ممكن تعمل لدماغك ريفرش مؤقت وتهيئ نفسك من كل حاجه ، بس ماتعملش حسابك فى اى مشروبات ولا أى نوع من المأكولات ، لأنك على موعد مع مشاهدة فيلم مش زى أى فيلم انت على موعد مع فيلم يشمل كل أنواع عناصر الفيلم شوية دراما على شوية رومانس على جريمة مع شوية غموض مع شوية إثارة مع إسم هيتشكوك ، بس نصيحة حمله بقا نسخه نظيفه عشان تكمل المتعه ويوصلك الاحساس بأنك بتشاهد فيلم كأنه إنتاج 2018 مع بعض الإختلافات طبعا عشان مابقاش ببالغ ، ويالا بينا بقا نبدأ الحكايه .
« مقدمة »
كان ولا يزال ألفريد هيتشكوك أيقونة ورمزا من رموز الفن السابع واسما خالدا في عالم السينما وهو الذي ارتبط اسمه بخط رسمه هو بنفسه في هذا العالم تحت عنوان الإثارة والتشويق والجريمة والغموض، معطياً زخما وجوا متميزا لدى مشاهدين السينما في زمانه وحتى بعد وفاته. والاميز من ذلك انه طوال حياته كان مشغولا ومهووسا بالسينما وافلام الاثارة والتشويق لدرجة ان افلامه التي اخرجها تجاوزت اكثر من ستين فيلم وهذا رقم كبير جدا.. ونحن بدورنا استفدنا من هذا المخزون السينمائي في امتاعنا وإثراءنا.. وطبعا افلامه ليست كلها سواء فمنها المتميز ومنها العادي ومنها ما هو بأبيض واسود ومنها ما هو ملون ولكن الجميل فيه انه ينتقي افلامه ببراعة سواء بكتابتها بنفسه او اختيار المميز لدى الكتاب فكان كل فيلم عبارة عن قصة وعالم لحالها رافضا على ما يبدو مسألة الاجزاء او التكرار ولذلك هو تميز وسطع بالرغم انه لم يكرم اوسكاريا ولكن ظل اسمه خالدا وبارقا.نتعمق أكثر وأكثر حيث الى فيلمنا رائعة الاثارة والجريمة (اتصل بـ إم للقتل)، هذا الفيلم بالنسبة لي هو افضل افلام هيتشكوك من ناحية الحبكة الدرامية وكيفية تغطية الجريمة والتحقيق بشأنها في قالب درامي مشوق وممتع، ومن يريد ان يتعرف الى هيتشكوك لمن لا يعرفه او لمن يريد ان يتيقن لماذا ارتبط اسم هيتشكوك بالاثارة والتشويق فليتابع هذا العمل وسيجد الجواب فيه.
« القصة » وبدون حرق .
مع بداية الفيلم هتلاقى إسم Warner Bros. Pictures وبعدين ظهور إسم ألفريد هيتشكوك مع صورة تليفون وبعدين هتلاقى إسم الفيلم بدأ يظهر بطريقة هيتشكوكيه ، ويبدأ بعد كده ظهور طاقم العمل ، كل ده مع موسيقى تصويرية ساحرة هتجذبك بقوة لمتعة مفيش مثيل زيها ، إفتتاحية الفيلم فى أجواء صافيه جدا وجو كله هدوء ، يظهر قدامنا أبطال الفيلم فى مشهد رومانس وملئ بالحب ، فى أجواء صباحية ومع وجود الفطار ، الزوج معه بعض الرسائل وسيبدأ فى قرائتها والزوجه تقرأ جريدة اليوم ، ويلفت إنتباهها خبر معين ، دى إفتتاحية الفيلم ، ولأن الفيلم أحداثه تبدأ بصوره سريعه جدا ومش هتحتاج وقت كتير عشان تعرف الفيلم هيوديك لفين ، مش هتعمق قد كده فى الأحداث ولا فى القصة لان أى كلمه تتقال بمثابة حرق بالنسبه ليا . بس كل اللى أقدر أقوله عشان تكمل مراجعتى للفيلم والريفيو عنه ، نوايا شيطانية يكنها زوج لزوجته حقدا وحسدا ويستخدم حيلة غريبة بمعاونة صديق قديم يستأجره لذلك وتحدث الجريمة على نمط لم يتوقعه ، هذه القصة باختصار ولكن متابعتها غاية في المتعة والتشويق.
« بطاقة الفيلم »
البطولة :
Ray Milland _ Grace Kelly _ Robert Cummings _ Anthony Dawson _ John Williams
الإخراج : Alfred Hitchcock
السيناريو : Frederick Knott
موسيقي تصويرية : Dimitri Tiomkin
المدة الزمنية : 1h.45m
التقييم : 8.2 IMDB
« المراجعة »
الأداء التمثيلي وصل لقمته فى الفيلم وأكثر من رائع ، أبطال الفيلم كانوا رائعين جدا فى أداء أدوارهم وأولهم راي ميلاند مع الجميلة غريس كيلى ولا ننسى دور المحقق الذى أدى دورة بكل واقعية وثقه ، وهنا تظهر لنا عظمة هيتشكوك فى إختياره الدقيق والرائع فى إختيار أبطال هذا الفيلم .
هناك شيئين مُبهرين في هذا الفيلم بالنسبةِ لي ، الأول : هو ولاء هيتشكوك الكامل لمسرحية الحكاية ، أمر حدث قبل ذلك في Rope بسبب خصوصية التجربة ، و لكن هنا ، و في عملٍ أكثر حرية ، فهو يَلتزم تماماً بالمكانِ الواحد ، و الشيء العظيم أن هذا المكان الواحد يبدو بوسعِ العالم ، محتملاً حكاية و تفاصيل مُعقَّدة بهذا الشكل ، هيتشكوك لديه تلك القدرة على شَدّ أوتار الترقُّب في كل لحظة ، لدرجة أننا ننسى في بعض الأحيان أن 95% من الأحداث تدور بداخل شَقة ، و لاحقاً لا نَشعر في أي لحظة أن المكان ضَيّق بنا ، و على عكسِ الأفلام المسرحية فإن هذا الفيلم لا يبدو مسرحياً ، رغم وحدة المكان ، بسبب كثافة الأحداث و تعقُّدها ، و الصورة الوحيدة التي يطرأ بها الفيلم على ذهني هو أن هيتشكوك طَوَع العالم و طَوَاه بين تلك الرُّدهة وحجرة النوم.
الأمر الثاني العظيم هو أن هيتشكوك ، و في كافة أفلامه ، يَتبع النموذج الكلاسيكي للسينما عن الصوابِ و الخطأ ، الجريمة ثم العقاب ، و ما كان لأحدٍ أن يستطيع تغيير ذلك ، و لكنه في المُقابل كان يمنح نفسه حق الانحياز الكامِل في جهة (المُجرم) ، يمكن ملاحظة ذلك في أفلامٍ سابقة على هذا الفيلم كـ Notorious و Strangers on a Train أو لاحقة كـ Psycho ، ذلك لأن هيتش ، الفتى الصغير الخائف ، المُنْطَوِي ، المَنبوذ ، الذي يشعر بكونِه على هامشِ العالم ، يُجيد التعاطُف مع الخائفين المُنْطَوِين المنبوذين الذين يشعرون بأنهم على هامِشِ العالم.
قام هيتشكوك بتجربة التصوير ثلاثي الأبعاد في الفيلم، لكنه لم يعرض على هذا الشكل حين صدر للمرة الأولى، بيد أنه عرض بالتصوير ثلاثي الأبعاد مع أوائل الثمانينات.
من متعتي السينمائية الخاصة العودة كل فترة لمشاهدة فيلم لهيتشكوك، شيء بالنسبة لي كالعطلة التي تعيد انعاش الروح الذابلة، ولحسن الحظ أن الإنكليزي المصنف بالنسبة للكثير كأفضل مخرج في التاريخ كان انتاجه غزيرا” خصبا” دون أن يؤثر ذلك على جودة أغلب أعماله. هذا الفيلم قدمه بنفس العام التي قدم بها تحفته النافذة الخلفية (كلاهما مع الأميرة غريس كيلي) وهو كما كل أفلامه السابقة التي شاهدتها يعزز لدي قناعة أن المتابعة المتأنية لأفلام هيتشكوك تغني عن دراسة السيناريو والإخراج في أي أكاديمية سينمائية، هنا يمارس علينا هيتشكوك لعبة مكشوفة، يبتعد بنا عن الأحكام الأخلاقية حول الجاني والضحية ، يحيد عواطفنا ، ويجعلنا في صميم اللعبة، ليست لعبة بوليسية عن من هو المجرم؟ وهل ستنجو الضحية؟ نحن نعرف الجاني الحقيقي ولدينا احساس ضمني منذ البداية أن الخطة ستتعثر (هيتشكوك نفسه بالعمل من خلال أحد الشخصيات يصرح أنه لا يوجد جريمة كاملة ودوما” هناك خطأ خفي سيدمر كل الخطة) لذلك فاللعبة التي يدخلنا بها هي البحث عن الثغرة التي ستحبط الخطة المحكمة، وطوال العمل يتلاعب بالمشاهدين و يقود اللعبة كل مرة على جرف الانهيار ليقول المشاهد هنا ستكشف الحيلة ثم يرمي هيتشكوك حبل النجاة لشخصياته ويعيد اللعبة مجددا” إلى الصفر، حتى يكشف اللغز بطريقة ذكية فعلا” – وهي فعلا” كانت واضحة منذ البداية ولكن هيتشكوك أخفاها عن الجميع بدهاء- يحافظ على التشويق وتوتر الموقف حتى اللحظة الأخيرة .
الفيلم مقتبس عن مسرحية لفريدريك نوت وهو نفسه وضع النص السينمائي، هيتشكوك هنا يعطي درسا” أخر بالاقتباسات المسرحية، رغم إن 95% من مشاهد العمل في الشقة والشخصيات محدودة والتركيز جدا” على العامل الحواري بإدارة الصراع الدرامي – والحوارات ممتازة فعلا”- ولكن مع ذلك هناك سينما حقيقية، الاستفادة من مساحة الشقة واستغلال المكان وعناصره وتوزيع زواية التصوير والإضاءة وجعل اللعبة بيد المونتاج المبهر فعلا” الذي كسر ضيق المكان ومرافقة الموسيقى التصويرية المبهرة التي أعطت الروح للعمل.
العمل صدر له إعادة عام 1998 من إخراج أحد مخرجي التشويق الناجحين أندرو ديفيز (مخرج الهارب لهاريسون فورد وفيلم الأكشن الشهير تحت الحصار بجزئيه) بعنوان الجريمة الكاملة وبطولة دوغلاس وبالترو ومورتنسن، الإعادة جيدة ومقبولة إلى حد ما ولكن من وجهة نظري لا يمكن مقارنتها بالأصل الكلاسيكي الذي لا يكتفي فقط بأن يكون جيد بمقاييس الإثارة وإنما ثوري بتكتيك الحدث إدارة الصراع من خلال صفات الشخصية والحوار فقط لا أكثر وكسر التقييد بالنص المسرحي وجعله بروح سينمائية بحته .
مما شدني هو أسلوب هيتشكوك الخبيث المعتاد بجعلنا نصير للمجرم ، الثلث الأول تكثيف كامل على شخصية الزوج توني وتصويره على مستويين الأول أنه ضحية فهو الزوج الذي خانته زوجته لأنغماسه بشيء يحبه وهو هوسه بتحقيق المجد كلاعب تنس – ليس خائنا” أو مقامرا” أو سكيرا”- ثم ترك طموحه من أجل إنجاح زواجه، والمستوى الثاني هو جعله جذابا” ومحبوبا” للمشاهد بفضل ذكاءه وكاريزماه الخاصة والأداء الممتاز من القدير راي ميلاند – الحائز على الأوسكار عن رائعة وايلدر عطلة الأسبوع الضائعة – ينجح بصنع جاذب خاص للشخصية، وفي المقابل بالثلث الأول هناك تهميش متعمد لشخصية مارغو الزوجة (غريس كيللي) حتى لا تتشتت مشاعرالمشاهد بين الشخصيتين، ثم يأتي مشهد الجريمة الوحشي وينتقل التكثيف على شخصية مارغو مع عدم إهمال لشخصية توني التي تبقى بنفس الذكاء والكارزماتية والجاذبية، ولكن العامل الإنساني يجعلنا ننحاز لها – مشهد الجريمة الوحشي وما بعده من انهيار وأداء صلب من غريس كيللي يجعلاننا ننحاز بعواطفنا نحوها – لكن مع ذلك لا يجعلنا هيتشكوك أنصار أي شخصية يتركنا على الحياد ويجعلنا نلاحق اللعبة التي يديرها توني بذكاء وصبر ورشاقة لاعب التنس – وهو أمر معتاد من هيتشكوك الذي يطفي صفات شخصيته الخاصة على الحبكة – هنا لم يعد التعاطف مطلوبا” – كان مطلوبا” بالثلث الأول كمصيدة تقود المشاهد للمؤامرة ويصبح شريكا” فيها دون أن يشوشه العامل الأخلاقي – أما الأن فالمهم هو ممارسة هذه اللعبة والإنشغال بها.
التقييم الشخصى 10/10 وواحد من أفضل الأفلام فى قائمتى .