مقالات

فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ : تمزيق ﺛﻮب الفضيلة ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ

فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ

بقلم .. غادة خالد

ﺑﻌﺪ ﻧﺠﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻧﻤﺎذج ﻧﺴﺎﺋﯿﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﻛﺜﯿﺮة ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ أﻓﻼمٍ ﻗﻮﯾﺔٍ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ، ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺄداء أدوار ﺑﻄﻮلتهم أﻫﻢ ﻧﺠﻤﺎت اﻟﺴﯿﻨﻤﺎ اﻟﻤﺼﺮﯾﺔ؛ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ ﻓﺎﺗﻦ ﺣﻤﺎﻣﺔ وﺳﻌﺎد ﺣﺴﻨﻲ وﻟﺒﻨﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ؛ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﯿﻠﻢ “ﻻ أﻧﺎم”، وﻓﯿﻠﻢ “ﺑﺌﺮ اﻟﺤﺮﻣﺎن”، وﻓﯿﻠﻢ “أﻧﺎ ﺣﺮة”، وﻏﯿﺮﻫﻢ. وﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺺ حاول اﻷدﯾﺐ اﻟﻘﺪﯾﺮ “إﺣﺴﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس” إبراز ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﺑﺠﺮأة ﺷﺪﯾﺪة، وﺗﺤﺮﯾﺮ أﻓﻜﺎره، ﺑﻞ وتمكنه أﯾﻀًﺎ ﻣﻦ عرض ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪور داﺧﻠﻪ، ولكن هذا إلى جانب محاولات إظهار المرأة على أنها ساذجة لا يمكنها إدارة متطلباتها عقب الحصول عليها: مثل الحرية والاستقلالية، وفشلها في مواجهة الحياة بعد ذلك.

احسان عبد القدوس فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ
احسان عبد القدوس فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ

فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ

اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻨﺎ ﯾﻌﻠﻢ أن اﻟﻘﻄﻂ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﺼﯿﻠﺔ “اﻟﺴﻨﻮرﯾﺎت”، وﻫﻲ اﻟﻔﺼﯿﻠﺔ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ اﻷﺳﻮد، وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ دراﺳﺎت ﻋﺪة ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻄﻂ واﻷﺳﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ، وﺑﯿﻨﻤﺎ اﻷﺳﻮد ﺗﺜﯿﺮ اﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻮس ﺑﻘﻮﺗﻬﺎ؛ ﻣﺎزاﻟﺖ اﻟﻘﻄﻂ ﺗﺎﺋﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻷزﻗﺔ وإﻟﻰ ﺟﻮار ﺻﻨﺎدﯾﻖ اﻟﻘﻤﺎﻣﺔ. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ اﻟﻘﻄﻂ ﻋﻠﻰ دراﯾﺔ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﺎ ﻟﻔﺼﯿﻠﺔ “ﻣﻠﻮك اﻟﻐﺎﺑﺔ”؟… ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ!

ﻓﻲ ﻋﺎم 1985 ﺗﻢ ﻋﺮض فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ وﻫﻮ ﻣﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺗﺤﻤﻞ اﻻﺳﻢ ذاﺗﻪ، ﻣﻦ ﺗﺄﻟﯿﻒ اﻟﻜﺎﺗﺐ “إﺣﺴﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس”، ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﻘﺼﺼﯿﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ “اﻟﻨﺴﺎء ﻟﻬﻦ أﺳﻨﺎن ﺑﯿﻀﺎء”، وﻗﺎم ﺑﺄداء أدوار اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﺑﻪ؛ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﻘﺪﯾﺮة “ﻣﺪﯾﺤﺔ ﻛﺎﻣﻞ”، واﻟﻔﻨﺎن “ﻣﺤﻤﻮد ﯾﺎﺳﯿﻦ”، ﺑﺼﺤﺒﺔ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ “ﻫﯿﺎﺗﻢ”.

فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ
فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ

ﻛﯿﻒ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﯾﺘﻬﺎ؟!

ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺪ ﯾﻈﻦ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ أن ﻫﺬا اﻟﻔﯿﻠﻢ ﯾﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻓﺌﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ، وﻟﻜن، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺑﺴﺎﻃﺘﻪ، ﻗﺎم ﺑﺘﻘﺪﯾﻢ ﻓﻜﺮة ﻋﻤﯿﻘﺔ؛ وﻫﻲ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﻐﺮﯾﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺴﻼﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﻃﻤﺎﻋﻬﺎ وﺷﻬﻮاﺗﻬﺎ. ﯾﻌﺮض اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻧﻤﻮذﺟًﺎ ﻟﻠﺰواج اﻟﻤﺼﺮي اﻟﺘﻘﻠﯿﺪي ﺑﯿﻦ “ﻧﻮارة” أو اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ “ﻣﺪﯾﺤﺔ ﻛﺎﻣﻞ”؛ اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﯿﺾ أﻧﻮﺛﺔ، وﻟﻜﻦ ﯾﺒﺪو ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻓﺘﻘﺎرﻫﺎ اﻠﻄﻤﻮح، وﯾﻈﻬﺮ ﻣﺪى ﺗﺸﺎﺑﻬﻬﺎ ﻣﻊ ﻓﺘﯿﺎتٍ ﻛُﺜﺮ ﯾﺘﻮاﺟﺪن ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻌﺼﻮر، ﻓﺘﺘﺤﻮل “ﻧﻮارة” ﺑﻌﺪ اﻟﺰواج إﻟﻰ رﺑﺔ ﻣﻨﺰل ﻻ ﯾﺸﻐﻠﻬﺎ ﺳﻮى ﺗﺪﻟﯿﻞ زوﺟﻬﺎ، وﯾﺼﺒﺢ أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺗﻄﻤﺢ إﻟﯿﻪ اﺳﺘﻨﺸﺎق ﺑﻌﺾ ﻧﺴﻤﺎت اﻟﻬﻮاء اﻟﻠﻄﯿﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺎﻓﺬة ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ دون رﻓﺾ زوﺟﻬﺎ، وﻫﻮ ﺟﺎرﻫﺎ “ﻧﺠﯿﺐ” أو اﻟﻔﻨﺎن “ﻣﺤﻤﻮد ﯾﺎﺳﯿﻦ”؛ اﻟﺬى أﺑﺪع ﻓﻲ ﺗﻘﺪﯾﻢ ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﺘﻘﯿﻢ، اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ، واﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﯿﻠﺔ، ﻓﻼ ﺗﻨﻄﻖ ﺷﻔﺘﺎه ﺳﻮى ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة “ﻣﻤﻨﻮع”. ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ زواﺟﻬﺎ، ﺗﺼﻄﺪم ﻧﻌﻮﻣﺔ “ﻧﻮارة” ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻃﺒﺎع “ﻧﺠﯿﺐ”، ﻣﻤﺎ ﯾﺪﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻄﺮق اﻟﻨﺴﺎﺋﯿﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺆتِ ﺛﻤﺎرﻫﺎ، ﻓﺘﻠﺠﺄ إﻟﻰ اﺑﻨﺔ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻤﺘﺤﺮرة “ﺻﻔﯿﺔ” أو اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ “ﻫﯿﺎﺗﻢ”؛ واﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻓﻲ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﺳﯿﺪة ﺗﻤﺘﻠﻚ أدوات إﺑﺮاز اﻷﻧﻮﺛﺔ اﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺑﺼﻮرﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ؛ ﻣﻦ ﺟﺮأة ودﻫﺎء، ﻓﯿﻀﻌﺎن ﺧﻄﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﺮوﯾﺾ اﻟﺰوج ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺠﺮﯾﺪه ﻣﻦ ﻣﺜﺎﻟﯿﺘﻪ.

ﻧﺠﺎح ﺧﻄﺔ اﻟﺴﯿﺪﺗﺎن ذﻫﺒﺖ إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ!

ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟﺰوج ﺿﺤﯿﺔ ﻓﻲ ﻓﺦ اﻟﺴﯿﺪة “ﺻﻔﯿﺔ”، وﺷﻌﻮره ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺗﺠﺎه “ﻧﻮارة”، ﯾﺒﺬل “ﻧﺠﯿﺐ” ﻗﺼﺎرى ﺟﻬﺪه ﻟﻠﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ، ﻓﻼ ﯾﺠﺪ سبيلًا ﻟﻼﻋﺘﺬار ﻟﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﻨﺤﻬﺎ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ زواﺟﻬﺎ ﺑﻪ. أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﺣﯿﺎة “ﻧﻮارة” ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﺤﺪت ﻣﻊ ﺟﺮأة وذﻛﺎء “ﺻﻔﯿﺔ”؛ ﻓﺎﻟﺨﻄﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﯾﻞ اﻟﺰوج ﻣﻦ “ﺳﻲ ﻧﺠﯿﺐ” إﻟﻰ “ﻧﻮجة”، ﻣﻦ ﺳﯿﺪ اﻟﻤﻨﺰل إﻟﻰ ﻃﻔﻞٍ ﻟـ “ﻧﻮارة” ﯾﺤﺒﻬﺎ وﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ رﻓﺾ ﻃﻠﺒﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ! وﻟﻜﻦ ﺧﻄﺔ اﻟﺴﯿﺪﺗﺎن ذﻫﺒﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ أﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺗﻄﻤﺤﺎن إﻟﯿﻪ، ﻓﺒﻌﺪ ﺗﻌﺮﯾﺔ اﻟﺰوج أﻣﺎم ذاﺗﻪ وأﻣﺎﻣﻬﻤﺎ؛ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ “ﻧﻮارة” اﻧﺘﺰاع ﺣﺮﯾﺘﻬﺎ ﻟﺘﺒﺪأ رﺣﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﻮج واﻛﺘﺸﺎف اﻟﺬات ﻣﻦ ﺟﺪﯾﺪ وﺑﺸﻜﻞٍ ﻣﺨﺘﻠﻒٍ؛ ﻓﺘُﻔﺎﺟﺊ ﺑﺸﺨﺼﯿﺘﻬﺎ اﻟﺠﺪﯾﺪة، وﻃﻤﻮﺣﻬﺎ اﻟﺬي ﻓﺎق اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت، وﻫﻮ اﻟﻄﻤﻮح ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻫﻮى ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﯿﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ وﻋﺸﻮاﺋﯿﺘﻪ.

فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ
فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ

أﻣﺎ ﻋﻦ “ﻧﺠﯿﺐ” ﻓﻬﻮ أﯾﻀًﺎ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﻄﻮر ذاﺗﻪ ﻟﺘﺤﻮل اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﺟﺮاء ﻧﺠﺎح ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ؛ ﺣﯿﺚ ﺗﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﻣﺴﺠﻮﻧًﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻃﯿﻠﺔ ﺣﯿﺎﺗﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺢ رجلًا ﻣﺮﻧًﺎ ﻟﺪﯾﻪ اﺳﺘﻌﺪاد ﻟﺘﺮك ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ أن ﯾﺼﺒﺤﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ، وﻗﺎم ﺑﺘﻮﺟﯿﻪ ﺳﻤﻌﻪ ﻧﺤﻮ ﺻﻮت ﺷﻬﻮاﺗﻪ ورﻏﺒﺎﺗﻪ اﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ، وﻇﻬﺮ ذﻟﻚ ﺟﻠﯿًﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺮﻛﻪ وﻇﯿﻔﺘﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ ﻃﻤﻌًﺎ ﻓﻲ اﻟﺰﯾﺎدة، واﻟﻠﻬﺚ وراء ﻃﻤﻮح زوﺟﺘﻪ ﻟﺘﺤﺴﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى الاﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﻤﺎدي واﻟﻮﻇﯿﻔﻲ ﻟﻬﻤﺎ، وﻫﻲ اﻷﺷﯿﺎء اﻟﺘﻲ ﻧﺠﺤﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ!

ﻫﻞ ﯾﺨﺒﺮﻧﺎ إﺣﺴﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس أن اﻟﺬﻛﺎء ﺑﻤﻔﺮده ﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﺒﻘﺎء؟

ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن رﺳﺎﻟﺔ قصة فيلم اﻟﻘﻂ اﺻﻠﻪ اﺳﺪ اﻟﺘﻲ أﺑﺪع ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ اﻷدﯾﺐ ” إﺣﺴﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺪوس” ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻦ ﻗﻮة اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻜﺄ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻛﺎء، وﻟﻜﻦ اﻟﺬﻛﺎء وﺣﺪه ﺑﻼ ﻗﯿﻮد ﻗﺪ ﯾﺪﻣﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ. ﻓﻬﻨﺎك أﯾﻀًﺎ أﻫﻤﯿﺔ ﻟﻠﺘﻮازن ﻓﻲ ﺣﯿﺎة اﻹﻧﺴﺎن؛ ﻣﺜﻞ ﺿﺮورة اﻟﺘﺰاﻣﻪ ﺑﻘﺪر ﻣﺤﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ، وﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻘﯿﻮد؛ ﻓﻼ ﯾُﺤﺮم ذاﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻘﻊ ﺿﺤﯿﺔ ﻟﻠﻜﺒﺖ؛ ﻓﻮﺟﻮده ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﻦ ﯾﺘﻜﺮر ﻣﺮة أﺧﺮى، وﻻ ﯾﺴﺘﺴﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺤﺮﯾﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﯾﻐﺮق ﻓﻲ اﻟﺘﯿﻪ وﯾﻬﻮى ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﻘﻤﻢ اﻟﺘﻲ ﯾﺼﻨﻊ ﻃﺮﯾﻘﻪ إﻟﯿﻬﺎ، ﻫﺬا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ ﯾﻬﺒﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻟﯿﻨﻌﻢ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎدة، ﻓﻠﯿﺲ ﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﺧُﻠِﻘﻨﺎ. ﻟﺬا، ﯾﻮﺟﺪ ﺪاﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻗﻮة ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﺗﺨﺘﺒﺊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎنٍ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮﻧﺎ أن ﻧﻜﺘﺸﻔﻬﺎ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺘﻄﻠﺐ ﺗﻮاﻓﺮ أﺷﯿﺎءًا ﻫﺎﻣﺔً؛ ﻣﺜﻞ: اﻟﺬﻛﺎء وﻣﻘﺪارًا ﻣﻨﺎﺳﺒًﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﯾﺔ ﺗﻜﺴﻮﻫﺎ اﻟﺤﻜﻤﺔ. ﻓﺎﻟﻔﺮق ﺑﯿﻦ اﻟﻘﻮي واﻟﻀﻌﯿﻒ ﻛﻤﺎ أﺧﺒﺮﻧﺎ اﻷدﯾﺐ اﻟﺮاﺣﻞ “ﻧﺠﯿﺐ ﻣﺤﻔﻮظ” أن؛ “اﻟﻀﻌﯿﻒ ﻫﻮ اﻟﻐﺒﻲ اﻟﺬي ﻻ ﯾﻌﺮف ﺳﺮ ﻗﻮﺗﻪ”!

Behind The Scene
بيهايند هي كيان سينمائي مصري متخصص فى مجال ترشيحات الأفلام والمسلسلات وتقديم تغطية لكافة الاخبار الفنية في السينما والدراما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *