هو سؤال لابد من طرحه قبيل التقييم العام، هل كان المخرج “كولين تريفورو” علي وعيٍ تام بأن فيلم Jurassic World Dominion من المفترض أن يكون ختامية السلسلة التي بدأت منذ عام 2015 ولم تحقق النجاح النقدي المنشود منها، وأن يكون النهاية المثالية والملحمية أن وجب قول ذلك وكما كشفت عنه البوسترات الترويجية لفيلم فيلم Jurassic World Dominion وأشارت إليه.
قائمة أفلام 2022 المنتظرة من الجمهور
أدق ما يمكن وصف هذه التجربة إن لم يكن هناك إهتمام من البعض بمطالعة المقال إلي آخره بأنها “رديئة”، وبالإسهاب هي نهاية مسيئة للغاية لكل ما قدمه المخرج المخضرم “ستيفن سبيلبرج” في نسخة عام 1993 الطفرة الكبيرة في عالم سينما الخيال العلمي والوحوش كتصنيف يبرز إسمه علي نطاقٍ جماهيريٍ كبير، ومهاترة سينمائية حوارية مدججة بما لا يحتمله أحد من أجل الإستمتاع، ولا يمكن تصديق وضع الأموال وتكثيف المجهودات التي تقلل من محتويٍ سينمائي مهم في “هوليوود” ويحظي بقاعدة جماهيرية كبري وأنصارٍ لا عد لهم ولا حصر.
بدلاً من الإرتفاع بالنسق العام للسلسلة والأفكار، والإستفادة من التطور الكبير الذي يحدث للسينما والتجدد المستمر في عملية بناء الحبكوات السينمائية خصوصاً ولو كانت تمتلك جذوراً قديمة كحال “جوراسيك بارك”، ساعتين ونصف الساعة هي للنسيان بكل ما تحويه الكلمة من معني لا تنقذها نهائياً بعض الجودة في المؤثرات والحماسة والإثارة التي شهدتها مشاهد الأكشن والقتالات.
قصة فيلم Jurassic World Dominion
تدور أحداث فيلم Jurassic World Dominion أربع سنوات بعد تدمير جزيرة “إيسلا نوبلار”، حيث باتت الديناصورات تعيش في عالم البشر حول العالم، في ظل حدوث أزمةٍ ما تجعل من الضروري إبتعاد الثنائي “أوين غرايدي” و “كلير ديرينج” من معزلهما علي الرغم من عدم توازن العالم من حولهم وإمكانية تعرضهم للخطر خلال سعيهم لما يريدونه.
مراجعة فيلم Jurassic World Dominion
مشكلة فيلم Jurassic World Dominion تبدأ منذ الثلث الأول منه ، والذي يمتلئ بالمواقف الحوارية المعقدة والبناء الدرامي البطئ للغاية لأهم تفاصيل الحبكة، والتركيز علي بعض تفاصيل النوستالجيا التي تمددت عناصرها السلبية لما هو أبعد من فصل البداية، يأتي ذلك إلي جانب إنطلاقة الأحداث بطريقةٍ مختلفة تتمثل في تفرع القصة إلي نصفين يصعب التقارن بينهما بسبب قرارات “كولين تريفورو” و”ديريك كونولي” الغير موفقة علي الإطلاق في السيناريو.
حيث يلاحظ أن كل جانبٍ يقدم حبكة مصغرة بتفاصيلها المصغرة التي تسايرها في شكلٍ أحداثٍ متوالية، وهناك جانبٍ معين (لن يتم الخوض في تفاصيله لتجنب الحرق) يعاني تماماً من غياب ما قد يمكن المشاهد من فهم واستيعاب حقيقة الأمور التي تحدت توالياً، في ظل إدخال “تريفورو” و”كونولي” لعناصر جديدة وغير مفهوم خلفيتها وأهميتها خلال الأزمة الكبرى التي فجرتها تواجد الديناصورات داخل العالم الحقيقي وما تسببه من أزماتٍ بوجودها.
كل ذلك يضاف إلي غياب الطابع الملحمي للقصة، وغياب الإستفادة المناسبة من عودة الشخصيات القديمة مثل دكتور “ساتلر” ودكتور “جرانت” ودكتور “مالكوم”، فبالرغم من جودة أداءات “سام نيل” و”لورا ديرن” و”جيف جولدبلوم” كما كان الحال سابقاً إلا أن تواجدهم أضاف بسبب السيناريو تعقيداً آخر للحبكة الذي ساهم بحسب ما تم الإشارة إليه في الفقرة السابقة تسبب في تفرق تفاصيل القصة وغياب الترابط ووحدة العمل كجزء ثالث مكمل افلام Jurassic World .
يبقي الشئ الوحيد الذي لا بد من الثناء عليه علي الرغم من أنه لن يحدث الفارق في التقييم العام هو مشاهد الأكشن والإشتباكات مع الديناصورات التي كانت تعطي جرعةٍ مناسبة من الإثارة والتشويق والأفكار المتطورة علي الأجزاء السابقة، مع بعض الكادرات التصويرية الجيدة التي تصور وضعية الديناصورات بتواجدهم في عالم البشر، وكذلك الخطر الذي يبثوه في قلوب البشر، وتفاعلاتهم مع شخصيات العمل ككل.
وبما أنه جائت سيرة أبطال فيلم Jurassic World Dominion ، فيمكن القول أن بطلة الثلاثية ككل هي النجمة الموهوبة “برايس دالاس هوارد” التي يعتبر من مميزات السلسلة القليلة أنها قدمت رحلة للشخصية بتحولاتٍ وتغيراتٍ ملموسة خلال كل جزءٍ من الأجزاء الثلاثة، ويتطور معها أداء “هوارد” من عدم إكتراث إلي حسٍ بالمسؤولية إلي مشاعر تكنها لمن حولها وللديناصورات أيضاً، فهي تعتبر المستفيدة الكبري من السلسلة التي أضافت لها خبرةٍ كبيرة في أفلامٍ كبري بحجم Jurrasic World.
هذا لا يعني أن “كريس برات” لم يكن علي نفس التألق والتوهج الذي ظهرت به “هوارد”، هو من الممكن أن يتم التأكيد علي قدرة “برات” علي تقديم العديد من الأعمال في دور البطولة المطلقة، ولكن معالجة “تريفورو” و”كونولي” لم تعرف إضافة المزيد من الأبعاد الدرامية لشخصية “أوين جرايدي” الذي يظل بوتيرةٍ واحدة خلال الثلاثية كرجلٍ قادر علي التواصل مع الديناصورات وعتيد في المواجهات والإشتباكات الخطيرة التي يتعرض لها، وهو ما لا يتحمله “برات” بالطبع الذي قدم في الأفلام مجهوداً يذكر فيشكر.
في الختام، يقال أن المنتج “فرانك مارشال” تحدث عن إحتمالية وجود أفلام إضافية من السلسلة في المستقبل بعد فيلم Jurassic World Dominion ، ولكن من الأفضل التوقف عن التقليل مرةً تلو الأخري من شأن العمل الأصلي الذي يمكن الإشادة به لسنواتٍ طويلة قادمة، إلا لو عاد “ستيفن سبيلبرج” نفسه لتولي هذه المهمة، وهو ما قد يكون من الأمور الصعب حدوثها نظراً لإنشغال “سبيلبرج” بالعديد من الأعمال والمشاريع الأخري.