“أنا أحلامي بتتحقق زي أبويا بالظبط”
“ساعات بنضطر نعمل غلطة صغيرة علشان نصلح بيها غلطات كبيرة”
نوع الفيلم : دراما – جريمة – تشويق
إنتاج سنة : 2018
بطولة : اسر ياسين – منه شلبى – ماجد الكدوانى – محمد ممدوح
تأليف : احمد مراد
إخراج : مروان حامد
( لا يوجد حرق لأحداث الفيلم )
مراجعة فيلم تراب الماس
قصة فيلم تراب الماس:
تدور الاحداث حول “طه” شاب يعمل فى صيدلية كمندوب ويراعى ابيه القعيد، تنقلب حياته رأساً على عقب بعد حدوث جريمة قتل فى حياته يكتشف على اثرها الكثير من المفاجأت فى حياته وحياه ابيه .
الاحداث والحبكة :
-الاحداث مقتبسة عن الرواية التى تحمل نفس الاسم للكاتب ” احمد مراد ” مع تغيير بسيط فى الاحداث ليناسب تحويلة لفيلم سينمائى، ولا يشترط قراءة الرواية لفهم الفيلم.
-لا اعلم من اين ابدأ فى الحديث حيث ان هناك الكثير من العناصر التى اريد التحدث عنها بداية من الفلاش باك فى الفيلم الذى وجدت فيه الإبتكار الملحوظ فى طريقة السرد، مروراً بالاخراج الرائع والتوظيف الممتاز لكل عنصر بالفيلم سواء الممثلين او الاحداث والصراعات النفسية التى تمر بها شخصيات الفيلم.
-برغم ان مدة الفيلم حوالى ساعتين ونصف إلا انك لن تشعر بالملل ابداً فحتى الحورات بين الشخصيات وبعضها تحوى عمقاً تشويقياً، كما انك هنا لا تنتظر نهاية قصة البطل وكيف ستكون بل انك تنتظر نهاية صراعات بين شخصيات كلاً منهم تبنى قاعدة وإقتنع بها وبدأ فى تطبيقها على المجتمع.
-ناقش الفيلم عدة قضايا فى المجتمع ضمن الاحداث بطريقة غير مباشرة حتى لا تؤثر على خط سير الاحداث الرئيسى.
-اعجبنى كثيراً الجزء الخاص بسرد ما حدث فى الماضى حيث تم تناولها بطريقة تقرب كثيراً للواقع كما انه فسر الكثير من احداث الحاضر دون الغموض المبالغ فيه.
-تناول ايضاً الفيلم ثلاث فترات زمنية فى عام 1952بدأت منذ رحيل الملك “فاروق” مروراً بتنحى الرئيس ” محمد نجيب ” وكيف عانت مصر بعدها وكيف اثرت فى احداث الفيلم والشخصيات.
-يعيب الاحداث الاعتماد على الصدف فى القليل من المشاهد قد تكون عابره وصغيره مقارنة بقوة العمل ككل.
اداء ممثلين :
-” اسر ياسين ” : قدم اداءً جيداً برغم تخوفى الشخصى من استطاعتة على تقديم الدور والشخصية ولكنه خيب ظنى واستطاع تقديم دوره وتقمصة ببراعة وظهر ذلك فى عدة مشاهد بالفيلم ما بين التوتر والخوف والشجاعة التى تطلبتها الشخصية لقيامها ببعض الافعال بالاحداث، تجسيد التحول فى شخصية “طه” بعد الحادثة كان العنصر الافضل فى اداءه، كما اننى ارى الشخصية هى التجسيد الافضل “لأسر ياسين” وبداية مسيرة اخرى فى حياته الفنية.
-” منه شلبى ” : مازلت موقن ان هناك الكثير لتلك المبدعة التى ابدعت و اظهرت ابداعها قبلاً فى فيلم “نوارة” كما فعلت فى هذا الفيلم وتلك الشخصية بالاخص فقد اخذت الشخصية حقها فى الفيلم على عكس الرواية، وقدمت النجمة “منه شلبى” اداءاً ممتازاً استطاع جذب تعاطف الجمهور مع شخصيتها وتأثرهم بها.
-” ماجد الكدوانى ” : النجم الذى ظهر بقوة فى الفترة الاخيرة فمنذ دوره فى فيلم “هيبتا” وهو يختار ادوارة بعناية شديدة كما استطاع ان يجسد شر شخصية “العقيد وليد سلطان” ببراعة شديدة بل ووضع بصمته الكوميديا داخل الشخصية دون المساس بقوتها الفنية.
-” محمد ممدوح ” : الظهور الافضل ضمن شخصيات الفيلم، كما اننى لا استطيع ان انكر التوتر الذى اصاب الجمهور عند ظهورة بالعمل فقد قدم شخصية “السيرفس” بطريقة مخيفة للغاية ومقاربة للواقع الذى نراه فى شوارعنا ولا استطيع ان انكر استمتاعى باداءة الممتاز فى المشاهد التى يظهر بها خلال احداث العمل.
-” إياد نصار ” : برغم ان دوره لم يكن كبيراً ولكن تأثيره الفنى كان واضحاً فى شخصية “شريف مراد” .
-باقى طاقم العمل قدم اداءً جيداً وعلى رأسهم الفنان الكبير “عزت العلايلى” والفنان “احمد كمال” والنجم “بيومى فؤاد” والنجمة “صابرين” و”شيرين رضا” .
احمد مراد
-“احمد مراد ” هو كلمة سر العمل فكيف تخاطب الجمهور نفسياً وعقلياً دون ان يتواجد ” احمد مراد” ! .. الكاتب المتميز الذى يجتهد لكى يخرج لنا اعمال وروايات تخاطب النفس البشرية قبل ان تخاطب العقول، يكمن ابداع ” مراد ” فى رسم الشخصيات ودوافعها ومشاعرها و التى يتم ترجمتها الى احداث وصراعات نفسية تجعلك تعيش حياه البطل بتفاصيلها فتفكر معه .. تحاول ان تجد المخرج معه .. تعيش ظروفة وتأخذ القرار معه. !
-رؤية “احمد مراد ” السينمائية فى تطور ملحوظ منذ فيلم “الفيل الازرق” مروراً بفيلم “الاصليين” واخيراً بفيلم “تراب الماس” فبرغم اننى استمتعت اكثر بفيلم “الفيل الازرق” لعشقى للرواية إلا اننى لا استطيع ان انكر ان “تراب الماس” كان اكثر تماسكاً من حيث السيناريو والرابط الدرامى.
مراجعة فيلم الفيل الازرق 2 – محدش بيهرب من مصيره
-الخيال الخصب الذى يتميز به “مراد” من اهم النقاط التى جعلت فيلمى “الفيل الازرق” و “تراب الماس” من اهم وافضل افلام السنيما المصرية واعتقد انه لم يتبقى الكثير على الوصول للسنيما العالمية.
الموسيقى التصويرية :
-الموسيقى تعتبر من ابطال الفيلم للمبدع ” هشام نزيه ” الذى يتميز بموسيقاه التصويرية الاكثر من رائعة والتى استمتعنا بها فى الكثير من الافلام ” الفيل الازرق – الاصليين – ولاد رزق – الخلية – هيبتا – إكس لارج – تيتو ” حيث استطاعت الموسيقى ان تدخلك داخل اجواء الفيلم لتتعايش مع الشخصيات والاحداث .. تشعر بالتوتر فى مشاهد وتشعر بالاتزان والراحة المؤقتة فى مشاهد إخرى.
التصوير :
-كادرات التصوير تكاد تكون من افضل كادرات التصوير التى شهدتها السنيما منذ زمن فقد اضفت للفيلم الكثير من واقعية الاحداث كما انها اظهرت الجمال الخفى لاجواء القاهرة واخص بالذكر منطقة “الحسين” ومنطقة “وسط البلد”.
الاخراج :
– المبدع والرائع “مروان حامد” المجتهد الذى يثبت فى كل فيلم من إخراجة اننا نقترب بشدة من السنيما العالمية.
-سيطرة “مروان حامد” على كل عناصر العمل وقوتة فى تحريك كل العناصر لتخدم بعضها من افضل ما شاهدت فقد استطاع دمج عناصر العمل كلها حتى انك فى المشهد الواحد بالفيلم سوف ترى ( اداءً قوياً, موسيقى تصف المشهد, زاوية تصوير تجعلك داخل المشهد ) من الصعب تحقيق تلك المعادلة إلا مع مخرج ذو قوى فنية ورؤية شاملة لتخرج لنا العمل بهذا الشكل المبهر.
– إخراج “مروان حامد” ورؤية “احمد مراد” وموسيقى “هشام نزيه” إخرجت لنا مشاهد ولوحات فنية تسطير على المشاعر وتجعل العقل فى حالة شرود ذهنى طوال احداث الفيلم فوجود الكم الهائل من التفاصيل الرائعة داخل الاحداث سوف تجبرك على مشاهدة الفيلم عده مرات لتستمتع بها.
فى المجمل لا يمكن مقارنة الفيلم بالرواية لان كلاً منهم ذو رؤية مختلفة حتى لو كانوا لنفس الكاتب فالرواية تعتمد على خيال القارئ الذى لا حدود له بينما الفيلم يقدم اداءً فنياً لتتم مشاهدته على ارض الواقع.
كما ان الفيلم استطاع ان يحقق المتعة السينمائية والتشويقية معاً كما انه يخدم المشاهد الذى يبحث عن عمل فنى قوى ضمن افلام عيد الاضحى بل وضمن الافلام المصرية فى العموم.