قبل ان نبدأ في مناقشة فيلم El camino لابد أن نشيد بـ فينس جيليجن الذي قدم عمل مرتبط بتحفته الأعظم على الإطلاق Breaking Bad و هو Better Call Saul و الذى قدم وجبة درامية دسمة فى دلالة على كون عالم المسلسل ليس بذلك الضيق الذى يظهر عليه أحياناً ؛ هاهو يعود مرة أخرى و لكن هذه المرة من خلال فيلمه التلفزيونى Elcamino ، فهل استطاع النجاح فى تقديم عمل يليق باسم المسلسل و يرتقى إلى طموحات الجمهور ؟
قصة فيلم El camino
تبدأ أحداث فيلم El camino من نفس نقطة انتهاء أحداث مسلسل Breaking Bad لنشاهد محاولات جيسى للهروب و بدء حياة جديدة و هو ما لا يجد الطريق ممهداً إليه على الإطلاق .
مناقشة أهداف فيلم El camino :
أولاً علينا تحديد أهداف فيلم El camino و التى من خلالها يمكننا تقييمه ككل فى النهاية :
1- الهدف الأول و الذى يمثل قصة الفيلم هو استكمال قصة جيسى و التى تركتها آخر حلقات المسلسل مفتوحة تماماً و قابلة للإستكمال .
لا يمكن أبداً القول أن الرحلة الجديدة التى قدمها جيليجن كانت غير جيدة ولكن يمكن القول بأنها أقل من المتوقع و يرجع ذلك لمشاكل فى السيناريو بالمقام الأول .
سيناريو الفيلم لم يستطع أن يصنع لحظات قوية أو صادمة أو حتى رفع مستوى التوتر إلى تلك المراحل التى كانت تجعلنا على طرف الكرسى أثناء مشاهدة Breaking Bad إلا مرة واحدة و مازالت لا تقارن بلحظات المسلسل .
من ناحية أخرى تم استغلال الفلاش باك أفضل استغلال ؛ فقد كان الحل و طرف الخيط ما بين رسم طريق جيسى للهروب و ما بين استعادة أجواء و شخصيات افتقدناها منذ نهاية المسلسل بالإضافة إلى التعمق بشخصية جيسى و علاقته ببعض الشخصيات الجديدة التى تظهر فى الفيلم
دفعاً لضريبة مشاهد الفلاش باك التى استهلكت وقتاً ربما كان أطول من اللازم ، أدى ذلك إلى جعل الأحداث الجديدة قليلة نسبياً ، و استبعاد طرق كان بإمكانها رفع معدلات التوتر و زيادة كم الأحداث الجديدة كمطاردة الشرطة لجيسى على سبيل المثال لا الحصر ، و التى بالرغم من كون تريلرز الفيلم تشير إلى أنها التحدى الأكبر لجيسى إلا أنها لم تكن متواجدة فى الفيلم من الأساس .
2- الهدف الثانى هو الغوص فى شخصية جيسى خاصة بعد ما تعرض له مع تلك العصابة من تعذيب و تقديم مدى تأثير ذلك على حالته النفسية و حياته بشكل عام .
تم تقديم هذا الشق بنجاح من خلال مشاهد الفلاش باك و ربطها بتأثير تلك الأحداث عليه مباشرة مما زاد من أثر ذلك فى نفس المشاهد .
3- الهدف الثالث هو إعادة أجواء و ذكريات Breaking Bad لجمهوره المتعطش لشئ جديد مرتبط بمسلسله المفضل .
نجح الفيلم و بشدة فى هذا الجزء فاستطاع تقديم مشاهد و شخصيات و علامات و اشارات جميلة للمسلسل أعادت إلينا الكثير من النوستالجيا و الذكريات و التى كان لها أثر رائع فى قلبى شخصياً .
مناقشة شاملة لعناصر فيلم El camino :
– رتم الأحداث مشابه كثيراً لرتم المسلسل البطئ فى سير الأحداث و كأن فيلم El camino ما هو الا حلقة جديدة مطولة لإنهاء خط شخصية جيسى كما أنهى المسلسل خطوط باقى الشخصيات .
– أداء آرون بول فى عودته مرة أخرى لشخصية جيسى بينكمان كان أكثر من رائع و يحسب له الاجتهاد الواضح فى إيصال مشاعر متداخلة و معقدة تجمع ما بين الانكسار و الرغبة فى الهروب من كل شئ و هذه المرة بطرق بعيدة كل البعد عن الهيستيريا ، يحسب له كذلك الاهتمام بنبرة الصوت ما بين التوقيتات المختلفة .
– إخراجياً فيلم El camino أكثر من رائع كما هو معتاد من فينس جيلجن ، استطاع استخدام الاضاءة و تقديم زوايا و حركات للكاميرا كانت ممتازة ، بالإضافة إلى السينماتوجرافى الرائعة و التى أخرجت كادرات بالغة الجمال خاصة المشاهد الصحراوية من الفيلم .
– كما هو معتاد فى أعمال فينس فكان وجود الموسيقى قليل جداً فى الفيلم و لكن بمجرد تواجدها تصبح عامل هام و محسوس فى المشهد ، و كذلك لابد من الإشادة بالإختيار الجميل للأغانى المدمجة مع بعض مشاهد الفيلم و التى تدل مرة أخرى على الأذن الموسيقية الرائعة لدى جيليجن .
– ببساطة الوصف الأفضل للتجربة هو جزء من اسم الفيلم بالفعل (A Breaking Bad Movie ) لا أكثر و لا أقل ، فيمكن القول بأنه لا يضيف الكثير للمسلسل و لكنه بكل تأكيد لا ينقص منه او من قيمة نهايته شئ .
الخلاصة :
في فيلم El camino فينس جيلجن قدم تجربة مرضية جداً لأى متابع للمسلسل استطاع من خلالها إعادتنا إلى أجواء المسلسل التى اشتقنا إليها و إنهاء قصة جيسى بالطريقة التى تستحقها الشخصية .
تقييم فيلم El camino
هو 8/10