مقالات

عزت صبري يكتب.. “خرج ولم يعُد” ورحلة الهروب إلى الحرية

عزت صبري يكتب.. "خرج ولم يعُد" ورحلة الهروب إلى الحرية 1
كعادة الراحل محمد خان جاء فيلم خرج ولم يعد مثيراً للمحبة بين الناس، فهو الفيلم الوحيد الذي لم يجد الشرير له دور بطولة ككل أفلام السينما المصرية.
فيلم الهدوء والبعد عن صخب المدينة حيث الريف والمناظر الخلابة المريحة لعين المشاهد.
المعنى فى فيلم “خرج ولم يعد” سيناريو وحوار عاصم توفيق وإخراج محمد خان يتجاوز أن يبقى عطية فى القرية هرباً من الزحام والضجيج، لقد وجد نفسه أخيراً.
عزت صبري يكتب.. "خرج ولم يعُد" ورحلة الهروب إلى الحرية 2

واكتشف للحياة طعماً، واحتفظ بالأرض، ولعله سيحقق حلم والده الآخر بأن يكون هناك بيت يقيم فيه بالريف، بعد أن تنازل عن تحقيق وعده الأول لوالده، بأن يصبح ابنه الموظف مديراً عاماً.
يكافىء الفيلم عطية على اختياره، فيمنحه الأرض والزوجة والأسرة البديلة، وينقذه من الروتين والتلوث والفوضى.
حتى لو كان قد تزوج من زينة، خطيبته القاهرية ، وحتى لو كان قد وجد شقة فى العاصمة بعد بيع الفدادين الثلاثة، فإن متاعب عطية لن تنتهى.

عزت صبري يكتب.. "خرج ولم يعُد" ورحلة الهروب إلى الحرية 3

فالمشكلة ليست فى الشقة فحسب، المشكلة تكمُن فى روتين يقيد الإنسان، فى طريقة تفكير محدودة بسقف الوظيفة، في القبول بالحياة على شاطىء الحياة وهامشها، وليس فى قلبها.
بينما تمثل قرية العزيزية عكس تلك المعانى، حيث يجد عطية فيها الحرية والإنطلاق، وحيث العالم المفتوح على السماء، وحيث توجد حديقة فواكه داخل البيت وخارجه.

رحلة عطية دعوة لاكتشاف الحياة، قبل أن تكون دعوة رومانسية لاكتشاف الريف والعودة الى الطبيعة. الفكرة فى الفيلم هى كيف يستطيع الإنسان أن يخرج من الأرشيف الى العالم ؟
كيف يتذوق الحياة بدلا من أن يعيشها والسلام؟ “خرج ولم يعد” ليس فيلماً عن العودة للريف فحسب، ولكن فكرته الأعمق والأجمل هى أن تهرب لتعيش حيث تتحقق، وحيث تجد الحب.
عزت صبري يكتب.. "خرج ولم يعُد" ورحلة الهروب إلى الحرية 4

عزت صبري
كاتب مصرى شاب من مواليد محافظة الجيزة - ١ يناير ١٩٩٣، كتب العديد من المقالات في مجال السينما.. صدر أول كتاب له عام ٢٠١٥ بعنوان "زيزوفرينيا" تلاه بعده كتابه الثاني "كدا بالطو" الذي إتخذ خطاً ساخراً من خلاله ليحكي فيه عن تجربته في المجال الطبي ثم كتابه الثالث وآخر إصداراته "حالة طوارئ ج" والذي استكمل فيه رحلته لما بدئه في كتابه الثاني.. حصل على منحة من مدرسة جيزويت للسينما درس خلالها الإخراج.. وشارك في كتابة أفلام قصيرة مثل "فات الميعاد" و "الدور على مين" الذي ناقش قضية ختان الاناث والحاصل على جائزة أفضل فيلم بمهرجان ٤٨ ساعة لصناعة الافلام القصيرة برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA بسبتمبر ٢٠١٩.. كما شارك في تمثيل مسرحيات لمناهضة العنف ضد المرأة لشبكة Y-Peer Egypt.. وفازت أفلامه بجوائز عديدة حيث حصل فيلمه الأخير "وَهنْ" على جائزة أفضل فيلم وأفضل مونتاج بمهرجان Icon media بالجامعة الأمريكية للأفلام التسجيلية والقصيرة وجائزة أفضل إخراج بمهرجان العدسات الصغيرة بمتحف فنون جميلة بالأسكندرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *