لو كانت الجوائز تعنى السعادة ، فإن هذا النجم الكبير يعتبر أسعد نجوم الشاشة العربية ، ولو كان النجاح يقاس بكمية تسليط الصحافة الأضواء على الفنان ، فإنه عاش حياته فاشلا .
إنه الفنان شكري سرحان ، الذى ولد بمحافظة الشرقية فى 13 مارس عام 1925 وتوفى فى 19 مارس عام 1997 .
فتى الشاشة الذى عاش “مغمورا” رغم شهرته الكبيرة ، والذى يعد واحدا من ضمن فئة “الفنانين المظلومين جماهيريا” .
أما حياته الفنية فكانت مليئة بالكثير من الأدوار البطولية ، حتى إستحق لقب أفضل ممثل فى القرن العشرين ، خصوصا أنه كان الأكثر تمثيلا من بين النجوم الرجال لأشهر الأفلام المصرية ، والتى تم تصنيفها ضمن قائمة “أهم مئة فيلم فى تاريخ السينما العربية” ، والتى كان له منها نصيب الأسد وقد بلغت 15 فيلما .
وإذا نظرت إلى مجمل الأعمال التى تركها هذا النجم الكبير وهى 150 عملا ، تجد أنه كان يعمل ولا يهدأ ، حتى تستغرب أنه كان يصور أحيانا أكثر من خمسة أفلام فى العام الواحد ، خصوصا فى بداية رحلته الفنية العظيمة .
كانت بدايته فى عالم السينما من خلال فيلم “لهاليبو” مع الفنانة نعيمة عاكف عام 1949 ، لكن إنطلاقته الحقيقية كانت عام 1951 على يد المخرج الكبير يوسف شاهين الذى إختاره لفيلم “إبن النيل” .
ومن هنا إنهالت عليه البطولات لأشهر الأفلام مثل الزوجة الثانية ، رد قلبى ، السفيرة عزيزة ، اللص والكلاب ، شباب إمرأة ، قنديل أم هاشم ، البوسطجى ، لا تطفئ الشمس ، وغيرها الكثير .
كرم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوسام الدولة ، ونال العديد من الجوائز .
رغم هذه الشهرة والجوائز التى نالها من مهرجانات كأفضل ممثل ، ورغم تكريمه عن مجمل أعماله وإختياره نجم القرن العشرين ، إلا أنه عانى قلة تسليط الصحافة الأضواء عليه والإهتمام به ، خصوصا أنه لم يكن من الباحثين عن المتاعب وإفتعال المشكلات ، بل عاش حياة مستقرة ، وقرر الإعتزال والتفرغ للعبادة فى آخر أيامه ، وكان معتكفا أيضا على قراءة القرآن الكريم ، حتى عرف بعشقه للقرآن ولقب ب”عاشق القرآن الكريم” .
بقلم : اسلام سرحان