بين الجمال والبساطة علاقة أزلية .. فكُلّما زادت البساطة زاد الجمال ، وكُلّما رأينا حسن حسني على الشاشة رأينا كُل ما هو جَميل .. على الرَغم مِن اصطدامه بالعديد من المواقف الَحزينة إلا أنّه لطالما كان مصدر البهجة لجمهوره .. أتحدث عن الفنان القدير”حسن حُسني” صاحب مشوار فنّي كَبير اقترب مِن كسر حاجز الـ 58 عامًا ، ومازال العطاء مُستمِرًا .
مَن هو حسن حسني ؟!
– حسن حسني محمود واحد .. مِن مواليد حيّ القلعة عام 1931 ، عاشَ طُفولة حزينة محرومًا من والدته التي توفّاها الله وهو في السادِسة مِن عُمره ، ولظروف والِده العملية انتقلتْ العائِلة إلى حي الحلمية (كانَ والِده يعمَل في المباني) وتلقّي دراسته في مدرسة الرضوانية حتّى حصل على الشهادة التوجيهية
– تعلَّق بالتمثيل منذُ صِغره ، فخلال تواجُده في المدرسة قدّمَ العديدَ من العُروض المسرحية التي اكتشف بها موهبة رُبّما لم يَكنْ يعلم أنه يمتلكها ليبدأ بعدها رحلة السعي إلى المَجد
مشواره الفنّي
– قَدّمَ حسن حسني العديد من العروض في المَسرح العسكري التابِع للقوات المُسلحة والذي عَملَ به فترة الستينات ، وكانَ المسرح العسكري يُقدّم العروض للضُباط والجنود وأحيانًا لعائلاتهم ، وظلَّ على هذا الحال حتّى تَم حَل المسرح العسكري عَقِب نكسة 1967 .. أخذ حسن حُسني مِن مسرح الحكيم مُستقرًا فنيًا له ، فقدّم العديد مِن المسرحيات مِنها “عُرابي” من إخراج نبيل الألفي ، “المركب اللي تودّي” من إخراج نور الدمرداش .
– بعد ذلك لم يعرفْ حسن حسني الاستقرار ، فكان يتنقّل بين المسارِح فانتقل إلى المَسرح القومي ثُمَ إلى المسرح الحديث وحقّقَ بهما نجاحًا كبيرًا أهّلَه للعمل بفرقة “تحية كاريوكا” والتي عمل بها لـ9 سنوات ، ذكرَ حسن حُسني أنه قدّمَ خلالها أجمل مسرحياته في مقدمتها “صاحب العمارة” ، “روبابيكيا”
– ابتعد حسن حسني عن المَسرح بعد فتحْ استوديوهات الحليج أبوابها للمُمثلين المِصريين ، واتّجه حسن إلى هناك ليبدأَ رحلة البحث عن الشُهرة التي لم يجدها في المسرح .. قدّم العديد مِن المُسلسلات الإذاعية ولكن كانت بداية شُهرته الحقيقية في مسلسل “أبنائي الأعزاء .. شكرًا” الذي شاركَ في بطولته إلى جانِب الراحل “عبدالمُنعِم مدبولي” مؤديًا دور موظَف فاسِد يُدعى “فتحي” ، ومِن وقتها وبدأ نِجم حسن حُسني في اللمعان على الشاشة .
– في بداية الثمانينات عادَ حسن حسني إلى المَسرحِ مع الفنانة “سُهير البابلي” وصديق عُمره الذي صعدَ معه “حسين رياض” في مسرحية “على الرصيف” ، كما شاركَ محمد نجم بطولة مسرحية “اعقل يا مجنون” .. ومع نهاية الثمانينات شارك حسن حُسني في المُسلسَل الشهير “رأفت الهجان” مُجسِدًا دور “يوسف الأزرع” ، وتفاعَل الجُمهور مع حسن لتقديمه دور اليهودي بشكلٍ جيّد ، وتوالَت الأعمال التلفزيونية … وأهمها : النوّة ، بوابة الحلواني ، المال والبنون1 ، دموع صاحبة الجلالة ، أبو العِلا90 ، أينَ قَلبي ، مَلك روحي ، علي يا ويكا ، عفاريت السيّالة ، هيما ، العار .
– يمتلكُ حُسني رصيدًا ضخمًا مِن الأعمال السينمائية جعله يتعامل مع أشهر مُخرِجي مِصر ، فقد شارك مع المُخِرج علي بدرخان في فيلم “الكرنك” عام 1975 ، وتعاوَن مع المُخِرج الكبير “عاطِف الطيّب” في عِدة أفلام مِنها : سوّاق الأتوبيش ، البدروم ، البرئ ، الهروب .. دوره في فيلم “سارِق الفرح” من إخراج رضوان الكاشِف نال عليه 5 جوائِز ، وأخيرًا فيلم “زوجة رجُل مُهِم” من إخراج محمد خان .
– مع نهاية التسعينات ولفترة اقتربتْ مِن 15 عامًا أصبَحَ حسن حسني رفيقًا للشباب في أغلَب أفلامهم مِثل : الراحِل “علاء ولّي الدين ، أحمد حِلمي ، محمد سعد ، كريم عبدالعزيز ، أحمَد السقّا ، محمد هنيدي ، هاني رمزي ، أحمَد رزق ، رامِز جلال ، ياسمين عبدالعزيز ، غادة عادل ، مي عزالدين …وغيرِهم كُلّهم نُجوم شاركَهُم حُسني أفلامهم وشَهِد صعودَهم سُلّم النجومية .
معلومات لا تَعرِفها عن حَسن حُسني
– طوال مِشواره الفنّي لَمْ يُكرّمْ إلا قليلًا .. فقد حصلَ على جائزة أفضل مُمثِل عام 1993 متفوِقًا على نجوم كِبار مِثل : محمود حميدة ، والراحل فاروق الفيشاوي .. كما حَصل على جائزة فاتِن حمامة التقديرية على مُجمَل أعماله ، وعلّق عليها قائلًا : “أنا سعيد أوي إنُهم لِحقوا يكرموني وأنا لسّه عايش” .. وأخيرًا تمَّ تكريمه مُنذ أيام في نقابة المِهَن التمثيلية ، وقام كلًا مِن محمد سعد ومحمد هنيدي بتسليمه الجائِزة .
– لديه 5 أفلام ضِمن قائمة أفضل مائة فيلم في السينما المِصرية وهُم : سوّاق الأتوبيس ، البَرئ ، الكرنك ، زوجة رجل مُهِم ، ليه يا بَنفسج .
– توفيت ابنته “رشا” عام 2013 بعد شهور مِن إصابتها بمرض السرطان ، وهو ما كان له تأثير كبير على الفنّان حسن حُسني فرفض كُلّ العروضِ التي عُرضتْ عليه في تلك الفترة .
– رفضَ رامز جلال تصوير أحد الأفلام بدون حَسن حُسني فنامَ أمام مَنزِله 3 أيام .
محدش بيسأل عليا
– هكذا كان ردّه عندما تمَّ سؤاله عن علاقته بنجوم الفَن ، وتابع “مفيش غير رجاء الجداوي اللي بتكلمني علطول ، وأحيانًا أحمد حلمي وهنيدي ومحمد سعد ومدحت صالح”
– لا يعرف عدد أعماله السينمائية والتلفزيونية والمسرحية لكثرتها ، حيثُ يمتلك حسن حُسني رصيدًا ضخمًا مِن الأعمال الفنية تخطّى ال500 عملِ ، وذَلك على مَدار 50 عامًا مِن العطاء الفنّي .