هناك العديد من الأعمال التي نالت إهتمام المشاهدين في شهر رمضان لأسباب متعددة ، فمنهم من نال إهتمام المتابعين بسبب حدث غير متوقع أو بسبب أداء هزيل من ممثل، أو قيام أحد القائمين على العمل بالحديث عنه بشكل مستمر، أو أزمات خاصة بالعمل ، والعديد من الأمور التي تندرج تحت بند الضجة أو “البروباجاندا” لينال العمل الإهتمام.
ويتسبب ذلك الأمر في تعرض بعض الأعمال للظلم وعدم حصولها على التقدير اللازم ، وعلى راس تلك الأعمال في ذلك الموسم، هو مسلسل الفتوة بطولة ياسر جلال ومي عمر واحمد خليل ورياض الخولي وأحمد صلاح حسني والعديد من النجوم ، ومن تأليف هاني سرحان وإخراج حسين المنباوي.
يعد مسلسل الفتوة من الأعمال الثرية للغاية في رمضان الجاري، فبداية من السيناريو فالمسلسل يعتمد على العديد من الخطوط الدرامية والصراعات بين الأبطال ، بالإضافة للعديد من الخيوط الرومانسية التي تقوم بدورها بخلق أنواع اخرى من الصراعات لأبطال العمل مما يساهم في دفع الأحداث.
لقد بدأت احداث مسلسل الفتوة في عام 1850 ورغم عدم معرفتنا بتاريخ الشخصيات في البداية إلا أن الأمور بدأت في الظهور بشكل تدريجي، كمن يستمع إلى قصة من التراث الشعبي ليبدأ في إداراك دوافع كل شخصية وتاريخها والتفاعل معها، لتصبح أحداث الماضي وتاريخ الشخصيات من أبرز الخطوط الدرامية التي تقوم بتحريك الأحداث ، وهو ما جعل العمل حتى الآن هو الوحيد الذي وصل إلى الحلقة 20 دون أن يظهر به شبح الملل أو التطويل الذي يصيب المسلسلات عادة في الموسم الرمضاني .
كما أن الفتوة امتاز بعنصر الإمتاع البصري، فمدير التصوير إسلام عبد السميع مع المخرج حسين المنباوي خلقا لوحات فنية في كل مشهد، حتى وإن لم تكن تشير إلى رسالة بعينها ولكنها ممتعة في حد ذاتها، لتمنح الفتوة أفضل صورة بصرية في المسلسلات الرمضانية بالفترة الأخيرة، وهو ما يظهر بوضوح إن قمت بإيقاف احد المشاهد بشكل عشوائي لتجد إنه يصلح ليكون صورة تتمتع بالنظر إليها .
وعلى الجانب التمثيلي فإن الأداءات التمثيلية من عناصر الجذب للعمل، فبطل العمل ياسر جلال اعتمد على ااء تلقائي بسيط دون مبالغات او صراخ ، كما ظهر القديران رياض الخولي وأحمد خليل في أفضل صورة ممكنة بأداء يجعلك تتسائل لم قد يغيب هذان النجمان عن الشاشة على الرغم من قوة أدائهما .
كما ظهرت الفنانة إنعام سالوسة بصورة رائعة وقدمت مشهد رائع لعاطفة الامومة بدون نطق حرف واحد مع الفنانة مها نصار والتي تحتاج إلى مساحة أدوار اكبر نظراً لما تمتلكه من إمكانيات فنية وتلقائية في الأداء
وعلى الرغم من وجود تلك العوامل مجتمعة والتي تمنح التفوق لعمل فني، إلا أن عدم وجود ضجة مصاحبة للعمل أو إتباع المسلسل لأسلوب المشاهد الحزينة لجذب المشاهدين، جعل العديدين لم يتمكنوا من متابعة ما قدمه ذلك العمل المميز الذي يستحق المشاهدة والاهتمام بشكل أكبر.