قدم في سنة اسطورية سينمائيا أكثر من عمل ثوري لدرجة أنهم تصدروا وجهة موسم الجوائز بصورة مكثفة كما لا تكون العادة، ضاحية فرنسية والأساليب القبلية التي تسودها، طفيليات كوريا الجنوبية وما صنعتهم بهم الطبقية، ملاك أراضي البرازيل والتلاعب بدمائهم كما لو كانوا حشرات، كبت المهمشين في بلاد الحرية وآهات كان لا بدّ من الإدلاء بها.
” ربما تكون صانع أفلام جيد ولكنك لن تصبح بونج إلا بعد زمن “
نظريا وإعلاميا ما قدمه بونج “ Parasite ” لا يقارن وقد دعم ذلك ذكاء بونج فلم يكن تلميذا فيما قدمه فركز واعطي بكل ما يملك من حرفية قد تكونت علي مدار سنوات طويلة أن يعطي لك كمشاهد كل ما تتمني وانا كمشاهد تشبعت كل رغباتي حين انتهيت من مشاهدة فيلمه، ولم يقتصر على جر الجمهور في صفه بل ذهب مسرعا بفيلمه لجلب انتباه رواد المجال من مهرجانات ووسائل إعلام فما كان للجميع إلا التصفيق لطفيليات القرن الحادي والعشرين.
لجذب إنتباه الجميع عليك بحثهم علي فشلك
وهناك في أرض العنصرية الأولي وفي أجواء الإحتفال بالمونديال بعد غياب قد وجد الشعب ضالته للتنفس مجددا في احتفالات يستطيع فيها الفرد أن يسرد آهاته في سمفونية جميلة لا يكاد صوتك أن يؤثر فيها نظرا لشدة الصخب بها، قد كانت الكلمة الأولي لشاب عاني وعايش ما يقدمه كمان قد كان للبروفيسور بونج في كوريا، ومن هنا أختار لادج لي أن يناقش الطبقية من الأساليب القبلية التي تسود ضاحيته وكيفية سير الأمور والآلية اللامنطقية التي تسيطر علي الجميع، عرق ودين ، لون وشغف ، حرب باردة يتخللها قنابل علي فترات، ليقدم لنا لادج “Les Miserables” ولكن في معالجة مختلفة تماما عما سبق لك من رؤية أو إطلاع.
” تود فيليبس قد رقص أخيرا بعدما كان يبكي بعد ضحك الجميع “
من قاع المدينة إلي قمتها هو ما فعله تود بالسخط من مدينته التي تمقت الجميع وبكل تأكيد لن تبالي بشخص مريض بمجتمع قذر، ثورة خلف كواليس قناع يجذب الإنتباه، أحلام تتحقق بيد الغير ونفس يأخذ بعد زمن، فساد إعلامي وتجاهل سلطوي وطبقية مميته في بلاد النور ، هو نتاج لرجل لم يكن له وجود ابدا ولكن منذ عرضه في ڤينسيا “Joker” اصبح الجميع يلاحظ لأنه موجود بالفعل.
“بكل تأكيد ثنائي قادر علي صنع كل هذه العبقرية التي تحتاج عقل يناصفك جمالها”
باكروا حي فقير في شمال البرازيل قد حكم عليه النظام بالمحو منذ ازالتهم من الخريطة والذي تماشي بعد فقدان أحد رموزهم المعمرة ل ٩٤ عام ، قتل بشر بشغف مقابل وكأنهم أعداء منذ الأمد، عمدة يستاء من شعب يطالب بحقوقة، ووطن غارق في اضطهاد ذاته، حياة قروية وتماسك اجتماعي، خوارج وإسقاطات سياسية نتاج لعمل عبقري لكل ما تحمل الكلمة من معني.
فنيا أفضلهم بكل تأكيد طفيلي ولكن أفضل شخصيا البؤساء لذكاء الزاوية التي ناقش منها القضية ومن ثم البؤساء ويليهم التحفة البرازيلية لما احتوت من جماليات وبالمناسبة قد فاز بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان مناصفة مع البؤساء، ويأتي أخيرا تحفة تود.
ويذكر أني لم أتحدث عن الأفلام التي ناقشت القضية من الجانب الرمزي مثل us ,و The Lighthouse ، فهي لم يكن لها صوت عالي مثل ما تم ذكرهم حتى وإن كان يطغى على أسلوبهم الحدة.
LES MISERABLES 2019 by Ladj ly.
Parasite…2019 by Bong Joon-ho.
Bacurau…2019 by Kleber Mendonça Filho and Juliano Dornelles.
Joker …2019 by Todd Phillips.