مراجعات

مراجعة فيلم Destroyer‎ المثير للإعجاب

فيلم Destroyer‎
الحيرة هي ما ستصيب عشاق موسم الجوائز ومحبي توقع اسماء المرشحين لنيل شرف الفوز باهم جائزة في الموسم السينمائي فهذه ليست الإطلالة الوحيدة للنجمة الأسترالية ( نيكول كيدمان ) بل تتواجد كذلك في فيلم آخر يدعي (BOY ERASED) من اخراج الشاب الطموح والممثل البارع (جويل ادجيرتون) والذي حسب الآراء النقدية شهد ظهور مميز آخر ل(كيدمان) مع امكانية محتملة لخوض سباق الفوز فالأوسكار في فئة الممثلة في دور مساعد وان دل علي شئ يدل علي توهج (كيدمان) هذا العام سينمائيا والنجاح الباهر في إضافة ادوار مميزة الي سجلها المليئ بالأعمال التي كانت سببا في غدوها احد اهم نجمات هوليوود ومن أكثرهم براعة.

مراجعة فيلم Destroyer‎

بالحديث عن فيلم Destroyer‎  فتشهد فئة الـ (فيلم-نوار) أحد الادوار النسائية المعقدة التي رغب محبي تلك النوعية من الأفلام في مشاهدتها منذ مدة بعدما كان يقتصر الأمر فقط علي الممثلين الذكور كابطال رئيسين لتلك الأفلام ورغم تألق الكثيرين إلا ان مشاهدة امرأة تتسم بتلك التركيبة بالغة التعقيد والسواد يعطي نوعا من الحيوية لتلك الفئة وزيادة نسبة القبول والمتابعة عن ذي قبل بالإضافة الي التزام النص بالاطار الاساسي المعروف عن (فيلم-نوار) والتي تترك المشاهد في حالة من الحيرة والتفكير نتيجة الغموض الفارض لنفسه علي الأحداث وصولا للنهاية والتي تشهد التواءة ما او اكثر تحدث تغييرا جذريا وتقلب الاحداث رأسا علي عقب.
-اعتمد النص خطين متوازيين للأحداث عن طريق التنقل بين الماضي والحاضر وذلك تم بسلاسة شديدة نبعت من المونتاج الجيد ل(بلامي تاكر) بالاضافة الي إختيار الوقت المناسب للرجوع الي الماضي واستخدام الفلاش باك الذي يفيد في فهم أحداث الخط الاساسي واقدام بطلة الفيلم علي فعل ما تفعله في الحاضر بالإضافة الي إدراك الحالة النفسية التي تمر بها والتي ادخلتها في حالة من التخبط وعدم الاتزان نفسيا ومعنويا مما جعل عملية المشاهدة مسلية الي حد كبير رغم وجود بضعة عيوب ابرزها عدم فهم الدافع الاساسي لقيام الشخصية بالتصرف الأحمق الذي غير مجري حياتها وغير مصيرها فيما بعد بالاضافة الي تسلسل النهاية الذي لم يكن بمستوي باقي مشاهد الفيلم نظرا لحالة التسرع التي تمتع بها وعدم استيعابه بشكل كبير وظهور عدد من التساؤلات التي لم يكن هناك داعي لها.
-الثناء الأكبر تستحقه (نيكول كيدمان) التي تظهر بشكل لم نعهده عنها من قبل واستطاعت بأداء مميز للغاية عكس الصراع النفسي الداخلي التي تمر به الشخصية وإبراز مدي عدم الاستقرار النفسي جراء أحداث الماضي بالاضافة الي اظهار حالة الضعف الشديد الذي انهكها جسديا واثقل كاهلها فبهذا الاداء المتمكن للدور تتمكن نيكول كيدمان من لفت انتباه النقاد ونيل الاشادة الكبيرة المستحقة ودخولها المحتمل لغمار منافسات موسم الجوائز هذا العام.
-مجملاً، فيلم (DESTROYER) تم تنفيذه خصيصا ل(نيكول كيدمان) ومن الصعب لأحد مهما بلعب قيمته أنه يقدم أداء مشابه لما قدمته والفضل يعود للمخرجة (كارين كوساما) في ذلك الاختيار بالاضافة الي تسخير إمكانياتها في إخراج الفيلم بشكل عام و (كيدمان) بشكل خاص في أفضل صورة ممكنة خصوصا في المكياج الرهيب ل(كيدمان) والتي تم تشبييها من قبل الكثيرين كمن نامت في الصحراء لأسبوعين متتاليين بدون طعام او كمن أدمنت المخدرات بشراهة.
اسامة سعيد
كاتب وناقد سينمائى بموقع بيهايند وطبيب بشرى، محب للفن بشكل عام والسينما بشكل خاص.