كل ليلة تؤرقك تلك الأفكار الطاحنة المملة.. تلك الأفكار المؤلمة الساكنة بهدوء كهرِ خجلِ يهاب الظهور بالعلن.
– ينتظر قدومك ليلا وحيدا ليتحول إلى ذلك الوحش الذى يلتهم قلبك.. تتأجج بين تلك الظلمات تصارع ببطئ ساعات من الليل تتمنى ان تنتهى سريعا.
لتهرب بها وسط زحام البشر القاتمة.. تمر عابسا بين الوجوه.. إن اردتم النكات فلا أبرع منى بإلقائها، إن أردت النصح والطريق فلا أعقل ولا أنضج مما سأتلوه.
– إن أردت السكن والمواساه ستجدنى فى أول الطريق مصاحبا لألمك..وجوه باهته بعضها ساخر والآخر ساحر.
– أتمم بأعلى صوت داخلى.. لم أتيت حقا لهذا الكون العابث.. لمن أنتمى بكل هذا البؤس والعناء..لا أعلم لما على الشعور هكذا.. لا أعلم السبب للحقيقى لهذا الشقاء.
فى تلك الأيام القاحلة القليلة بحثت يوما عن المواساة..حقا الغريزة تخفف قليلا من الألم..ولكن كنت أبحث عما هو أقوى.
لا أريد جرعة زائفة من المسكنات..وها لقد وجدت ماهو أكثر شقاء.. وجدت السبب وجدت الحب..اعتقدت أنه السبيل لنهاية تلك المشاق.
فأنا أستحق الحب الرائع الذى يشملك بدون أسباب يغمر أحزانك ويحولها لعالم من البهجة والسلام.
لقد وجدته فى رعشة يدى عندما اقترب من أسمك يدفع الرنات إلى هاتفى وجدته فى رغبتى الساذجة فى تسلق الجبال وعبور المحيطات فقط لأثبت لكِ أن السبب فى ابقائي حيا هو أنتِ.
وجدت الحب فى سعادتى المفاجئة بصوتك يخاطب اسمى فى استنادى إلى النافذة لأتذكر كلماتك الرقيقة الحالمة.
بفرحة طفولية تراودها الرقصات المرحة.فى كلمات وموسيقى تشاركناها سويا فى عقلى المشتت بين زفرات النفس والعبور السريع إلى رسالتك.
لتضئ بها العالم من حولى..بينما تقرأين كل ما أكتب فهو لكِ..تستمعين لكل ما أقول فأنا ملكك دائما.
لو أستطع أن ادر الوقت للخلف سأقضى كل ثانية بضعف الفرح والسعادة سأدر التوقيت ليظل ساكنا.
فى تلك الليلة عندما غمِضت عيناى وذهبت مسرعا للنوم.
سأوقظ العالم ليشهد أننى بجانبك سأفقد عقلى سألتهم الحلوى كطفل احمق سأصرخ عاليا بأننى صرت الأفضل.
سأتأكد أن الضوء لن يظهر فى الصباح لأظل عالقا فى تلك الرواية الساحرة فى رواية ترويها بصوتك الحانى.
وسأهرب بعيدا عن هؤلاء من خذلونى جميعا لتبقى آخر ذكرى عالقة بقلبى تلك التى زُرعت بوجهك الملائكى وصوتك الرحيم ولكن..لا مفر من الشقاء والألم