منذ عدة أيام هاجم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي أفلام مارفل قائلاً: حاولت مشاهدتها ولكنها ليست سينما، كل ما يقوم به الممثلون فيها يصلح للملاهي الترفيهية، أفلام لا تنقل المشاعر لمتابعينها وهو ما يفترض من السينما.
هذا التصريح لم يعجب أبطال وصناع أفلام مارفل وعلي رأسهم صامويل جاكسون الذي رد قائلاً: الأفلام هي الأفلام، الجميع أيضاً لا يحبون أفلامه، كل شخص لديه رأي ولكنه لن يمنع أحد من صناعة الأفلام.
تصريح سكورسيزي كان بمثابة الشرارة الأولي التي أشعلت حملة هجوم سلبية علي أفلام مارفل فتبعه المخرج فرانسيس فورد كوبولا قائلاً: لا أعلم كيف لأحد أن يشاهد نفس الفيلم مراراً وتكراراً (يقصد بأن أفلام مارفل كلها متشابهة)، سكورسيزي كان رقيقاً عندما وصفها بأنها ليست سينما فهي أفلام جديرة بالإحتقار، والممثلة الشهيرة جينيفر آنستون التي وصفتها بأنها تقلل من جودة السينما الحقيقية، وتتمني أن يتم التقليل منها في المستقبل، والمخرج البريطاني كين لوتش الذي وصفها بالمملة والساخرة وغيرهم.
أثارت كل هذه التصريحات جدلاً كبيراً علي مواقع التواصل الإجتماعي وانقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض، وكلامي التالي يعبر عن وجهة نظري فقط ولك كامل الحرية في الإتفاق معها أو الإختلاف.
السينما فن وشغف تختلف رؤيتها من شخص لآخر، هناك من يراها وسيلة للتعبير عن الواقع المحيط فيتجه إلي الأفلام الواقعية، وآخر وسيلة للهروب من الواقع المظلم فيتجه إلي الأفلام الخيالية، وآخر يعشق الموسيقي فيتجه إلي الأفلام الموسيقية، وآخر ترفيهية من أجل المتعة فقط فيتجه إلي أفلام الأكشن والأبطال الخارقين، ويبقي الشيء الوحيد المشترك بينهم هو الشغف والولع بالسينما، وليس لدي أي شخص الحق في الهجوم والتقليل من أي نوع بسبب كرهه له، فأنا مثلا أعشق الأفلام الموسيقية وحزين جداً علي ندرة إنتاجها في السنوات الأخيرة، فلن أتقبل بتاتاً أن يقلل منها أي شخص ويصفها مثلاً بأنها ليست سينما، فمن أعطاك الحق لتقرر ما هي السينما!، وأيضاً إذا كانت لا تعجبك فلا تشاهدها الأمر بسيط.
ولكن ماذا لو نظرنا للأمر بنظرة أوسع وأشمل وحاولنا تخيل تأثيرها المستقبلي؟!، بدأ عالم مارفل السينمائي بفيلم كل عام وأحياناً فيلمان والآن ثلاث أفلام، وأصبحت أفلامها تكتسح البوكس الأوفيس وتجتاز حاجز المليار دولار بكل سهولة، لماذا أقول هذا؟ تخيل لو خُير منتج بين فيلم لسكورسيزي وآخر لمارفل فمن سيختار؟ هل سيمتلك الجرأة للمخاطرة مع سكورسيزي ويقدم تحفة فنية أم سيختار الخيار الآمن الذي سيدر عليه ملايين الدولارات؟، لذلك سواء اتفقنا أو اختلفنا مع تصريحات سكورسيزي وغيره من الصناع إلا أننا نستطيع تفهم سبب تصريحاتهم، فلا يمكننا إنكار حقيقة أن هذه النوعية أصبحت تشكل خطراً علي صناعة السينما، ناهيك عن كون مارفل ليست الوحيدة التي تقدم هذه النوعية من الأفلام ولكن الهجوم مركز عليها بإعتبارها الشركة الأكبر والمسيطرة، هل معني كلامي أنه يجب وقف إنتاج هذه النوعية من الأفلام؟ بالطبع لا فهذه الأفلام بعيدا عن كونها عامل للمتعة وفاصل جيد بعد مشاهدة عدة أفلام ثقيلة علي المستوي فني، قدمت عدداً من التحف الفنية مثل ثلاثية The Dark Knight وفيلم joker بالنسبة لdc والجزء الثالث والرابع من سلسلة أفينجرز بالنسبة لمارفل، وقدموا شخصيات عظيمة مثل الجوكر وثانوس لذلك تعميم وصف الترفيه علي النوعية بأكملها ظلم كبير لهذه التحف، ولكن علي الأقل التقليل منها فهناك العديد من الأفلام الكليشيهية المتشابهة علي مستوي القصة والأحداث التي لم تضف أي شيء جديد، وفي حالة التعاقد مع مخرجين لديهم رؤية فنية رائعة مثل نولان وتود فيليبس ستتحول أفلام الكوميكس إلي إضافة مميزة جداً لصناعة السينما.