“علي الطيب” من أقوى الفنانيين الصاعدة حالياً اول أدواره كان “الرئيس جمال عبدالناصر” بمسلسل “العندليب” مروراً بأدوار مختلفة منها مثلاً في الدراما “حكايات بنات” “الجماعة” “فرق توقيت” “عشم إبليس” و في السينما “إشتباك” “طلق صناعي” “فوتوكوبي”، وبدأ ظهوره بشكل قوي في آخر أدواره “وديع البساطي” في “أهو ده اللي صار” و “عبدالرحمن” في “قابيل“.
النهاردة هنكتب عن تحليل “المهندس عبدالرحمن” في قابيل بما أنه كان آخر أعماله و أول اعماله بالبطولة.
“علي الطيب” دايماً عنده تدرج سلس في اداء الشخصية اللي بيشتغل عليها فهتلاقي انك ع طول بتبدأ مع شخصية وبتنتهي بشخصية تانية خالص لنفس الممثل و ده اللي هتشوفه في الصور اللي جاية:
- عالم جديد
اول مشهد ظهر فيه عبدالرحمن كان باين فيه لمعة عين الظابط اللي حاسس بحماس القضية الجديدة في اول ٤ شهور شغل مع ابتسامة براءة الخريج الجديد ونظرته “لطارق” – الظابط اللي هيشتغل معاه – اللي بتقوله انت مثل وانا ناوي ابهرك، و ده اللي ع اساسه اتحط خط سير الاداء كله.
- الخجل الطفولي
عبدالرحمن لسه مخرجش من جو الاكاديمية ولسه عنده رهبة من المسؤولية فبيتعامل مع طارق على انه القائد اللي عايز يثبتله قد ايه مجتهد وفي نفس الوقت خايف يعاقبه فهتلاقي ده ظاهر جداً لما عبدالرحمن بيعمل اي غلطة او بيقول حاجة مستفزة – من باب عدم الخبرة – بشكل تلقائي عينه بتتحرك بتردد وكل حركاتها لتحت بكسوف من اللي قاله وخوف من رد الفعل وهتلاقي كتافه او ايده قربت من بعض كخجل من اللي قاله ووشه اتنفخ زي الطفل لما مبيلاقيش رد.
- التلميذ النجيب
ومن ناحية تانية هتلاقيه لما بيجيب اي معلومة او خبر جديد عينه دايماً مش على اللي بيعرضه لكن عينه على طارق وبس حتى لو في اكتر من حد في المشهد، لأن همه رأي مثله الاعلى فيه وبيدور على انه يقنعه بيه.
- مكنتش أقصد!
اللازمة الحلوة اللي ميزت عبدالرحمن انبهاره والسعادة اللي بيكون فيها لما بيقول معلومة جديدة، وبعد ما يكتشف ان كالعادة قال المعلومة متأخر بيبدأ يدافع عن نفسه وهو فاتح ايديه الاتنين لقدام ناحية اللي بيكلمه. الحركة دي معناها الصراحة والصدق فلما بيعملها وهو بيأكد انه ميقصدش بيأكد ع برأة تصرفاته.
- الأداء الصامت بيغلب الكلام
المشهد العظيم لعبدالرحمن و طارق مع بعض، مشهد كامل متقالش فيه كلمة لكن بنظراتهم و تعبيرات وشهم وصلوا المعنى كامل!! نظرة عبدالرحمن لطارق بان ازاي ده حصل واحنا اكيد شايلين ذنبه وهو اللي احنا بنعمله ده صح ولا غلط، و نظرة طارق انه فاهم هو بيفكر في ايه وان هو كمان بيدور جواه نفس الاحساس بس مينفعش يعترف بده، وكمل المشهد لما راحوا للواء منصور بعيون عبدالرحمن اللي كلها دموع ووشه المحمر وعدم رده ع الكلام.
- أول تحول في الشخصية
من بعد المشهد ده اتغيرت حاجة في حركة عبدالرحمن ممكن تكون مش مقصودة بس ده دليل على انه اندمج مع الشخصية فعلاً فتلقائي حركات جسمه بقيت بتتعامل انه عايش ده فعلاً. الحركة دي هي ايده اللي بقيت اغلب الوقت في جيبه معناها احساسه بالثقة اكتر كظابط بدأ ياخد خطوات في شغله ويتعلم وبيظهر الثقة دي للناس، و في نفس الوقت ايده اللي خافيها بالكامل ومفيش صباع واحد طالع من جيبه معناها انه بدأ ياخد حذره وايده متبقاش مفتوحة ومبقاش ع طول صريح مع كل الناس ولا بيقول الحقيقة وان جواه مشاعر كتير مخبيها (ده حصل مع بداية شكه في طارق).
- الشك
ولما بدأ عبد الرحمن يشك في طارق كان احساسه واحترامه رافض اللي عقله بيقوله. صعوبة اللغبطة دي انها تطلع منغير over ومنغير ما يلغي فكرة ان عبد الرحمن متعلق بطارق كمثل اعلى. فعبدالرحمن بعد عن ان تعبيرات وشه تظهر كتحدي بينه وبين طارق او تظهر كمراقب ليه، لكن ظهرت بطريقة السهل المتتنع، نظرة العين اللي فيها شك وتفكير و في نفس الوقت وش مشمئز (مش من طارق) لكن من انه مضطر يفكر كده.
- أقوى مشهد في المسلسل
تاني أعظم مشهد بين عبدالرحمن وطارق وكم اللغبطة في المشاعر اللي كانت بتحصل في المشهد واللي 95% اتاخد one shoot لان واضح ان كل المشاعر اللي ع وشهم مش make-up.
اول المشهد بدأ عبدالرحمن يتكلم بصوت اكتر حدة وبدأ لاول مرة يشاور بصباع واحد من ايده مش بايده كلها دليل ع الحدة وان من جواه اتكسر حاجز احترامه لشخص طارق وانه بقى واخد موقف صريح من ناحيته ومتأكد من كلامه مش ناوي حد يشككه فيه.
و لحد قبل ما يواجه طارق بتصرفاته الغريبة كان نظرته لسه فيها الشك مع عوجة شفايفه اللي ليها معنايين (ان مفيش امل من كلامك، و ان عبد الرحمن ماسك نفسه انه يقوله عن كل اللي شافه من تصرفاته والتهيؤات اللي عنده).
حبس الكلام بيخليك مرة واحدة تنفجر وانت بتقوله، و ده بالظبط اللي حصل. علي صوته بقى عالي (بس مش لدرجة الصريخ لانه لسه محترم من جواه ان ده كان مثله والقائد اللي احترمه) والكلام بقى سريع جداً كأن حد بيدفع الكلام من جواه و بيطلعه كله مرة واحده قبل ما يتردد تاني، ومع كل ده عينه بتهرب من انه يبص لطارق وكل ما عينه تيجي في عين طارق يرجع يهرب منها عكس اول المشهد لما كان مثبت عينه عليه مستني منه اي كلام يبرر موقفه.
و هو بيسمع مشكلة طارق وعرف انه كان ظلمه واتسرع، بان عليه الوجع في ظهور الدموع اكتر في عينيه مع إحمرار انفه وشفايفه بصورة في منتهى الطبيعية و مشهد من أروع المشاهد بين اتنين ممثلين بيسلموا ويستلموا من بعض الأداء مش بيعلوا على بعض.
و دي كانت اخر مرحلة في تدرج المشهد، بعد ما كان في اول المشهد بيبصله في عينه بثقة، و في وسط المشهد بيحاول يبصله وهو بيزعق بس مش بيقدر وبيبعد عينه عنه، جات اخر مرحلة وصلها انه مش قادر يبصله اصلاً لما سمع منه وعرف بمرضه واحساسه و حس بضعفه.
الفكرة ان دول ٤ صور من نفس المشهد. الابداع كله ان مفيش فيهم صورة شبه التانية مفيش تكرار مفيش تأدية واجب مفيش لازمة. في احساس مع تركيز في كل حركة بشكل يخلي المشهد يكون كده مع طبعاً قوة محمد ممدوح في المشهد.
- ابدأ بقوة وإنهي بقوة
نظرة الاسف انه ممكن يكون شك فيه، و في نفس الوقت نظرة الدعم والقوة، مع مشاعر مش عارف ايه اللي ممكن يحصل بعدين، تخلي المشهد ده مفيش فيه اي وصف يتقال.