أحمد زكي صاحب التاريخ الكبير في السينما المصرية، والذي برهن من خلاله على إنه واحد من أهم نجوم السينما في مصر، حيث تمكن من خلال مسيرته التي بدأت في السبعينات و انتهت بوفاته في 2006 من كتابة تاريخ كبير ومميز جعلته استحق لقب الإمبراطور.
نرشح لك ايضاً: اقوى افلام أحمد زكي
ومع تايخ أحمد زكي الحافل فإن هناك العديد من المميزات التي جعلته من أبرز نجوم السينما والتي مكن حصر بعض منهم في 10 نقاط هامة.
مميزات الراحل أحمد زكي
1- الصدق
احمد زكي من أفضل الممثلين الذين يتمكنوا من الوصول إلى داخل أبعاد الشخصية التي يقومون بها بصدق، واهتمامه بالشخصية لم يكن يتوقف على إجادتها تمثيليًا فقط، بل وعلى جانب المظهر وطريقة الكلام بل وحتى الحركة، فحينما يقوم بالتمثيل فهو يخرج من عباءة أحمد زكي ويصبح الشخصية، فعلى سبيل المثال في شخصية أحمد أبو كامل بفيلم شادر السمك لم يعد هناك وجود لحركات أحمد زكي أو لزماته الكلامية بل تحول بالفعل إلى أحمد أبو كامل، وهذا الصدق هو ما ميز أحمد زكي في كل أدواره لدرجة تجعلك تنسى إنه يقوم بالتمثيل.
2- نظرة العين
كانت عينا أحمد زكي من أبرز وأهم أدوات التجسيد لديه، فكانت دائما تتحول إلى نافذة إلى داخل الشخصية التي يؤديها لتظهر منها انفعالات الشخصية وحالتها النفسية، فكانت نظرة عين زكي تختلف باختلاف الشخصية وأبعدها، فعيون العقيد هشام في زوجة رجل مهم اختلفت عن عبد السميع في البيه البواب وعن أحمد سبع الليل في البريء وعن مصطفى خلف في ضد الحكومة وعن شكري في موعد على العشاء
3- الإبتعاد عن المنطقة الآمنة
في كثير من الأحيان حينما يقوم ممثل بأداء جيد في دور معين يلقى استحسان الجماهير وحبهم، يقرر الإستمرار على نفس النهج فترة طويلة للمحافظة على حب الجمهور، ولكن أحمد زكي ابتعد عن تلك المنطقة الآمنة، ولم يستقر في شكل معين بعد نجاحه فيه، ولم يحاول استثمار نجاح شخصية في أفلامه ليواصل بها حصد النجاح، فرغم نجاح شخصية حسن هدهد في كابوريا فإنه لم يحاول استغلال نجاحها مرة أخرى.
4- المحافظة على المستوى رغم الظروف
لا يمكن الإنكار أنه في بعض الأحيان قد يجد الممثل نفسه متواجد في فيلم مع مخرج غير قوي أو سيناريو ضعيف، ولكن أحمد زكي على الرغم من تعرضه لذلك بالتأكيد إلا أن كان يحافظ على مستواه التمثيلي وأداءه الجيد ليكون هو طوق النجاة للعمل.
5- القدرة على التحول
كان أحمد زكي يملك قدرة على التحول في الأداء بشكل واضح، فلقد كان زكي يقوم في وقت واد بتصوير فيلمي زوجة رجل مهم والبيه البواب، الأول شخصية ضابط قاسي عنيف مصاب بجنون العظمة، والثاني شخصية بواب بسيط جاهل، شخصيتين مختلفتين تمامًا في ابعادهم النفسية والسلوكية تم تصويرهم في وقت واحد، وكان زيك يتجول بين الشخصيتين بحرية وقدرة عظيمة على التحول في الأداء.
6- الهروب من فخ الإقتباس
على الرغم من المشكلات التي تواجه أي عمل مصري يقوم بالإقتباس من عمل أجنبي، سواء بالمقارنة بين الأحداث أو أداء الأبطال، فإن أحمد زكي على الرغم من إقتباس فيلمه الإمبراطور من فيلم Scarface للنجم آل باتشينو، إلا أن زكي تمكن من الهروب من فخ الإقتباس وقدم أداء تمكن به من جعل الجماهير تنسى المقارنة مع العمل الأجنبي، وتتذكر فقط دور زينهم في الإمبراطور بفضل أداء زكي المتقن.
7- شخصية لا تتكرر
قدم أحمد كي شخصية ضابط الشرطة 3 مرات، في أفلام الباشا وأرض الخوف وزوجة رجل مهم، وحينما تنظر للثلاثة أعمال تجد أن الشخصية مختلفة تمامًا، والإختلاف هنا ليس على مستوى السيناريو فقط، بل أن التجسيد نفسه مختلف فكل شخصية فيهم تمكن زكي من تجسيدها بشكل مختلف دون أن تتأثر واحدة بالأخرى، لتخرج الثلاثة شخصيات مختلفين وكأنهم من ثلاثة ممثلين مختلفين.
8- المغامرة والتحدي
كان أحمد زكي مع حبه للتمثيل مغامراً كبيراً، فخاض جميع التحديات، من أدوار مركبة أو درامية أو شر أو خير أو كوميدية، فلم يكتفي بتجسيد شخصية واحدة، بل وكان مغامر كذلك في رغبته في تجسيد اعمال السيرة الذاتية، فخاض تحديان كبيرا بتجسيد جمال عبد الناصر (الذي لم يكن مرشح له من الأساس) ومحمد أنور السادات، وتمكن من حصد نجاح كبير للغاية في كل مغامراته التي يرغب فيها دائماً في تحدي نفسه ليقدم الأفضل، حتى إنه كان يتحدى نفسه في أخر أيامه حينما أصر على تقديم شخصية عبد الحليم حافظ التي طالما حلم بتقديمها
9- تمثيل السيرة الذاتية
قدم زكي 4 أعمال سيرة ذاتية، هي الأيام “طه حسين” وناصر 56 “جمال عبدالناصر وأيام السادات “محمد أنور السادات” والعندليب “عبدالحليم حافظ”، وتمكن زكي من النجاح في تقديم تلك الشخصيات بشكل كبير، فأعمال السيرة الذاتية تكون صعبة على بعض الممثلين حينما يهتمون بتقليد الشخصية بشكل أكبر من الأداء التمثيلي، ولكن زكي تمكن في أعمال السير الذاتية من التقليد بشكل متقن مع وضع بصمته التمثيلية بجوهرها وهو ما خلق النجاح لتلك الأعمال.
10- مقاومة الإنتقادات
في بداية مشوار أحمد زكي تعرض لسيل من الانتقادات والهجوم، فحينما جسد شخصية طه حسين في مسلسل الأيام بشكل جيد، تلقى بعض الهجوم بعد مقارنته بمحمود ياسين الذي جسد نفس الشخصية، وكانت المقارنة حينها بين زكي في بداية مشواره و ياسين الذي كان يملك رصيد كبير حينها في السينما المصرية
كما أثار إصرار سعاد حسني على تواجد زكي معها في فيلم شفيقة ومتولي العديد من الإنتقادات، بالإضافة لعاصفة الجدل التي أثارها حينما حصد جائزة عن دوره في فيلم الباطنية رغم إنه كان دور ثانوي في وسط العديد من النجوم أمثال فريد شوقي وعماد حمدي ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي.
وعلى الرغم من سيل الانتقادات والهجوم الذي عاناه أحمد زكي في بدايته أصر على المواصلة والاستمرار بنجاح، ليقوم كل من هاجمه بالاعتراف بعد ذلك بعبقريته التمثيلية.
تلك الأسباب وغيرها هي ما جعلت أحمد زكي حالة فنية خاصة في السينما المصرية لم يتمكن الجمهور من نسيانها، ليستحق النمر الأسود عن جدارة أن يكون الإمبراطور.