عندما تجد عملاً يجمع بين خواكين فينكس ،جيك جيلينهال ،جون سى رايلى و الرائع ريز أحمد فماذا يمكن أن تتوقع غير فيلم مميز ربما نعود إليه بعد سنوات و نقول “هذا هو الفيلم الذى اجتمع به كل هؤلاء” كما ننظر إلى الأفلام التى جمعت بين عمالقة السينما بعصورها السابقة .
القصة:
قصة فيلم The Sisters Brothers تدور حول الأخوين تشارليز و إيلاى سيستيرز ؛ القاتلان المحترفان و المكلفان بمهمة قتل شخص يدعى وارم ؛ على الناحية الأخرى فقد استأجر رب عملهم محققاً يدعى جون موريس للبحث عن مكان وارم و تحديده للإخوة سيستيرز للوصول إليه و قتله و لكن تتعقد الأمور وسط بعض المفاجآت و التحولات و تنطلق الأحداث .
https://www.youtube.com/watch?v=3OwvqKwTKmE
سيناريو فيلم The Sisters Brothers :
– سيناريو الفيلم يسير على خطين ؛ الأول هو خط الأخوين سيسترز و الثانى هو خط جون موريس و تكوين علاقته مع وارم ليسير بإنسيابية تامة بكلا الخطين على التوازى دون أن يسبق أحدهم الآخر .
– على جانب الأخوين ؛ فقد تم تقديم مهاراتهم المتميزة فى القتل من خلال مشهد البداية فى الفيلم و الذى كان متميزاً بالمناسبة على مستوى الإخراج و الإضاءة على وجه التحديد ، ثم انطلقت الأحداث بتلقيهم مهمة الوصول لوارم لنشهد مغامراتهم للوصول إليه و البحث عنه ، مغامرات كانت مليئة بالدموية و المشاعر و الكوميديا أيضاً بمختلف أنواعها .
– على جانب جون موريس و هيرمان وارم ؛ فننطلق مع جون موريس فى تحقيقه و بحثه عن وارم و تكوين علاقة معه ليسير الخط بكل سلالة حتى يحدث التواء مفاجئ يؤدى لتغيير توجهات الشخصيتين .
– يُحسب للسيناريو البناء الرائع للشخصيات و التى نستكشفها شيئاً فشيئاً مع توالى الأحداث حتى نفهم دخائلها بالكامل ، كذلك توصيل مدى قوة العلاقة بين الأخوين و ارتباطهم ببعضهم من خلال مواقف متتالية و تجسيد ممتاز من كل من رايلى و فينكس .
– الحوار كان ممتاز خاصة على مستوى إرساء الجوانب الدرامية لكل شخصية و توضيح خلفيتها و ماضيها و ذلك إنطلاقاً من قرار الفيلم بالإستغناء التام عن أى مشاهد ” فلاش باك ” و الإعتماد على الحوار فقط .
الشخصيات و الأداء التمثيلى :
خواكين فينكس :
تشارلز سيستر ؛ الأخ الأصغر ،الأكثر تهوراً ،الأكثر دموية ، مدمن الخمر و صاحب القرار ؛ صفات جسدها خواكين بشكل ممتاز كما يجب أن تكون طوال الفيلم و ذلك مع إضافة أبعاد علاقته مع أخيه الأكبر إيلاى .
لابد من الإشادة أيضاً بتجسيد خواكين لتحول يعتبر بالغ الحدة على مستوى الكتابة و لكن فينكس استطاع بتجسيده فقط أن يجعله شئ طبيعى ممكن للحدوث.
جون رايلى :
إيلى سيستر ؛ الأخ الأكبر الأكثر طيبة و الحامى لأخيه من تهوره و سكره و طيشه أغلب الأحيان ، الراغب دائماً فى التقاعد و بدء حياة جديدة نظيفة بعيداً عن تلويث يديه بالدماء .
للمفاجأة و وسط هذا الحشد من النجوم المتألقين ؛ كان رايلى صاحب أفضل أداء فى الفيلم و بلا منافس و ذلك يرجع لسببين :
– الأول كان بسبب شخصيته و تكوينها و أبعادها العاطفية بالغة التعدد و التناقض رغم ترابطها ؛ و استطاع رايلى تجسيدها كلها و بامتياز دون الشعور بوجود أى تناقض بين كونه قاتل محترف و كونه لديه مثل هذه المشاعر التى يمكن وصف بعضها بأنه بالغ الرقة .
– الثانى يرجع للمساحة الكبيرة المخصصة لشخصيته على الشاشة و حصوله على عدد أكبر من الدقائق .
ريز أحمد :
هيرمان وارم ؛ عالم الكيمياء الذى يكتشف تركيبة يمكنها إظهار الذهب أينما كان و جعله يلمع فى وقت كانت عمليات الإستخراج فيه بدائية جداً ، ليتهافت عليه القتلة المأجورين و المحققين محاولين الإمساك به و لإعطاءهم التركيبة .
أداء متميز من ريز أحمد فى شخصية طيبة هذه المرة كما اعتدناه بعد إخفاق فيلم Venom فى إظهار قدراته ؛ شخصية لها طموحاتها فى بناء مجتمع حضارى مثالى من خلال تركيبته التى اخترعها و تجلى أداء ريز أحمد فى مشاهد حديثه عن تلك الأحلام و مدى إيمانه بإمكانية تحقيقها .
جيك جيلينهال :
جون موريس ؛ شخصية المحقق الخاص الذى يبحث عن الأشخاص ليتم قتلهم او القبض عليهم؛ شخصية يؤثر ماضيها على أفعالها و ذلك يدفعها لتحول كبير هى الأخرى .
أداء جيد جداً من جيك بدون مشاكل و تجسيد ممتاز لمشاهد حديثه عن ماضيه أو تجسيد تطور علاقته مع وارم .
الإخراج :
أخرج لنا الفيلم Jacques Audiard و قدم لنا تحفة فنية بكل تأكيد على كل المستويات .
إنصباب إهتمام المخرج الكامل على جعل التجربة ممتعة فى المقام الأول جعله يستخدم كل ما يمكن إستخدامه من أدوات و وسائل لجعل ذلك ممكن و أهم هذه الوسائل :
– تقديم مشاهد أكشن جيدة جدا و مختلفة عن المعتاد لتأخذ طريقة الغرب الأمريكى فى تبادل إطلاق النيران مع لمحات خفيفة من الدموية .
– تقديم الكوميديا بمختلف أنواعها فمنها الكوميديا السوداء و منها كوميديا هزلية إلى أقصى درجة و الحقيقة أنى توقعت حضور الكوميديا من التريلر الخاص بالفيلم لكن لم أتوقع أن تكون بهذه الكفاءة أو الكثافة .
– تقديم خطوط درامية قوية و خلفيات للشخصيات فتحت المجال للإبداع على مستوى التجسيد و التعبير للجميع و بالأخص جون رايلى .
– إستخدام ممتاز للإضاءة فى كل المشاهد ، و مبدع فى مشاهد أخرى ؛ مما ساعد على إعطاء المشاهد تجربة بصرية رائعة اهتمت بالتركيز على وجوه الشخصيات مع الضبط الرائع للألوان بكل مشهد و استخدام جميل للطبيعة فى تلك الكادرات .
الخلاصة :
الفيلم تجربة ساحرة بصرياً و ممتعة بكل الأشكال مما يجعله مناسباً لأغلب الأذواق المختلفة و ذلك جعله أحد أفضل أفلام سنته .
تقييم الفيلم هو 9/10 .