منذ الاعلان عن فيلم 122 وانا فى انتظار شديد لهذا العمل خصوصاً لاننى من عشاق الاستثنائي ” طارق لطفى ” وكنت على ثقة من تقديمة لعمل مختلف بعد إختفاء كبير من ساحة السنيما، وما ان تم عرض الفيلم فى دور السنيما حتى وجدت إختلافاً وتضارباً فى الاراء فالبعض يرى العمل مختلف ومؤثر فى السنيما المصرية والبعض يرى انه اخد اكثر مما ينبغى .. لذا اصبح هدفى منذ دخول العمل ليس فقط مشاهدتة والاستمتاع به بل اردت ان اضع حداً للجدل القائم بتناولى لكل عناصر الفيلم بحيادية بعيداً عن من يقللون من السنيما المصرية امام نظيرتها الامريكية.
قصة فيلم 122:
-يحكى فيلم 122 قصة شاب وفتاه صماء يعيشان قصة حب تنقلب حياتهم رأساً على عقب بعد اصابتهم بحادث ونقلهم الى مستشفى غريبة.
الاحداث والحبكة :
-اعتقد اننى مهما كتبت فى محاولة لوصف الاحداث او مدى تواجد عنصرى التشويق والاثارة خلال الاحداث فلن استطيع ايصالها إليكم فوجود المشاهد داخل صالات السنيما وتعايشة الكامل مع الاحداث بحيادية كفيل بإيصال ما اود كتابته وقصدت قول ذكر الحيادية لاننى اعلم معاناة البعض من (عقده الخواجة).
-تكمن قوة فيلم 122 وتماسكة فى عنصر الاحداث فمنذ بداية الفيلم يأخذك المؤلف ” صلاح الجهينى ” والمخرج ” ياسر الياسرى ” من يديك لتشاهد قصة حب بسيطة فى دقائق معدودة ولكنها كافية لإيصال ما بداخل ابطالنا ” نصر ” و ” امنيه “، بعد ذلك مشهد سريع يصف لك المستشفى التى ستدور احداث الفيلم داخلها ثم يبدأ حبس الأنفاس وظهور عنصرى التشويق والاثارة حتى نهاية الفيلم.
-مشاهد المطاردات، طارق لطفى، مشاعر “احمد داوود وامينه خليل” : ثلاث عناصر هم كلمه سر نجاح العمل فالاداء الاكثر من رائع لابطال الفيلم وخطوات السرد من بداية الفيلم حتى مرحلة تصاعد الاحداث ونهايتها هم من سيجعلونك تصل الى ذروة الاستمتاع بالعمل لا تختلف عن ما تشعر به وانت تشاهد فيلماً امريكياً مع التحفظ على عدم وجود (عقدة الخواجة).
السيناريو :
– الفيلم من تأليف ” صلاح الجهينى ” مؤلف فيلمى ” الخلية “، ” اولاد رزق ” وقد حقق الفيلمين نجاحاً كبيراً فى دور السنيما.
– كان السيناريو موفقاً بقدر كبير بالاخص فى المشاهد التى جمعت ” احمد داوود ” و ” امينة خليل ” حيث يكفى ان تشعر بها لا ان تسمعها فقط.
– من الممكن ان يرى البعض ان هناك احداثاً غير منطقية ولكن وجب التوضيح ان اللامنطقية فالاحداث ما هى سوا وجود بعض الصدف ضمن الاحداث وهذا طبيعى من وجهة نظرى فتقريباً معظم الاعمال الفنية تحتوى على عنصر الصدف ايضاً معظم الافلام الامريكية التى يعشقها الملايين تحوى الكثير من تلك الصدف التى تُبنى عليها الاحداث.
– يعيب فقط السيناريو عدم وضوح تفاصيل المستشفى التى تدور احداث الفيلم داخلها.
الموسيقى التصويرية :
– من اهم العناصر التى تشغلنى كثيراً حين انوى مشاهدة فيلم ما فهى من العناصر التى تجعل للعمل رونق خاص، وهذا ما حدث فى فيلم 122 فقد اضفت الموسيقى لوناً تشويقياً للفيلم وزادت من إحساس المشاهد بالعمل وتفاعلة النفسى مع الاحداث سواء فى مشاهد المطاردات او الترقب.
اداء الممثلين :
– “طارق لطفى ” : لاطالما انتظرت عمل سينمائي لهذا النجم الاستثنائي ليظهر مدى قوتة التمثيلية وقدرتة على التقمص الشديد للشخصية فبرغم من انه لم يخرج كل ما فى جعبته من أداء لأسباب تتعلق بالشخصية ذاتها التى يجسدها إلا انه استطاع إبهار الجمهور بأداءة الثقيل لشخصية دكتور ” نبيل ” واستطاع بث الترقب والخوف فى نفوس الجمهور بدون قناع تخفى كمعظم افلام الرعب الأمريكية.
-” احمد داوود ” : استطاع ايصال مشاعر الشاب المذعور وبنفس الوقت لم ييأس من الهروب لمساعدة حبيبتة كما انه يمكننى القول انه نجم قادم بقوة ومتوقع ان يقوم بنقلة فى مشوارة الفنى فى الفترة المقبلة فهو جيد جداً فى اختيار اعماله وادوارة كما انه دائماً ما يضع بصمتة فى اى عمل يشارك فيه.
-” امينه خليل ” : استطاعت تقديم دور الفتاه التى تعانى من الصم والبكم بشكل رائع جداً سواء على مستوى الانفعالات او ردود افعالها ضمن احداث العمل وهذا الدور بالاخص سوف يفرق كثيراً فى مسيرتها الفنية.
-” احمد الفيشاوى “، ” محمود حجازى “، “محمد ممدوح “، “محمد لطفى “، “جيهان خليل ” ضيوف شرف الفيلم الذين كان لهم ظهور مميز وكلاً منهم قام بدور جيد ضمن الاحداث.
الاخراج :
-الفيلم من إخراج المخرج العراقى ” ياسر الياسرى ” والمعروف ببصمته فى اخراج الكليبات كما انه حاز على جائزة افضل مخرج ثلاث مرات ويعتبر فيلم 122 هو اول فيلم مصرى من اخراجة، لم يكن الإخراج مميزاً عن اى فيلم اخر وتعتبر هذه النقطة من سلبيات العمل .
– فى المجمل لا اريد ان اقول ان فيلم 122 اخذ ضجة و (شو تسويقى) اكبر من حجمه لان هذا احد أساليب التسويق المعروفة فى شتى المجالات وليست فى السنيما فقط ولكن حقيقتاً الفيلم يستحق الدعم والاشادة لظهورة بهذا الشكل فى السنيما المصرية فتقريباً لم يتم صنع فيلم تشويقى يحوى عنصر الرعب النفسى فى السنيما الحديثة.
– كما اننى دائماً اؤمن بأن لا يوجد عمل لا يحتوى على سلبيات او مشاكل تخص عناصر العمل ولكن يوجد دائماً عناصر ايجابية تغطى تلك السلبيات وتجعلها كأنها لم تكن وهذا ما حدث في فيلم 122 فحتى مع وجود ثغرات طفيفة استطاع العمل ككل تغطيتها وامتاع المشاهد بالفيلم من بدايتة لنهايتة وتوقيع صناع العمل لاسمائهم فى فيلم من افضل افلام التشويق فى السنيما المصرية.