قبل الحديث عن ترشيحات أوسكار 2022 ، يمكن القول بأنه بالرغم من إقامتها لحقل تسليم جوائز العام الماضي عن أفلام 2020 ، الإ أن أجواء الأوسكار كانت غائبة فعلياً نظراً لما آلت إليه ظروف تفسي وباء “كورونا المستجد” وفتور الإصدارات السينمائية المنافسة علي الجائزة الأهم في صناعة السينما، ولكن بحلول عام 2021 عادت الأمور إلي ما كانت عليه في السابق وسيستقبل الجهمهور في السابع والعشرين من مارس القادم الحفل الكبير برعاية مضيفٍ له كما جرت العادة حتي عام 2018 ، وبروزنامة من المرشحين هوليودياً أو حتي أجنبياً من البلدان الأُخر.
وكعادة أية حفلٍ للأوسكار ، تشهد ترشيحات أوسكار 2022 الكثير من المفاجئات سواءاً كانوا مرشحين لم يكن هناك حديثٍ عنهم منذ بداية موسم الجوائز أواخر عام 2021 ، أو مرشحين مستغربٌ تماماً دخولهم دائرة الترشحيات ولم يكونوا ضمن باقة الأعمال المفضلة في 2021 ، ولهذا فيما يلي نستعرض وإياكم أبرز ما جاء في ترشيحات أوسكار 2022 وإبداء بعض الآراء فيهم.
قراءة في نتائج حفل الأوسكار 2021 – ختام مثالي للحفل ومرضي للجماهير
قراءة في ترشيحات أوسكار 2022
بداية الحديث ستكون عن قائمة أفضل فيلم التي شهدت تواجد لمرشح دولة اليابان في الأوسكار “Drive My Car” الذي أخذ مكان أحد أبرز من كانوا مرشحين وهو فيلم “Tick Tick Boom” بما يرجح إمكانية تحقيقه للفوز نظراً لذلك التقدير الكبير الذي ناله الفيلم علي مستوي الترشيحات والمقدر ب4 ترشيحات من ذوي العيار الثقيل كالإخراج والسيناريو والفيلم الناطق بلغة أجنبية ، فمن وجهة نظر شخصية الجدير بالترشح كان فيلم “The Worst Person in the World” للمخرج “خواكيم ترير” ولعدة أسباب.
مراجعة فيلم drive my car – لمحات درامية عن معاني كثيرة بالحياة
منها أن هذا العمل أحدث تأثيراً كبيرا علي المشاهدين بتجربته الإنسانية المعقدة و الطريقة السردية التي طرحت من خلالها أفكار الفيلم و كانت جيدة للغاية ساهمت في إرتباط المشاهدين بالعمل وبالشخصية الأساسية، بالإضافة إلي المدة الزمنية التي كانت كافية لتقديم الكثير من التفاصيل وتقسيم الفيلم لمراحل وفصول متساوية في الأهمية.
علي الجانب الأخر ولكي لا يُفهم الكلام بطريقةٍ خطأ فإن فيلم “Drive My Car” جيد ومحكم درامياً لكنه يعاني من المط والتطويل وإبتعاده في كثير من الأونة عن هدفه المنشود، فكان من الأولي ترشح “The Worst Person in the World” لأفضل فيلم بدلاً من “Drive my car”، ولكن ربما ترشيح الأول لجائزة السيناريو وأفضل فيلم عالمي ساهمت في الحد من إنتقاد الأكاديمية علي ما فعلته هنا بعض الشئ.
ولكن ما لا يمكن التغافل عنه هنا في ترشيحات أوسكار 2022 هو عدم ترشح المخرج “دينيي فيلنوف” عن فيلم “Dune” لجائزة الإخراج بالرغم من ترشح الفيلم ل10 جوائز كاملة كثاني فيلم تم ترشيحه للجوائز بعد “The Power of the Dog” ، هل من المنطقي ترشح كل الفيلم لعديد الجوائز التقنية وترك ترشيح الإخراج يحوذ علي “ريوسوكي هاماجوتشي” مخرج فيلم “Drive my Car” الملئ بالمط والتطويل، سقطة كبيرة من الأكاديمية ومثيرة للضحك أن جاز ذكر ذلك.
بالحديث عن فئات التمثيل فهناك أيضاً بعض المفاجئات التي تتفاوت بين المستحق والمثير للغرابة، منها ترشح “خافيير بارديم” في “Being The Ricardos” علي حساب “بيتر دينكلايج” في “Cyrano” الذي كان الأجدر بالترشح، وظهور “جي كي سيمونز” و”جيسي بليمونز” في ترشيحات الممثل المساعد الذان لم يقدما أفضل أدوارهما ،بالإضافة إلي تواجد “جودي دينش” علي حساب “كاتريونا بالف” من نفس الفيلم “Belfast” والذي يعتبر مستحقاً لا إشكال فيه ، وكذلك “جيسي باكلي” من فيلم “The Lost Daughter” الذي يعتبر أجمل مفاجئة في ترشيحات أوسكار 2022 بكل تأكيد.
أيضاً كان من المثير للغرابة غياب فيلم “The French Dispatch” عن التواجد بالترشيحات علي الرغم من إسهامات المخرج “ويس أندرسون” التقنية بالعمل، حتي أبرز ترشيحٍ تحدث عنه خبراء الأفلام كان أفضل موسيقي تصويرية، ولم ينال ذلك الترشيح نهائياً ، حتي ولو كان لم يكن مضمون فوزه نظراً لتواجد “هانز زيمر” المرشح الأجدر بالفوز عن موسيقي فيلم “Dune”.
كذلك الأمر بالنسبة لفيلم “Don’t Look Up” الذي من الغريب نال ترشيح أفضل مونتاج علي الرغم من أنه لا يوجد أية إسهاماتٍ هذه المرة من المخرج “آدم ماكاي” عكس أفلامه السابقة التي كانت تتنقل بين صور الواقع ومواقف السيناريو نفسه، ولكن علي النقيض نجد تواجد فيلم “Free Guy” بترشيحات المؤثرات البصرية والمستحقة بلا شك لهذا العمل الذي يعد من أفضل أفلام الموسم الماضي.
في الختام، يمكن تلخيص ما سبق بأنه كما لم نعرف توقع ترشيحات أوسكار 2022 بصورةٍ كاملة، ربما يشهد الحفل ذاته الكثير من المفاجئات نتمني أن لا تسود كافة الترشيحات وأن تكون منطقية هذا هو الأمر الأهم بلا تدخل للإعتبارات السياسية أو العرقية أو ما شابههما كما كان الحال في سابق مواعيد الأوسكار.
