قوائم الأفلام

عزت صبرى يكتب .. افلام بطلها طفل – الجزء الاول

افلام بطلها طفل
افلام بطلها طفل

Léon, the professional 
“قيل إن في يومٍ من الأيام، كان في مكان غير معروف من العالم، مكان منطوي مخبوء بين الأزقة والحوانيت، هناك بين الشقق المتواضعة والأقفال الوصيدة، كانت توجد زرعة محبوسة في إناء فُخاري عنيد، وحدها الزرعة كانت تواجه العالم، تعودت على حالتها المتواضعة وحكمت روحها داخل الإطار المحدد لها، حتى أزهرت وأينعت ونضجت مثل الشمس المُشرقة، كانت سعيدة بحياتها الإنعزالية مطاوعة نفسها مبتعدة عن كل ملذات الحياة التي تجترها، صامدة تعتني بنفسها جيداً”.

– مقدمة عظيمة لفيلم عظيم..” ماتيلدا” اللي فقدت أهلها علي إيد ظابط شرطة مختل عقلياً -وإن كنت هتحب أدائه-.. و”ليون” الوحيد المُتناسي من العالم الخارجي.. جفن مابيغمضش.. ترقب طول الوقت.. القاتل المُحترف اللي بيجسد القوة والبطش.. بتقدر ماتيلدا تحوله لصندوق مليان بالمشاعر الإنسانية والبراءة الغير معهودة.. مستحيل ماتتعاطفش معاه!.. مشهد النهاية عبقري.. فيلم هيفضل من أحب الأفلام لقلبي.

Fathers and Daughters
– العلاقة الإستثنائية بين أب وبناته.. الإبنة اللي شايفة ابوها بطلها.. والأب اللي بيعاني من مرض عصبي وبيضطر يسيبهم عشان يتعالج.. فيلم من إخراج الإيطالي “جابريل موشينو” اللي إمتازت أفلامه بالمشاعر الإنسانية والإنفعالات زي Seven Pounds و Pursuit of Happiness.. هتتأثر جداً بأداء “إيلي روجرز” اللي هتبهرك بقوة أدائها فـ مرحلة الطفولة والمأساة والألم والحب اللامتناهي والإستثنائي فـ موهبة زيها.. فيلم درامي نفسي مؤثر ومليان بالمشاعر القوية.

Gifted 
– الأم اللي تركت بنتها بسبب حلم أكل حياتها بالتدريج وجعلها خاويةً وأصابها بالاكتئاب لحد ما ماتت.. وعاشت الطفلة مع خالها اللي حاول يجعل منها طفلة طبيعية بتعيش حياة خالية من التعقيدات اللي حاولت جدتها تغرسها فيها بكل السبل فبياخد الطفلة اللي كانت بتمتاز بشدة ذكائها وبيعيشوا بعيد.. وبيفضل الوضع متذبذب بين الجدة وابنها، هي عايزة حفيدتها تكون عالمةً وتكمل اللي فشلت تحققه امها، وهو عايزها تتعامل بإجتماعية مع العالم عشان ماتلقاش مصير أمها في النهاية… ومابين الصراع الداير.. بيخلق إضطرابات نفسية بتنهش “ماري” بالتدريج.. مشهد حكم المحكمة بضم حضانة الطفلة لجدتها وبكاها عشان ماتسيبش خالها مشهد عظيم حاول تمسك نفسك فيه.

I Am Sam
– الأب المعاق ذهنيًا المصاب بالتوحد.. عقله لايتعدى عمر الـ ٧ سنين.. ومعاناته هو وطفلته فـ إنهم يعيشوا الحياة اليومية زي باقي اللي حواليهم ويقدر يكون مسؤل عن أكلها ولبسها ومرواحها المدرسة.. الأشياء اللي بتشوف إمها إنه عاجز على فعلها وبترفع قضية لضم حضانة البنت مستغلة إعاقته الذهنية.. البنت بتبدء تكتشف من تصرفات والدها إنه مريض وانه غير باقي الأباء.. وإنه مختلف عنهم.. وهتستاء فـ البداية لكنها هتكتشف إنه بيدي مشاعر حقيقية.. مشاعر مش هتلاقيها مع حد غيره.. فهتقرر التمسك بيه.. “جون بن” إترشح للأوسكار عن دوره فـ الفيلم.. و “فاننج” الطفلة حصدت 8 جوايز.

هيفضل حبي الأبدي لنوعية الأفلام اللي بطلها “طفل” والعلاقة الإستثنائية جدًا اللي بتكون بين البطل والطفل.. سواء كانت أبوبة أو صداقة.. حقيقة بيأكدها علم النفس والسينما فـ آن واحد.. هي هشاشة الحياة.. اللي بتخليك تفكر وتشوف إن أكبر أزمة حياتية ممكن تنتهي بكلمة.. بسقطة.. بالقضاء والقدر.. وإن أكبر المعارك اللي بنخوضها فـ حياتنا هي المعارك النفسية.. اللي بنستخدم فيها أفتك الأسلحة وبنخوض حروب مالهاش نهاية او ليها بس النهاية هتباغتك من حيث لا تدري، وباكتر الطرق سخافة وعبثية.

عزت صبري
كاتب مصرى شاب من مواليد محافظة الجيزة - ١ يناير ١٩٩٣، كتب العديد من المقالات في مجال السينما.. صدر أول كتاب له عام ٢٠١٥ بعنوان "زيزوفرينيا" تلاه بعده كتابه الثاني "كدا بالطو" الذي إتخذ خطاً ساخراً من خلاله ليحكي فيه عن تجربته في المجال الطبي ثم كتابه الثالث وآخر إصداراته "حالة طوارئ ج" والذي استكمل فيه رحلته لما بدئه في كتابه الثاني.. حصل على منحة من مدرسة جيزويت للسينما درس خلالها الإخراج.. وشارك في كتابة أفلام قصيرة مثل "فات الميعاد" و "الدور على مين" الذي ناقش قضية ختان الاناث والحاصل على جائزة أفضل فيلم بمهرجان ٤٨ ساعة لصناعة الافلام القصيرة برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA بسبتمبر ٢٠١٩.. كما شارك في تمثيل مسرحيات لمناهضة العنف ضد المرأة لشبكة Y-Peer Egypt.. وفازت أفلامه بجوائز عديدة حيث حصل فيلمه الأخير "وَهنْ" على جائزة أفضل فيلم وأفضل مونتاج بمهرجان Icon media بالجامعة الأمريكية للأفلام التسجيلية والقصيرة وجائزة أفضل إخراج بمهرجان العدسات الصغيرة بمتحف فنون جميلة بالأسكندرية.