مراجعات

رحله للبحث عن الذات – فيلم قلب الليل

قلب الليل

“قصة فيلم قلب الليل “

لكي تخرج الي النور قصة حساسه ومحوريه ومؤثره ومترابطه ترابط رهيب يجب ان تكون من صنع الرائع نجيب محفوظ .. حتما ستجد نفسك في تقلبات شخصية جعفر الراوي .. طفل يترعرع في حارة شكرون الممتلئة بالصخب والجهل .. في مشهد افتتاحي هو الفريد من نوعه والابرز علي الاطلاق في السينما المصريه .. الطفل ينتقل من كف امه الحنون الي اكتاف الدراويش المحلقة في رحاب الله .. تستحوذ طقوس الدراويش علي احساسه ف ينخرط بداخلهم لاشعورياً .. في لمح البصر تتوفي امه ثم تأتي صديقاتها لأحتوائه ورعايته .. كل ذلك في تسارع رهيب يؤدي بعد ذلك الي رتم بطئ من الاحداث يعرض لك البدايه الحقيقه لتشعب عقل الطفل .. ينتقل الطفل جابر الي منزل الراوي الكبير .. فهي سرايا ضخمه محاطه بأسوار مرتفعه وبداخلها حدائق واشجار كثيفه.

  • الفيلم : قلب الليل 
  • للمخرج : عاطف الطيب
  • مأخوذ من رواية بنفس الاسم للأديب العالمي نجيب محفوظ
  • سيناريو : الرائع محسن زايد
  • موسيقي تصويريه : مودي الامام
  • طاقم العمل : نور الشريف .. فريد شوقي .. هاله صدقي .. محمود الجندي .. محسنه توفيق .. محمد هنيدي

 

أد ايه انا والدي كان راجل عظيم .. دفع عمره كله .. لف في سبيل حريته

-ومات .. ودلوقتي متجوزش عليه الا الرحمه

والنبي ما تدخلني هنا امي دايما كانت تقولي ان ده السجن انا مش عايز اروح السجن

-سجن ايه يا عبيط دا بيت جدو حد يخاف من جدو ابو ابوه .. جدك طيب وبتاع ربنا واول ما يشوفك هيحبك علي طول

 

يمر الطفل من اسوار السرايا وهو لا يعلم انه قد خسر اهم ما يميزه ك إنسان .. وهو ميزة الاختيار .. يلتقطه جده من الشكرون الي بيت الراوي المحصن يحتويه ويعلمه ويؤهله لدخول الازهر الشريف ليضمن وظيفة مرموقه تليق بحفيد الراوي الكبير .. .. تتسارع الاحداث وتتشابك وكل ذلك في فترة نمو الطفل .. حيث يغار من صديقة صاحب الصوت العذب ف يهجر حفظ القرآن ويتجه لإهتمامه الدائم بالموسيقي .. التي هجرها حينما هجر الجرامافون الخاص بوالده .. ولن تكون الموسيقي هي اول تغير في شخصية جعفر الراوي وبداية التمرد علي اسطورة الراوي الكبير

 

الشيطان تسلل لقلب والغيره بدأت تظهر جواك .. صديقك شكرون انا احتويته وعطفت عليه لإنه فقير .. إنما انت ربنا انعم عليك بالقرآن وبالعلم الي تنفع بيه الناس .. مهمتك في الدنيا اسمي وارقي من مهمة شكرون.

 

“الإخراج”

عندما تقع قصة من تأليف نجيب محفوظ تحت يد مخرج عبقري حالم ومثقف ومتمرد ايضا .. يجب ان تخرج تحفة خالده علي مر الزمان .. الفيلم سوف يجعلك في حيرة دائمه بعد إنتهاءه .. فهل هو افضل فيلم مصري علي مر التاريخ .. ان عاطف الطيب افضل مخرج مصري علي مر التاريخ .. ام حقا نجيب محفوظ إستحق دخول اعماله عالم السينما واستحواذه عليها فضلا عن اعمال توفيق الحكيم (سؤال في إختبار معهد السينما عام ٢٠١٧) .. في النهايه انت امام فيلم صنع بصدق .. فإن لم يكن كل طاقم العمل وجد نفسه جعفر الراوي في يوم من الايام حتما لن تخرج تلك التحفة بهذا الشكل .. والسبب الرئيسي في كل ذلك هو المخرج العظيم عاطف الطيب .. لم يبخل علي المشاهد في اي لحظة .. فقد اعطي افضل الكادرات وانسب توزيع لزوايا الكاميرا واحسن قيادة لفريق العمل.

“السيناريو والحوار”

عن قصد .. ذكرت بعضاً من الجمل الحواريه في استعراض قصة الفيلم لكي تشعر بالغرابه .. مثل ما شعرت انا اثناء مشاهدة الفيلم .. حقا سوف تدخل دوامة مدتها ساعتين وانت تحت رحمة قلم السيناريست المبدع محسن زايد .. استطاع ان يستدرج المشاهد بسلاسه الي مبتغاه وهو الغوص في التجربه .. فهو ايضا قد تعمق في محتوي الروايه لكي يخرج جمل حواريه بهذا الشكل.

“الموسيقي التصويرية”

تلك الموسيقي التي جعلتك تصفق في افلام مثل (من ٣٠ سنه .. الارهاب والكباب .. طيور الظلام .. ليله ساخنه) فهي في كفة وموسيقي فيلم قلب الليل في كفة اخري .. فهو المبدع والمتألق والفنان الحقيقي مودي الامام .. الذي جعل لكل فرد من طاقم العمل تيمة مميزه لكي يجعلك تري احداث الفيلم وان كنت كفيف .. من شدة الانسجام بين الموسيقي والصوره.

كل من سيشاهد قلب الليل سوف يأمل ان يفقد ذاكرته لكي يعيد مشاهدته مرارا وتكرارا .. فحقا هو تحفه سينمائيه خالده مهما كتب عنها لن تأخذ حقها كاملة.

تقييمي للفيلم : ١٠/١٠ وبجداره

بقلم : محمد ياسر

Behind The Scene
بيهايند هي كيان سينمائي مصري متخصص فى مجال ترشيحات الأفلام والمسلسلات وتقديم تغطية لكافة الاخبار الفنية في السينما والدراما