يجب أن أتدبر النقود لشراء الطعام
خذ ساعتي بعها، الطعام الآن أهم من الوقت.
– هذا ما حدث في الحرب العالمية الثانية، حين تسقط الإنسانية، حين تسقط المعتقدات والأديان والأراء والمذاهب تبقى الإنسانية وإذا سقطت الإنسانية فنحن في هلاك أجمع.
– ان الإنسانية يا صديقي مثل الشريط اللاصق الذي يجمعنا سوية بكل معتقداتنا المختلفة. الإنسانية هي أم اللغات هي لغة المشاعر، لغة تجدها أمامك في كل مكان ما عليك سوى الابتعاد عن ضوضاء الاختلافات والمعتقدات حتى تجدها أمامك.
– في واحد من أروع ما قدم “أدريان برودي” الفيلم الذي يعرض واحدة من أكبر أنتهاكات البشرية، وهي الحرب العالمية الثانية ومن أول بدايتها في بولندا وكل المجازر التي عاشها اليهود في بولندا، مروراً بـ “الهولوكوست”.
– ولو كان ربع الحقائق في هذا الفيلم ربعها فقط صحيح، أيضاً سأقول أنها مصيبة جمعاء، تبكي الإنسان.. نعم الأنسان الواضح اللامنتمي.
– فيلم “The pianist” صدر في عام 2002. عن قصة حقيقية للعازف البولندي “اليه / ودي ” “فلاديسلاف شبيلمان” ، الفيلم من اخراج رومان بولانسكي ومن تأليف رونالد هاورد ومأخوذ عن كتاب يحمل نفس العنوان. الفيلم حائز علی أكثر من 32 جائزة أبرزهم جائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو مقتبس.
– علی مدار ساعتين ونصف نجح “أدريان برودي” في منحك شعوره بالحزن والخسارة، الألم والحسرة، الظلم والقهر ومرارة الاستبداد.
– لقطات عديدة في فيلم إنساني بحت، مصنوع بإتقان، لقطات مثل لحظة تقسيم قطعة كراميل صغيرة لأكثر من قطعة أصغر لأنه لا يوجد طعام ولا يوجد مال لشراء أكثر من واحدة. لقطات مثل بكاء برودي في الشوارع بعد خسارة كل عائلته وموت كل من حوله. فنان مرهف يمتلك أصابع ذهبية للعزف علی البيانو يضطر للعزف علی الهواء حتی لا يحدث ضجة في مخبئه، يضطر لشرب ماء آسن بدلا من الموت من الظمأ، يضطر لتحمل الجوع والمرض في مخبئه لأن دعم أصدقاءه غير متاح في أغلب الوقت.
– “فلاديسلاف شبيلمان” الذي ستنقذه أصابعه من الإبادة(العرقية) حينما يسأله الضابط عن مهنته فيجيب بأنه عازف بيانو ثم يطلب منه عزف أي شيء فيضرب الأصابع البيضاء والسوداء بعنف وقوة ليُسرب لحن جنائزي حزين لقلب الضابط الذي سيساعده علی الاختباء لمدة أطول.
تفاصيل كثير تجعلنا نری الوجه القبيح للحرب، القتل بدمٍ بارد والتعصب الأعمى الذي يتسبب بموت الآلاف.
فيلم The pianist ليس مجرد فيلم، انه لن يغيب عن ذاكرتك حين الإنتهاء منه، فاز ادريان بالأوسكار عن دوره هذا سنة 2002 كأصغر ممثل يحصل عليها.
في الحروب لا يوجد مُنتصر، الكل خاسر