مراجعات Marvel

مراجعة فيلم Ant Man and the Wasp

فيلم Ant Man and the Wasp

كانت الأعين منصبة علي فيلم “Ant Man and the Wasp” وذلك لأن ترتيبه ضمن عالم مارفل السينمائي يأتي بعد ملحمة “Avengers: Infinity War” الصادمة، وكان المشاهد يأمل عند دخول “Ant Man and the Wasp” في الحصول علي تبريرات لعدم ظهور شخصية “Ant Man” في “Avengers: Infinity War”، كما كان يُمني النفس بالحصول علي تلميحات ل”Avengers 4” بجانب قضاء ساعتين من المتعة بالتأكيد، فهل قدم فيلم “Ant Man and the Wasp” ما كان يأمله المشاهد أم أصاب المشاهد بخيبة أمل؟ هذا ما سنعرفه في السطور القادمة…

مراجعة فيلم Ant Man and the Wasp

السيناريو :

أعتمد سيناريو فيلم Ant Man and the Wasp علي حبكتين، الحبكة الرئيسية كانت مهمة إنقاذ “جانيت” بينما كان الصراع بين الخير والشر يمثل الحبكة الثانوية، وقد أصابني هذا بالدهشة والحيرة، فمهمة إنقاذ “جانيت” مخاطرها قليلة كما أنها غير مثيرة، وهو ما جعلني أتسائل أثناء متابعتي للفيلم لماذا أقدم صناع الفيلم علي هذه الخطوة؟، سؤال لم أجد له إجابة إلا بعد أن بلغت الأحداث ذروتها لأكتشف أن الفيلم بمثابة أداة للتمهيد لفيلم “Avengers 4″، وكانت نتيجة هذا القرار سقوط الفيلم في الهاوية وتحوله إلي فيلم أحمق، فعلي الرغم من امتلاك الفيلم لبطلين خارقين وشريرين ومع بعض التمهيد الجيد يستطيع صناع الفيلم تقديم فيلم حركة ممتع جداً ورائع، إلا أن صناع الفيلم كان دوماً تركيزهم منصب علي التمهيد ل”Avengers 4” حتي تناسوا الإهتمام والإعتناء بحبكتهم الخاصة، فصناع الفيلم لم يكلفوا نفسهم عناء تبرير وجود الشريرين ودوافعهما الساذجة ليكون المبرر المنطقي لتواجدهما هو جعل مهمة أبطالنا صعبة وبالتالي إدخال العديد من مشاهد الأكشن والحركة بالإضافة إلي تمديد مدة الفيلم فمن دون هذه التفاهات والترهات لم يكن ليمتد الفيلم أكثر من 10 دقائق، وهنا يأتي أول ركن من أركان خلطة مارفل السحرية لتحويل هذه الحماقة الكبيرة إلي نجاح كبير يضاهي كبر حماقة الفيلم، فمارفل تتميز بتقديم كوميديا استثنائية رائعة ومبتكرة رغم أنها غالباً ما تكون مقحمة لتقديم المتعة وكسر حدة مشاهد الأكشن، إلا أنها كانت موفقة جداً في فيلم “Ant Man and the Wasp” وغير مقحمة، فقد كانت الكوميديا ملائمة لطبيعة الشخصيات وموظفة ضمن نسيج وحبكة الفيلم، كما اتسمت بالتنوع ما بين كوميديا المواقف والتعليقات الساخرة.

التمثيل :

بول رود: قدم أداء رائعاً بعيداً عن بدلته الخارقة، حيث تميزت شخصيته في فيلم Ant Man and the Wasp بوجود بعض التطورات كما كان لها بعداً درامياً جميلاً، ولكن كعادة أفلام مارفل يتم تناسي تطورات أبطالها ما إن يرتدوا بدلاتهم الخارقة، ويقدموا نفس الأداء الذي تعود المشاهد عليه منذ ظهور هذه الشخصية للمرة الأولي، وكأن لم يكن هناك أي تطورات للشخصية، ويمكن وصف أداء “بول رود” بأنه متذبذب، حيث أنه لم يكمل علي نفس منوال النصف ساعة الأولي من الفيلم.

إيفانجلين ليلي: شخصيتها تمتاز بجانب إنساني مثل شخصية “بول رود”، ولكن علي عكس “بول رود” فقد كان أداؤها رائعاً طوال الفيلم ويمتاز بالحيوية والتلقائية والسلاسة، ومرت شخصية “إيفانجلين ليلي” بعدة تطورات في هذا الجزء أبرزهم تحولها إلي بطلة خارقة، ويحسب لها أنها عندما عادت إلي البدلة الخارقة حافظت علي التطورات التي مرت بها.

مايكل بينا: رغم أن دوره كان أقل أهمية وتأثير من الجزء الأول إلا أن ذلك لم يمنعه من خطف الأضواء وذلك بخفة ظله وتلقائيته.

هانا جون كامين، والتون جوجينز: مثلوا جانب الشر في الفيلم، ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان فقد تميزت شخصياتهما بالحماقة وذلك بسبب مشكلة كبيرة في السيناريو حيث لم يوجد مبررات مقبولة لوجودهما في الفيلم ولتبرير دوافعهما الساذجة جداً، لذا جاء أداؤهما باهتاً ونمطي.

الإخراج:

يرجع الفضل في تحسين مستوي الفيلم قليلاً وإنقاذه من الفشل الذريع إلي مخرج فيلم Ant Man and the Wasp “بيتون ريد”، حيث استخدم خلطة مارفل السحرية التي دائماً ما تؤتي ثمارها مع الجمهور بل وطورها أيضاً، بداية من الكوميديا التي كانت متنوعة وموفقة جداً وغير مقحمة حيث تم توظيفها ضمن حبكة ونسيج الفيلم كما كانت ملائمة للشخصيات، استغل وجود بطلين خارقين وقدم العديد من مشاهد الحركة التي تم تنفيذها بدقة وبإتقان كما امتازت بالتنوع.

في النهاية فيلم Ant Man and the Wasp  فيلم سيء ومخيب للأمال، وفشل في تقديم المتعة التي كان ينتظرها المشاهد لدرجة أنه بعد أن ينتهي من مشاهدة الفيلم لن يتذكر أي مشهد من الفيلم وكأنه لم يقضي ساعتين من وقته يشاهد فيلم، ولكن علي صعيد عالم مارفل السينمائي يعتبر هذا الجزء مرحلة مهمة جداً فقد ساهم في توسع عالم “Ant Man”، والتمهيد لأفلام قادمة، ويُمكن القول أن الفيلم تمت التضحية به من أجل هذه الأهداف.

محمد عرفان (Arf Ofy)
السينما هى كيفية أن تعيش أكثر من حياة .. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده .. وهدفي هو ترشيح أفلام جيدة ومختلفة تحترم عقليتك كمشاهد .. وتسحبك معها إلي عالمها المليء بالسحر والأفكار والمشاعر كي تعيش تجربة لا تُنسي تنغمس فيها بكل حواسك.