مقالات

عزت صبري يكتب .. في رحيل الابن الضال

الابن الضال

كنت الابن الذي ضل وانحرف مع انحراف اشتراكية عبد الناصر القومجي، وانتكس مهزوماً في ٦٧.. كنت إبراهيم الذي كان يحلم بدراسة چولوجيا القمر، لكنه عندما نظر في عيون ماجدة الرومي “تفيدة” قرّر العودة إلى الأرض. وفي “الراية البيضاء” كنت الفنان الحالم هشام أنيس الذي أحبّ الأمل، أمل صبور الذي جلس معها على الرصيف مقابل فيلا (مفيد أبو الغار) في وجه الزحف السوقي المُبتذل لانفتاح عصر السادات ومبارك.

هشام سليم ماجدة الرومي

اليوم أنت هشام (الراحل) الذي سيُدفن بعد قليل، لكن لا يمكن أن تدفن معه تلك الأحلام الكبيرة التي شكّلت وعي جيل كامل، هشام الأنيق المفعم بالحياة في ليالي الحلمية. ترحل ويرثاك جيل بأكمله، جيلاً شكلت وجدانه وعبرت عن أحلامه وتطلعاته.

وداعًا هشام سليم

وفاة-الفنان-المصري-هشام-سليم-2

“ده الطريق الوحيد اللي لازم تمشيه لوحدك”

– جملة قالها أبيك في أحد أفلامه “الباب المفتوح”.

صالح سليم الباب المفتوح

آدي اللي كان و آدي القدر و آدي المصير
نودع الماضي .. وحلمه الكبير
نودع الأفراح .. نودع الأشباح
راح اللي راح ماعادش فاضل كتير

هشام سليم الابن الضال

إيه العمل في الوقت ده يا صديق
غير إننا عند افتراق الطريق
نبص قدامنا .. على شمس أحلامنا
نلقاها بتشق السحاب الغميق

هشام سليم طفولة

نلقاها بتشق السحاب الغميق
وأرجع وأقول
لسه الطيور بتفن .. والنحليات بتطن
والطفل ضحكه يرن
مع إن .. مش كل البشر فرحانين.

هشام ذو القلب والعقل السليم، هشام الواعي.. المثقف.. الاب الحنون.. وداعاً الجميل هشام سليم.

وداعا الأبن الضال

عزت صبري
كاتب مصرى شاب من مواليد محافظة الجيزة - ١ يناير ١٩٩٣، كتب العديد من المقالات في مجال السينما.. صدر أول كتاب له عام ٢٠١٥ بعنوان "زيزوفرينيا" تلاه بعده كتابه الثاني "كدا بالطو" الذي إتخذ خطاً ساخراً من خلاله ليحكي فيه عن تجربته في المجال الطبي ثم كتابه الثالث وآخر إصداراته "حالة طوارئ ج" والذي استكمل فيه رحلته لما بدئه في كتابه الثاني.. حصل على منحة من مدرسة جيزويت للسينما درس خلالها الإخراج.. وشارك في كتابة أفلام قصيرة مثل "فات الميعاد" و "الدور على مين" الذي ناقش قضية ختان الاناث والحاصل على جائزة أفضل فيلم بمهرجان ٤٨ ساعة لصناعة الافلام القصيرة برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA بسبتمبر ٢٠١٩.. كما شارك في تمثيل مسرحيات لمناهضة العنف ضد المرأة لشبكة Y-Peer Egypt.. وفازت أفلامه بجوائز عديدة حيث حصل فيلمه الأخير "وَهنْ" على جائزة أفضل فيلم وأفضل مونتاج بمهرجان Icon media بالجامعة الأمريكية للأفلام التسجيلية والقصيرة وجائزة أفضل إخراج بمهرجان العدسات الصغيرة بمتحف فنون جميلة بالأسكندرية.