في بداية مراجعة فيلم Eternals، يمكن القول أن منذ إنطلاقته عام 2008، لم يعاهد الجمهور عالم “مارفل” السينمائي إلا مصدراً للمتعة والترفيه الذي بدونه لن تكون صناعة الأفلام في “هوليوود” في أوج عطائها الذي يمد المشاهدين يوماً بعد يوم وعاماً تلو الأخر بما يناسب رغباتهم وأذواقهم السينمائية.
“مارفل” التي لا تنفك تصنع حدثاً كبيراً يزلزل الصالات وتتالي معها الصحيات إلا ونجدها في مستوي آخر وأعلي مما سبق لا يشغل بال مهندسها “كيفن فايجي” سوي أن يكون ذلك العالم علي القدر الكبير من القابلية لدي الجمهور وأن يكون الرقم واحد وفي طليعة النوعيات الأخري من الفنون السينمائية.
قائمة أعمال مارفل 2022 علي مدار الموسم السينمائي بأكمله
ولكن إذ فجأة ودون أية تبرير لما حدث، نجد قرارٍ غير موفق وغير مفهومةٍ أبعاده لإدخال أجندة سياسية في أجدث أفلامه فيلم Eternals، واللجوء لإقحام عناصر جدلية للغاية دون أن يعرف أحد الفائدة التي تعود بذلك علي صناع أفلام “مارفل”، هل الغاية هو الترشح لجوائز الأوسكار التي باتت تضع إعتباراتٍ أخري علي حساب الجودة والمعايير الفنية والمنطقية بكل تأكيد التي تسهل إختيار الجدير بالظفر بالجوائز الأهم في الصناعة، أم هناك شئٍ ما لا يعرفه الجمهور ونوت إليه “مارفل” فأعتبرت ما قدمته واجب الحدوث لا رجعة فيه.فيلم
للمفاجأة والتي لم يتوقعها “كيفن فايجي” ورفاقه، فيلم Eternals ليس بالعمل الجيد الذي يستحق أية ترشيح أو تكريم أو خلافهما، بل بعيداً عن النقطة المثيرة لحفيظة الجمهور وخصوصاً العرب، العمل يمتلك من العيوب ما لا يؤهله لإحتلال مكانة مرتفعة في قائمة أفلام عالم “مارفل” السينمائي، والتمهيد الغير موفق لمجموعة جديدة من الشخصيات التي تظهر لأول مرة.
ولم تكن كافية أيضاً لإنجاد فيلم Eternals من الوقوع في فخ العيوب الذي لم نسمع أن عملاً ل”مارفل” في السينوات القليلة الماضية، سقطت ضحيته نتيجة عملٍ غير ناجح علي الصعيدي النقدي والجماهيري، ولندخل في تفاصيل المراجعة ونشرح الكيفية التي تمت بها صناعة فيلم Eternals وخرج منها بهذا الشكل المخيب للأمال.فيلم
قصة فيلم Eternals
تدور أحداث فيلم Eternals عن مجموعة من الشخصيات الخالدة التي عاشت في الأرض لألاف الستيت، وتتحد بعد فترةٍ طويلة لمواجعة مخلوقات شريرة تدعي “The Deviants”.
مراجعة فيلم Eternals
مشاكل الفيلم أولاً تكمن في طريقة السرد، حيث يعتمد السيناريو التباين خطين من الأحداث أحدهما في الماضي والآخر في الحاضر ويتنقل بهما دون تمهيد مسبق، ويسهب في المشهد الواحد من ناحية التفاصيل فيصعب على الجميع إلمام تفاصيل القصة وإدراك معطياتها كلها، فكانت هناك فوضى في طريقة الرواية السينمائية التي لم تكن قراراً موفقاً على الإطلاق.
على ذكر النقطة الجدلية التي يعرفها الجميع، لم يوجد أية فائدة من إدراجها داخل الأحداث وكان من الممكن أن تقدم بطريقة تقليدية عادية، وفيما يتعلق بإمكانية إزالتها من الفيلم من عدمه، فذلك كان بالأمر الصعب، نظراً لكونها تتمركز عن أحد الشخصيات ومصيره ضمن أحداث القصة، فكان غير منطقيٍ سحب تلك المشاهد من الفيلم من أجل أن يحظى بعروضه السينمائية في الوطن العربي.
بالرغم من كل هذه السلبيات، يبقى هناك تميز إخراجي من قبل “كلوي زاو” الحائزة على جائزة الأوسكار العام قبل الماضي، حيث تجلت إبداعها في تكويناتٍ المشاهد التصويرية وجودة المؤثرات البصرية وتصميم المشاهد القتالية خصوصاً في اللحظات الأخيرة من الفيلم، النقطة الوحيدة التي تعيب عمل “كلوي زاو” هو عدم انضباط الإيقاع العام للفيلم نتيجة مشكلاته السردية التي تم ذكرها مسبقاً.
في المقابل يتم تعويض الخطأ بإنجازٍ أخر متمثل في فريق التمثيل الجيد إلى حدٍ كبير، وافضلهم هما الثلاثي “جيما تشان” في دور “سيرسي” التي تعتبر البطلة الأساسية للقصة وتمكنت من تقديم مردور جيد على مستوى الدراما والتفاعل الحسي مع ما يحدث لها، و”ريتشارد مادن” الذي أظهر تناغمٍ مقبول بينه وبين “تشان” في اللحظات الرومانسية، وأخيراً “باري كيوان” الذي يعد موهبة تمثيلية فئة منتظر منها الكثير في المستقبل الاحق.
.في الختام، هناك لومٍ كبير على “كيفن فايجي” في فتور الإيرادات التي حققها الفيلم في شباك التذاكر بعد منع عرضه فى الكثير من صالات العرض العالمية، ويجب أن يعي الدرس الناتج عن عدم نجاح التجربة، وهو اليقين بأن جمهور عالم “مارفل” كبير لا يمكنك توجيه محتواك ناحية فئة معينة على حساب الجمهور، وأنه يجب التركيز على اختيار القصص المناسبة التي يسهل تعلق الجمهور بها كما جرت العادة في العالم السينمائي سابقاً.