كنت الابن الذي ضل وانحرف مع انحراف اشتراكية عبد الناصر القومجي، وانتكس مهزوماً في ٦٧.. كنت إبراهيم الذي كان يحلم بدراسة چولوجيا القمر، لكنه عندما نظر في عيون ماجدة الرومي “تفيدة” قرّر العودة إلى الأرض. وفي “الراية البيضاء” كنت الفنان الحالم هشام أنيس الذي أحبّ الأمل، أمل صبور الذي جلس معها على الرصيف مقابل فيلا (مفيد أبو الغار) في وجه الزحف السوقي المُبتذل لانفتاح عصر السادات ومبارك.
اليوم أنت هشام (الراحل) الذي سيُدفن بعد قليل، لكن لا يمكن أن تدفن معه تلك الأحلام الكبيرة التي شكّلت وعي جيل كامل، هشام الأنيق المفعم بالحياة في ليالي الحلمية. ترحل ويرثاك جيل بأكمله، جيلاً شكلت وجدانه وعبرت عن أحلامه وتطلعاته.
وداعًا هشام سليم
“ده الطريق الوحيد اللي لازم تمشيه لوحدك”
– جملة قالها أبيك في أحد أفلامه “الباب المفتوح”.
آدي اللي كان و آدي القدر و آدي المصير
نودع الماضي .. وحلمه الكبير
نودع الأفراح .. نودع الأشباح
راح اللي راح ماعادش فاضل كتير
إيه العمل في الوقت ده يا صديق
غير إننا عند افتراق الطريق
نبص قدامنا .. على شمس أحلامنا
نلقاها بتشق السحاب الغميق
نلقاها بتشق السحاب الغميق
وأرجع وأقول
لسه الطيور بتفن .. والنحليات بتطن
والطفل ضحكه يرن
مع إن .. مش كل البشر فرحانين.
هشام ذو القلب والعقل السليم، هشام الواعي.. المثقف.. الاب الحنون.. وداعاً الجميل هشام سليم.