مراجعة فيلم candyman
علي شاكلة عديد سلاسل الرعب الشهيرة، إمتدت قصة “رجل الحلوي” أو “candyman” التي تحولت إلي عملٍ سينمائي عام 1992 لأجزاءٍ آُخر لم تفلح تماماً في الإبقاء علي التيمة المقدمة في بالعمل الأصلي أو قولبة الفكرة إلي أكثر من طريقةٍ مناسبة من أجل الإستمرار في شحذ إنتباه محبي أفلام ال”Slasher” أو القتلة أصحاب الأسلحة الحادة، ولذا كان الفشل حليف نسخ عامي 1995 و 1999 بتقييماتٍ نقدية وصلت للرقم 8 في المئة علي الموقع الشهير “Rotten Tomatoes”.
أبرز افلام القتلة المتسلسلين التي لا بد من مشاهدتهاهذا ما تحدث الممثل “توني تود” مجسد شخصية “كانديمان” في السلسلة، حينما صرح بأن أي فيلم جديد يخص الشخصية يحتاج إلي صانع سينما يعي تماماً التركيب العرقي لها ولماذا تواجدت في هذا العالم في المقام الأول، لا أن يدرجها مع شخصياتٍ آخر مثل “فريدي” أو “المتشيطن” وخلافهما ويصنع ما يقال عليه “Crossover” أو المشاركات والمواجهات الثنائية بين الشخصيات وبعضهم البعض.
ولهذا تحمس “تود” لتواجد المؤلف والمخرج البارع “جوردن بيل” علي رأس فريق السيناريو الخاص بفيلم candyman، ونجح بالفعل “بيل” في صنع تتمة لقصة “كانديمان” ربما ليست بدرجات الرعب الهائلة التي صنعها الجزء السابق، ولكنها تمتلك ما تيسر من مواقف خلاقة لأجواء الإثارة والفزع وشئٍ من الخطابة الإجتماعية التي تروي بصيصاً عن الإضطهاد المجتمعي والحياة القاسية في بيئة لا تراعي ظروف غيرها علي الإطلاق.
قصة فيلم candyman
تدور أحداث فيلم candyman في عام 2019 “أنتوني ماكوي” الذي كان رضيعاً في الجزء السابق، وعاد من جديد إلي منطقة “كابريني جرين” بولاية “شيكاغو” من أجل البحث والتعمق في أسطورة القاتل “كانيدمان”، ولكنه لم يكن يدري أنه تسبب في سيلان الدماء علي نصل الخطاف من جديد، وعلي نحوٍ بالغ الوحشية.
أحد مميزات فيلم candyman هي تقديمه بطريقة تجعله يصنف علي أنه ليس جزءاً ثانياً من نسخة سنة 1992 بالرغمن أنه كذلك فعلياً، بمعني أنه خلال الأحداث تم سرد عديد التفاصيل المتعلقة بالجزء السابق بأسلوبٍ سردي مميز دون إسهابٍ أو لجوءٍ للفلاش باك، ذلك سيساهم كثيراً في جمع عديد المشاهدين الذي من المتوقع أن كثيراً منهم لم يشاهد النسخة القديمة في أية وقت.
ولكن تم الإشارة في بدايات المقال أن فيلم candyman لم يكن حامياً للدرجة علي مستوي الرعب أو مستطرداً في الرمزيات والأهمية الجغرافية للمكان مقارنةً بالسابق ربما رغبت المخرجة الشابة “نيا داكوستا”بصحبة “جوردن بيل” أن يكون هذا الفيلم بداية لمجموعة من الأعمال القادمة التي ستعلو بوتيرة الأجواء العامة لأعلي درجاتها لاحقاً وتخوض أكثر فأكثر في موضوع الحبكة الأساسي.
ولكن هنا كانت هناك الفرصة لتعويض بعض المواقف الحوارية الزائدة عن الحد بعديد التفاصيل الزائدة عن التجدد الذي حدث لأسطورة “كانديمان”، وإستخدام الإستعارات البصرية التي توحي بأهمية “كانديمان” كأسلوبٍ يحتمي به مجموعة من البشر ضد تبعيات المعيشة الصعبة والمخيمة بواقعها العصيب عليهم، وكذلك تشارك في إرتفاع نسق الرعب الذي لاحت أشياءٌ منه هنا وكانت جيدة فيما يخص آليات التنفيذ الإخراجية.
فيما قدم بفيلم candyman نفسه، يحسب ل”نيا داكوستا” و”جوردان بيل” تقديم القصة كما كان في الجزء السابق من منظور شخصية البطل، لأن في تلك النوعية من الأفلام يفضل أن تكون الشخصية الأساسية سفير المشاهد داخل الأحداث وعينه التي تشهد كل صغيرةٍ وكبيرة داخل مجسمات الصورة، أيضاً هناك إنضباطٍ لا بأس به علي مستوي الإيقاع كي يكون تصاعدياً واحداً لا يتلوي بين الماضي والحاضر، وإن كانت المشكلة فقط كما ذكر مسبقاً في المشاهد المبنية علي الحوار التي كانت تعثراً للسيناريو كان من الممكن تفاديها.
إخراجياً، تمتلك “نيا داكوستا” موهبةٍ لا بأس بها من ناحية الجودة البصري لمشاهد الرعب والولاء للطريقة المستخدمة في تقديم “كانديمان” عن طريق إقحامه تلميحٍ لا يظهر إلا من خلال المرايات وعند نطق إسمه خمس مراتٍ متتالية، وأيضاً في إستخدام الكاميرا من أجل تدقيق لحظات الإثارة بما تنعكس علي المتلقي بتأثيرٍ حقيقي ومباشر، فهي بذلك تثبت ثقة “كيفين فايجي” مهندس عالم “مارفل” السينمائي في إختياره لها من أجل تقديم مشروع “the marvels” ضمن المرحلة الرابعة والحالية من الmcu.
من الجيد إيمان “هوليوود” بموهبة الممثل الشاب “يحيي عبدالمتين الثاني”، ذلك النجم الذي حصد عديد النجاحات في مدةٍ قصيرة قدرها أربع أو خمس سنوات يمتلك المقدرة علي قيادة أية عملٍ سينمائي بمفرده، فهو إستطاع إجادة تجسيد الحالة النفسية والذهنية لشخصية “أنتوني” التي فتحت الطريق لعودة الشيطان من جديد، ممكا إنعكس عليه بصورةٍ ضارة جسدياً ومعنوياً، وإرتجل إنفعالات الشخصية بصورةٍ صادقة يجعل من السهل الحس التام بما يعتايش معه “أنتوني” ويواجهه من خطرٍ محدقٍ به وبمن حوله، فمن الجيد إعطاء ذلك الشاب الباربع الفرصة كي يضيف إلي قائمة النجوم الموهوبين من ذوي البشرة السمراء.
في الختام، لا يزال لم يعلن بعد ما إذا كان هناك أجزاءٍ جديدة ستقدم من فيلم candyman بعد، ولكن إن كانت تلك الفرصة متاحة، فلا بد من تصحيح أخطاء تلك التجربة وتعويضهم بما يحمل جوهر الفكرة الأساسي وبتمرسٍ أكتر في التفاصيل التي تجعل “كانيدمان” في طليعة أهم وأفضل أفلام الرعب المحبب مشاهدتها متي تم تقديمها.