مع دخول عالم “مارفل” السينمائي لمرحلته الرابعة ووصوله للعام الرابع عشر منذ إنطلاقته عام 2008، بالتأكيد سيكون منطقياً ترقب نضجاً أكبر في المحتوي الذي يقدمه مهندس عالم “مارفل” والمتحكم في كل شبرٍ منها “كيفن فايجي”، خصوصاً أن تلك المرحلة بالتحديد ستخطو خطوةً جادة داخل الأكوان المتعددة لعالم “مارفل” للقصص المصورة و المعروفة شعبيةً بإسم “المالتيفيرس”.
حتي ما قبل أكثر أعمال سنة 2022 ترقباً وهو فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness الوضع يبدو مقبولاً إلي حدٍ كبير نظراً لتباين أعمال تلك المرحلة ما بين تقديم بعض الشخصيات الجديدة بالإضافة إلي إتاحة بعض الفرص لبعض الشخصيات السابقة للإستمرار داخل عالم “مارفل” من خلال الأعمال المقدمة علي منصة “ديزني بلس”، مما يوحي أن فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness هو بمثابة الإنطلاقة الفعلية نحو أكوان “مارفل” المتعددة، والكارنفال الأكبر الذي يجتمع من خلاله عديد الشخصيات من هنا وهناك وتتشكل علي إثره كبري الأحداث والمشاهد التي ستترك حتماً إنطباعاتٍ جيدة ممكن أن تكون أكبر في المكانة عما قدم في ملحمتي “Infinity War” و “ُEndgame” و “No Way Home.
ماذا تشاهد قبل مشاهدة فيلم Doctor Strange in the Multiverse of Madness
ولكن لم تكن النتيجة التي آل إليها فيلم بالمثالية علي الإطلاق، وأيضاً لم تكن وفق تطلعات الكثيرين الذين تعشموا فيه كثيراً في ظل التقارير والإشاعات المستمرة حول هذا العمل عن كثيرٍ من المفاجئات ربما تجد طريقها داخل أحداث الفيلم، وتقدم إلي جانب العناصر الأخري من مؤثرات وعملٍ إخراجي مميز من صانع سينما مخضرم بحجم “سام رايمي” التجربة التي يرغب بها عشاق عالم “مارفل” وتكون النافذة الفعلية علي أكوان “مارفل” الذي يعرف قارئ الكوميكس إلي أين ستؤدي من أحداثٍ كبري بحجم “End Game”.
قصة فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness
تدور أحداث فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness عن شخصية ” أمريكا تشافيز” التي وجدت طريقها إلي الأرض رقم 616 نتيجة مطاردة أحد الأشباح لها، فينتبه دكتور “سترينج” إلي ذلك ويحاول العمل علي حمايتها نظراً لقدرتها علي التنقل بين الأكوان المتعددة، مما يجعلها هدفاً ل”واندا ماكسيموف” أو “سكارليت ويتش”.
مراجعة فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness
يفتقر سيناريو فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness إلي البناء الدرامي الجيد لأحداثه، فكل مشهدٍ يتوالي تلو الأخر دون تمهيدٍ مناسب لهم، هذا بالطبع يجعل من إيقاع الفيلم سريعاً عن الحاجة يفتقر إلي اللحظات التي ينتقل من خلالها كل حدث إلي ما يليه ، ويعد مجرد جعبة من مشاهد الأكشن والإشتباكات التي تعاني هي الآخري من ندرة الأفكار التي تصنع ضجةً كبري في فيلم يحمل عنوانه جنون الأكوان المتعددة.
بالطبع هناك إعتمادٍ كبير علي فكرة أن المشاهد بكل تأكيد يعي تماماً كافة التفاصيل التي وردت بمسلسل Wandavision، وهذه النقطة بالتحديد سيكون من المفهوم تماماً شكوي البعض منها بالرغم من جودة المسلسل الذي يعد العمل الوحيد الذي إهتم فعلياً بتقديم الكثير من التفاصيل حول شخصية “واندا ماكسيموف”، ولكن المشكلة التي تمت ملاحظتها هنا بأن هناك عدم منطقية في الوضعية الراهنة لشخصية “سكارليت ويتش” وما تتمتع به من قوي خارقة.
بمعني أنه هناك قفزةً زمنية مهولة في الأحداث دون تبريرٍ شافي عن الكيفية التي حصلت من خلالها “واندا” علي تلك القوي المهولة، وهي التي كانت مازالت تستكشف معالم ذلك السحر الظلامي في نهاية المسلسل، كل ذلك يأتي إلي جانب سوء إستخدام شخصيات فريق “الألوميناتي” الذين كان من المفترض أن يكونوا المفاجئات السارة في الفيلم، ولكن تعامل السيناريو معهم بسطحية شديدة وعلي عكس المكانة التي يتحلون بها في الكوميكس.
كل ما تريد معرفته عن فريق Illuminati إلوميناتي الذي سيظهر في عالم “مارفل” السينمائي
ولكن علي الجانب الآخر، ما ساهم في إحتفاظ الفيلم ببعض من الإهتمام هو المجهود الإخراجي المميز ل”سام رايمي” المعروف دوماً بتخصصه في مجال أفلام الرعب والإثارة، هنا ينجح “ريمي” في إضفاء بعض لمسات الرعب والتخويف خصوصاً في منتصف الفيلم، و تقديم بضع مشاهدٍ ذات تكويناتٍ بصرية جيدة خصوصاً في لحظات التنقل بين الأكوان المتعددة، إلي جانب تصميمات الإنتاج التي تعكس تفرد كل عالمٍ عن الآخر في هيكله البصري، وكذلك إستحسان تقديم الوحوش والكائنات الشريرة بطريقة مقربة إلي حدٍ كبير من الكوميكس.
بالطبع يقدم النجم “بينديكت كامبرباتش” أداءاً كبيراً في شخصية “دكتور سترينج”، ونجح هنا في التحدي المتمثل في تقديم عدة شخصيات منهم واحدة مماثلة إلي حدٍ كبير لأحد شخصيات مسلسل الرسوم المتحركة What If، ولكن تتفوق النجمة الجميلة “إليزابيث أولسون” في التمثيل بدرجةٍ أكبر من “كامبرباتش” نظراً للحمل الدرامي والعاطفي الذي يطرأ أيضاً علي شخصية “واندا” كحالها في مسلسل ، بالإضافة إلي إبراز دوافع “سكارليت ويتش” الشريرة في الوقت ذاته، فهنا نشهد نضجاً كبيراً ل”إليزابيث أولسن” التي بات من المحبب رؤيتها في أعمالٍ أخري بعيداً عن عالم “مارفل” السينمائي.
في الختام، ليس معني أن فيلم Doctor Strange in The Multiverse of Madness لم يكن علي مستوي التوقعات بأن عالم “مارفل” السينمائي سينهار أو تلك الأراء الغير منطقية التي تصدر علي ألسنة البعض، فهي مجرد كبوة بكل تأكيد سيأتي بعدها تحسنٍ كبير في الأفلام القادمة، ومحتوي أكثر تحقيقاً للضجة والصخب الجماهيري والإشادات النقدية الإيجابية، ومن المؤكد أيضاً أنه يتم حالياً تحضير حدثً كبيراً سيكون مدوياً ويكون حديث “هوليوود” كحال “End Game” و “No Way Home”.