مراجعة فيلم free guy
شتان الفارق والمكانة التي كان عليها “رايان رينولدز” مسبقاً وما صار إليه في الوقت الحالي، ذلك النجم الكندي الذي بات الآن واحداً من ألمع نجوم “هوليوود” وأكثرهم إجتهاداً في تقديم الأفضل بات ينظر إليه علي أنه علامة فارقة مستحدثة في صناعة سينما ممتعة تتوحد عناصرها لتحقيق ذلك وبكل السبل الممكنة.
مراجعة فيلم Deadpool 2 – هل نجح في التفوق علي الجزء الأول؟
لم يتوقف الأمر عند “Deadpool” فحسب والذي أحدث فارقاً كبيراً ل”رينولدز” ليس فقط فنياً بل جماهيرياً وعلي شبكات التواصل الاجتماعي، فقد بات من السهل حصر مجموعة لا بأس بها من الأفلام التي لاقت استحسان الكثيرين بكل تفاصيلها بما فيها اداء “رينولدز” ذاته بعيداً عن ولوجه بزي “ديدبول” الخارق.
في أحدث أفلام أغسطس ٢٠٢١ وهو فيلم free guy، يرتدي “رايان رينولدز” زيه الكوميدي المفضل عنده حاليا ويسجل عودته إصابات السينما بتجربةٍ جديدة ومنعشة ادور العرض تقدم الكثير وبجودة مرتفعة، وأيضاً تهدي حاضريها المتعة المنتظرة التي لن ينساها أحد بمجرد التفرغ من المشاهدة.
قصة فيلم free guy
تدور أحداث فيلم free guy عن “جاي” العامل في أحد البنوك الذي يكتشف فيما بعد أن حياته ليست كما يراها هو، وأنها غير حقيقية تجعله لعبة يتحكم بيها غيره داخل عالمٍ إفتراضي، مما يجعله ذلك عازماً علي مواجهة الخطر المحيط به والتصدي له بمساعدة الفتاة “ميلي راسك”
يتسم سيناريو فيلم free guy بانه دسم للغاية من حيث مزجه للكوميديا بالدراما والأكشن بطريقةٍ متوازنة مصحوبةٍ أيضاً برسالةٍ إنسانية جميلة المعاني مقدمة هي الأخرى بطريقةٍ ذكية ليست بالدخيلة علي أحداثه وسياقه السردي، حيث أنه تم طرحها بطريقةٍ مباشرة وغير مباشرة أيضاً تنعكس بشكلٍ فعلي من خلال تتابع القصة بتفاصيلها وما يُورد بكل مشهدٍ في فيلم free guy، ويبقي الأساس هو المغامرة التي تمت حياكتها ببراعة كي تكون عنوان المتعة والإثارة منذ بداية الفيلم لآخره.
ساهم ذلك في انضباط إيقاع فيلم free guy العام نتيجة إلمام كتاب السيناريو بكيفية خلق الأجواء المرحة التي تسود الفيلم ككل عدا بضعة لحظاتٍ أُخر تُستمد من نوعيات السينما الاخري المعروفة، فلم يكن هناك أية مطٍ وتطويل، بل يوجد تقبلٍ كبير للابتذال الكوميدي الذي أحدث تأثيره الفعال علي المتلقي، وللحركية الموجودة داخل فيلم free guy علي مستوي الاكشن، وذلك كافي بأن يجعل التجربة عامةً متميزة تضاف إلي رصيد السينما الأمريكية الملئ بالأعمال الكوميدية.
إخراجياً، حاول “شون ليفي” بجد أن يخلق الإطار الخارجي للأحداث ومركزها الأساسي ونجح في مسعاه، كأنك عزيزي القارئ في عالم حقيقيٍ يتحول فجأةً إلي مصفوفة إلكترونية أشبه بما يتم تقديمه في ألعاب الفيديو، كما أنه إستطاع من خلال المونتاج في التنقل بسلاسة بين الحقيقة ومحاكات الحاسوب الموازية، وكذلك دمج المؤثرات بالمشاهدة وخروجها في أفضل صورٍ ممكن تحاكي مخيلة المتلقي وتقرب تصورها من تلك يعرفها الجميع عن الألعاب وخلافها، ولذا تعد مجهودات “شون ليفي” إنجازاً مهماً يضاف إلي رصيد فيلم free guy من الإيجابيات.
والتي تمتلك أيضاً أدائات تمثيلية قوية بدايةً من النجم الامع “رايان رينولدز” الذي لم يعد عسيراً عليه الارتجال الكوميدي والتحدث بنبرة هزلية ساخرة تنجح في الوصول للمشاهد ولا تضل طريقها وتتسبب في اضحاكه مراتٍ ومرات، وكذلك الحسناء “جودي كومر” صاحبة اللكنة البريطانية الخالصة التي نجحت في تكوين مباريات تمثيلية رائعة مع “رينولدز” الخبير في مثل تلك النوعية من الافلام بالإضافة إلي الظهور المميز للمخرج النيوزيلندي وصانع الأفلام البارع “تايكا ويتيتي” الذي قدم دور شرير الفيلم بأسلوبٍ فريد ومناسب لطبيعة القصة وتألق بشكلٍ كبير مماثل لابداعته علي الصعيد الفني سواءاً مع “مارفل” أو في مشاريعه الخاصة.
في الختام، لا يمكن أن يفوت أحد فرصة مشاهدة فيلم free guy في السينما نهائياً، فهو بكل تأكيد أحد أفضل أفلام ٢٠٢١ حتي الآن وأكثرها تماثلاً لرغبة الجمهور الساعي لأعمالٍ جيدة تساهم أكثر وأكثر في عودتهم بكثافة لدور العرض المختلفة حول العالم والاستمتاع بالعروض السينمائية المتاحة علي مدار العام بأكمله.