قصة فيلم الفلوس تدور حول “سيف” النصاب الذي ينوي الاستقرار والابتعاد عن حياة النصب ولكنه يتدخل في عملية نصب اخيره لمساعدة فتاه تعرضت لعملية نصب من شخص آخر.
مراجعة فيلم الفلوس
– عندما صدر الإعلان الأول للفيلم أصبحت من المنتظرين لعرضه لكي ارى ما يقدمه الفنان ” تامر حسني” و المبدع “خالد الصاوي” معاً فقد نجح تامر مسبقاً فى تقديم عدة أعمال مختلفة القصص برغم من ضعفها على المستوى الفني إلا أننا لا ننكر نجاحها على مستوى الكوميديا .. كما أن وجود المبدع “خالد الصاوي” علامة على نجاح الفيلم خصوصاً أن دوره سيكون اساسي ومختلف عن مشاركته في فيلم “خيال مآته”.
-تم تصنيف الفيلم كفيلم تشويقي وقد كان بالفعل فمنذ بداية الفيلم حتى نهايته سوف تشعر انك فى دائرة من الخدع و التويستات قد تشعر كــ مشاهد ببعضها أو تتوقعها ولكن كمجمل سينجح الفيلم فى خداعك، و برغم من أن نجاح الفيلم في عنصر الخدعه ولكنه لم يكن جيداً على مستوى السيناريو والشخصيات فقد كانت كتابة الشخصيات غير متكاملة واتضح ذلك في الكثير من المشاهد بالاخص لقاء الشخصيات ببعضها و تقديمها فقد تعاني كـ مشاهد من عدم فهم دوافع بعض الشخصيات أو ماضيها المتعلق بأفعالها.
وعلى ذلك فقد كان السيناريو هو الحلقة الأضعف ضمن عناصر الفيلم وقد أدى ذلك إلى تفكك بعض عناصر الحبكة وعدم ايضاح بعض أفعال الشخصيات.
– برغم من ان الفيلم لم تسيطر عليه الكوميديا كالمعتاد من افلام الفنان “تامر حسني” ولكن تواجد النجم “محمد سلام” وكيمياء “تامر حسني” و “خالد الصاوي” أوجدت كوميديا جيدة برغم من احتواء بعضها على إيحاءات ولكنها لم تكن مبتذلة او موضوعة بما لا يناسب المشهد وبالاخص كوميديا “محمد سلام” الذي اعترف أنه من الاقلاء الذين ينجحون دائماً في انتزاع البسمة من على وجهي !
– فيلم “الفلوس” ليس فيلماً رومانسياً بل هو خليط ما بين التشويق والاثارة وقد حاول القائمون على الفيلم اضافة جانب فلسفي كما ظهر في إعلان الفيلم ضمن الحوارات التي كانت تحدث بين الشخصيات وبعضها ولكنها لم تكن موفقة الي حد ما لكثرتها فقد ناقش الفيلم علاقة صديقين مقربين “تامر والصاوي” من جانب اختلافهم فى وجهات النظر ومن جانب الصداقة والعمر الذي جمعهم كما ناقش علاقة حب بين “تامر و زينة” ولكنها لم تكن متكامله بل كان ينقصها عنصر طوال احداث الفيلم.
– أداء “تامر حسني” فى تطور ملحوظ سبق وذكرته فى مراجعتي لفيلمه السابق ومازال هذا التطور مستمراً فقد نجح في تقديم شخصية النصاب سواء خلال الاحداث او امامك المشاهد، ولكنه يحتاج إلى العمل على انفعالاته التي تظهر على الشاشة حتى يقدم أداءه بشكل متكامل.
“خالد الصاوي” متميز كعادته فبرغم من تقديمه لدور مشابه في فيلم “ولاد رزق ٢” ولكنك ستشعر أن كلا الشخصيتين مختلفتين ويرجع ذلك الي تقمص الدور الذي يتميز به النجم “خالد الصاوي”في تقديمه للادوار وقد كانت الكيمياء بينه وبين “تامر حسني” من افضل ما تم تقديمه في الفيلم.
خالد الصاوي ..ممثل انتزع ما يستحقه بنفسه
“زينة” كانت الأنسب في دور الفتاه الثرية التي تتصف بالسذاجة وقد استطاعت توظيف إمكانياتها جيداً.
“محمد سلام” من وجهة نظري انه الافضل ضمن أبناء جيله لأنه يستطيع دائماً الاعتماد على كوميديا الموقف ذلك الأمر الذي يفتقر إليه معظم نجوم الكوميديا حالياً، وقد قدم دوراً كوميدياً خفيفاً وممتازاً ضمن أحداث الفيلم.
“عائشة بن أحمد” مازلت في تطور ملحوظ منذ ظهورها وحتى الآن برغم من ان دورها لم يكن كبيراً ولكنها قدمته بشكل جيد.
– كادرات التصوير من افضل ما تم تقديمه فى الفيلم خصوصاً إستخدام زاوية التصوير المختلفة للمشهد الواحد لإلتقاط ردود الأفعال لعدة اشخاص في نفس الوقت وهو امراً جديداً على السينما المصرية.
– جاء الإخراج الذي قدمه المخرج اللبناني “سعيد الماروق” بمثابة المنقذ فقد استطاع المخرج توظيف السيناريو الضعيف وترجمته بشكل أفضل من كتابة السيناريو نفسه واستطاع استغلال كل عناصر الفيلم في تقديم تويستات جيدة و مشاهد فلاش باك قدمت بسرد متميز.
فيلم “الفلوس” فيلماً ممتعاً يعتمد على التشويق والالتواءات الجيدة ولكنه يستند على سيناريو ضعيف كان من الممكن ان يكون افضل لو تم معالجتها بشكل أكثر حبكة، يمكننا أن نقول بأن الإخراج عالج نوعاً ما هذا القصور كما أن وجود التواءات قُدمت بشكل جيد من ناحية الاداء والاخراج هو ما يجعلني أقول بأن الفيلم جيداً ليس ممتازاً ولكنه جيد وقد يُشبع عنصر المتعة والتشويق لدى الجمهور.