كعادة الراحل محمد خان جاء فيلم خرج ولم يعد مثيراً للمحبة بين الناس، فهو الفيلم الوحيد الذي لم يجد الشرير له دور بطولة ككل أفلام السينما المصرية.
فيلم الهدوء والبعد عن صخب المدينة حيث الريف والمناظر الخلابة المريحة لعين المشاهد.
المعنى فى فيلم “خرج ولم يعد” سيناريو وحوار عاصم توفيق وإخراج محمد خان يتجاوز أن يبقى عطية فى القرية هرباً من الزحام والضجيج، لقد وجد نفسه أخيراً.
واكتشف للحياة طعماً، واحتفظ بالأرض، ولعله سيحقق حلم والده الآخر بأن يكون هناك بيت يقيم فيه بالريف، بعد أن تنازل عن تحقيق وعده الأول لوالده، بأن يصبح ابنه الموظف مديراً عاماً.
يكافىء الفيلم عطية على اختياره، فيمنحه الأرض والزوجة والأسرة البديلة، وينقذه من الروتين والتلوث والفوضى.
حتى لو كان قد تزوج من زينة، خطيبته القاهرية ، وحتى لو كان قد وجد شقة فى العاصمة بعد بيع الفدادين الثلاثة، فإن متاعب عطية لن تنتهى.
فالمشكلة ليست فى الشقة فحسب، المشكلة تكمُن فى روتين يقيد الإنسان، فى طريقة تفكير محدودة بسقف الوظيفة، في القبول بالحياة على شاطىء الحياة وهامشها، وليس فى قلبها.
بينما تمثل قرية العزيزية عكس تلك المعانى، حيث يجد عطية فيها الحرية والإنطلاق، وحيث العالم المفتوح على السماء، وحيث توجد حديقة فواكه داخل البيت وخارجه.
رحلة عطية دعوة لاكتشاف الحياة، قبل أن تكون دعوة رومانسية لاكتشاف الريف والعودة الى الطبيعة. الفكرة فى الفيلم هى كيف يستطيع الإنسان أن يخرج من الأرشيف الى العالم ؟
كيف يتذوق الحياة بدلا من أن يعيشها والسلام؟ “خرج ولم يعد” ليس فيلماً عن العودة للريف فحسب، ولكن فكرته الأعمق والأجمل هى أن تهرب لتعيش حيث تتحقق، وحيث تجد الحب.