في بداية مراجعة فيلم Godzilla vs. Kong لا بد من ذكر أنه هناك قناعةٍ تامة بأن فيلم Godzilla vs. Kong هو تصرفٍ مثالي من أجل تعويض إخفاق الجزء السابق “godzilla king of the monsters” الذي كان يعد فوضي سينمائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والملئ بالعديد من المهاترات الحوارية التي كلفت الفيلم الكثير علي المستوي النقدي والجماهيري، وكلفت أيضاً خزائن “وارنر بروس” ملايين الدولارات وفي النهاية لم يغطي الفيلم حتي تكاليف إنتاجه من الأساس.
الأمر هُنا إعتمد علي شقين إثنين من أجل إنهاء سلسلة الوحوش السينمائية “Monsterverse” بشكلٍ مثالي حتي العودة مستقبلاً بعد حين، أولاً هو نجاح فيلم “Kong Skull Island” وتقديم شخصية الغوريلا “كونج” بطريقةٍ مغايرة عن النسخ السابقة وأبرزها فيلم المخرج “بيتر جاكسون” عام 2005، والأخر هي شعبية “جودزيلا” عند شريحةٍ عريضة من محبي وحوش “الكايجو” الشهيرة والقابلية التي حظي بها فيلم “Godzilla” إنتاج عام 2014 ونجاحه في إعادة الوحش “جودزيلا” إلي الشاشة من جديد.
نرشح لك ايضاً اقوي و اهم افلام الوحوش بهوليوود
مراجعة فيلم Godzilla vs. Kong
ليمتزج العنصرين معاً ويقدم في فيلم Godzilla vs. Kong نزالاً من النزالات التي لا يمكن أن يضاهيها في الشراسة والحمية القتاليىة ما نشاهده من مبارياتٍ تدور داخل حلابات المصارعة الحرة والملاكمة وما شابههما، هو صراعٌ بين الوحوش الغير مروضة التي لا ينعكس غضبها العارم سوي من خلال قبضاتها الضخمة القوية أو نيرانها العتيدة الحاصدة لكافة معالم الحياة، ولكن الأهم من ذلك أنه نزاعٌ محببً مشاهدته سينمائياً لا يمكن التقليل من الإسراع في عملية تنفيذه من قبل الخبراء في السينما ومحلليلها وعشاقها.
والوقت الحالي هو الأنسب من أجل القيام بعمل هذا الفيلم علي أكمل وجه في ظل أيضاً التقدم التكنولوجي والتطور الكبير في عمليات المؤثرات والخدع البصرية التي تنوعت أساليبها وآليات تنفيذها بعديد السبل الممكنة، كل هذا وذاك نجح فعلياً في إنهاء سلسلة “Monsterverse” أو عالم الوحوش السينمائية التابعة لشركة “ليجندري” بالشكل الأمثل الذي يمحو الأخطاء السابقة، ويقدم للجماهير في البيوت أو داخل صالات السينما وجبةً سينمائية دسمة زاخرة بالإثارة والتشويق في مراحلها القتالية حامية الوطيس والمشتعلة كالنيران الموقدة بين كبيري وحوش “التايتنز” العملاقة.
قصة فيلم Godzilla vs. Kong
تدور أحداث فيلم Godzilla vs. Kong عن المحاولات من أجل إيجاد الموطن الأصلي للغوريلا “كونج” في الوقت الذي يهدد فيه “جودزيلا” سلامة البشرية في العالم أجمع ولا يترك ورائه سوي الخراب والدمار، أمورٍ كثيرة مهدت للقتالات المنتظرة بين “جودزيلا” و”كونج” في الوقت الذي يكتشف فيه أحد الأسرار الدفينة في باطن الأرض ربما تكون سبباً في إيقاف زحف “جودزيلا” المسبب للهلاك أينما حط رحاله بها.
تمكن سيناريو الفيلم من تصحيح أخطاء الجزء السابق عن طريق فرض حالةٍ من التوازن بين خطوط الأحداث المتعلقة بشخصيات الفيلم وقراراتهم التي يتخذونها حينها وبين ما ينتظره المشاهدون من معارك وقتالاتٍ شرسة بين “جودزيلا” و”كونج”، والأهم من ذلك تسخير تلك التفاصيل بما يمهد بشكلٍ سليم لتلك اللحظات الكبري وأن لا تكون مقحمة داخل أحداث الفيلم دون سببٍ يذكر ولمجرد الجمع بين الوحشين فقط دون تبريرٍ لمسببات حدوث ذلك.
التمهيد جاء خصيصاُ في البدايات بطريقةٍ مبسطة خصوصاُ مع إدراج بعض العناصر الجديدة كمنظمة “إيبكس” وما تهدف إليه من أجل إيقاف خطورة “جودزيلا”، حتي حينما تمضي الأحداث في جبهتين لما يتحدا سوي في النهاية، حافظ الفيلم علي إيقاعه التصاعدي المتسارع وعدم المبالغة الحوارية في شرح التفاصيل المتعلقة بالقصة، بل كل هناك سماحيةٌ أيضاً لبضعة لحظات درامية لم تكن بالكثيرة، ولكنها أضفت حساً عاطفياً علي الفيلم لم يتم تقديمه من قبل في الأفلام السابقة.
علي ذكر النقطة السابقة، يسهل علي المشاهد في الفيلم أن يحدد موقفه من التحيز ل”جودزيلا” أو ل”كونج”، تكرار التسلسلات الدرامية التي كانت بطلتها الطفلة “جا” كانت العنصر الأساسي في التأثر ب”كونج” خصيصاُ وكيف أنه يرغب بالعودة إلي موطنه دون إثارةٍ للمتاعب أو الاشتباك مع أحد، ولهذا يعتبر ذلك من أهم علامات الفيلم الإيجابية التي أخذت حيزها المناسب في القصة، وتسببت في جعل الفيلم أفضل من سابقيه نتيجةً لما سابق ولما سيتم ذكره في الفقرات التالية.
إخراجياً، نجح “أدم وينجارد” في تقوية الجانب الملحمي من الفيلم المتمثل في المعارك الطاحنة “جودزيلا” و”كونج” ، يأتي ذلك في صورة الإختيار الصحيح لكادرات التصوير المتمثلة في اعتماد اللقطات المتوسطة من أجل وضوح نطاق الحدث المكاني وما يحدث في القتال نفسه، والقليل من اللقطات القريبة التي تكشف ملامح الغضب والوحشية عند الإثنين، المثير للإعجاب أيضاً هو اللجوء للتعدد الزمني في القتال من حيث كونه يدور ليلاً أو نهاراً أو بحرياً أو برياً.
وجميعهم جاءوا علي قدرٍ كبير من التميز البصري والتقني، وخصوصاُ الأخير الذي جري تصميم “الكروما” أو خلفية الأحداث كما جرت العادة في المدن الكبرى والساحلية منها أيضاً وكذلك في الأحراش البرية التي قدمت سابقاً في فيلم “كونج” السابق، ولهذا من المتوقع أن ينال الفيلم في الأوسكار القادمة ترشيحاُ مستحقاً عن المؤثرات البصرية التي توجت الفيلم مع العناصر السابقة بتقييماتٍ إيجابية مستحقة بلا شك.
يمتلك فيلم Godzilla vs. Kong عديد الشخصيات وعديد النجوم مثل “ألكساندر سكارسجارد” و”ريبيكا هال” العائدة بعد غياب و”إيزا جونزاليس” و”داميان بيشير”، ولكنهم لن يحظوا بالثناء الذي تستحقوه عن جدارة الطفلة الصغيرة “كايلي هوتيل” في دور “جا” التي كانت تتواصل مع “كونج” عاطفياً، حيث كانت السبب الأساسي في قوة العنصر الدرامي بالفيلم خصوصاُ في إتقانها للمشاعر الحزينة أو القلقة علي “كونج” الذي يواجه خطراً كبيراً متمثلاُ في “جودزيلا” والطامعين في حيازة قوة موطنه الأصلي “الأرض المجوفة”، فهي تعتبر الوحيدة التي تستحق الإشادة علي بساطة التجسيد والحس الإنساني الكبير التي تتمتع به.
في النهاية، ينجح فيلم Godzilla vs. Kong في إرضاء محبي وعشاق أفلام الوحوش الذين يرغبون بنزالٍ أسطوري بين كبار وحوش “الكايجو” العملاقة، وأيضاً مصالحة من لم يعجبه فيلم godzilla king of the monsters بتحري الصواب في عملية الكتابة القصصية، في إنتظار ما سيحمله المستقبل من أفلام أخر ل”جودزيلا” أو “كونج” أو الوحوش الأخري التي لم تقدم سينمائياً ويمكنها صنع الفارق بجانب هذان الاسمين الأشهر حالياً.