كدرامي لابد من الأجابة عن سؤال ما هي عناصر الفيلم الدرامي ؟
الفيلم الدرامي يحكي قصة واقعية جادة عن شخصية وصراعتها مع نفسها او مع الأخرين وتظهر جوانب الشخصية من افضلها الي اسوءها في حبكة تتضمن قضية مجتمعية كالعنصرية والعبودية كما هو الحال في هذا الفيلم .
واجاد كاتب العمل ومخرجه ايضاً “بول جرينجراس” انشاء قصة محكمة وفقاً لما يسمي بال Story Cycle ببداية بتعريف حياة البطل مروراً بالموقف الجديد علي حياته ثم تغيُر شخصية البطل في النهاية… ولكن قصة العمل بالتأكيد تقليدية ومكررة لكن مع بعض التعديلات الدرامية لأنشاء معالجة جديدة لقصة الرحلات الثنائية التي رائينها كثيراً في العديد من الأفلام وابرزهم Green Book و The Bucket List ،وهذا ليس التعاون الأول بين “بول” و “توم هانكس” فقد تشاركوا من قبل في فيلم Captain Phillips الشهير ليقدموا تحفة درامية رائعة لا تنسي.
وما أثار حفيظتي قليلاً هو اللجوء الي ترجمة حوارات الطفلة في البداية وذلك غير مناسب لسياق العمل ، فمن المفترض ان المُشاهد ما هو الا انعكاس لتفكير البطل في هذة النوعية من الأفلام ، وبما ان البطل لا يجيد اللغة فنحن ايضا لا نجيدها فنستكشف معه الكلمات بالمواقف بدلا من الترجمة المباشرة ، ومن رأيي أن ذلك كان سيضيف كثيراً الي الفيلم بإضافة عنصر من الغموض البسيط علي قصة الطفلة يجعلنا نترقب نهاية الفيلم اكثر وأكثر لنعرف ما مقصدها من الكلام طوال احداث الفيلم ولكنها فرصة ضائعة من وجهة نظري.
ومن الملاحظ ايضاً استخدام قطع وتنقل كثير جدا بين المشاهد مما أضعف لحظات الأكشن القليلة وجعل الأمر مربك وغير طبيعي ، واعزي استخدام ذلك الأسلوب بسبب التقدم العمري لتوم هانكس وصعوبة اداء مشاهد طويلة من السير او الجري فلجأ الي تجزئة المشهد الواحد للعدد كبير من اللقطات من زوايا مختلفة وفي اوقات متفرقة.
وسيظل العنصر الأساسي في جعل هذا العمل مميز حتي لو أن بقية عناصر الفيلم ضعيفة هو الاداء الرائع لتوم هانكس، فنحن نستمتع بهيبة تمثيلة في اي مشهد واي نص من اي فيلم قام به طوال مسيرته الحافلة ، فأنا دائماً اري ان توم هانكس هو افضل ممثل في التاريخ يجيد استخدام اسلوب السهل الممتع ، فهو لا يلجأ كثيراً الي استخدام انفعالات شديدة او البكاء او الخركات المسرحية والميلودرامية، فقط بعض تعبيرات الوجه البسيطة والغير ملاحظة تجعل الأمر واقعي بشكل عظيم.
التناغم الرائع بين توم هانكس والطفلة هيلينا زينجل اضاف لمسة ساحرة وروح عزبة علي مجريات احداث الفيلم وهذا هو اساس نجاح تلك النوعية من الأفلام التي تعتمدت علي ثنائيات في اغلب احداثها ،ورغم كون هيلينا مازالت وجه جديد لكنها اثبت انهة موهبة جبارة لا تراها كثيراً في مثل هذا العمر الصغير ،وبالتأكيد سوف يكون لها مستقبل باهر في السينما العالمية.
في النهاية هذا الفيلم صنع خصيصاً لمحبي افلام الدراما الهادئة والذين يستمتعون بحوارات واقعية وقصص تحكي قضايا حقيقة اثرت في مجري حياة شخصيات في الواقع ، ولا ينصح به لمن يشعر بالملل ويريد أفلام الحركة والخيال … اذ كنت من محبي الدراما فعليك بمشاهدة هذا الفيلم علي الفور.